لامجال إذن للحديث عن العدالة فلن يتحقق ذلك سوى في العلاقات البينية بين الدول خصوصًا العربية، فلم يحدث في تاريخها أن حلت أي من المشاكل سواء من خلال جامعتنا العربية، أو من خلال دول الثقل التي بمقدورها فعل ذلك.

فكافة القضايا العربية أخذت مداها وشدة تعقيدها وتركت حالة من عدم استقرار أوضاعها وما زال الحال ماثلًا في اليمن والعراق وليبيا وسوريا،

ناهيك عن مشاكل عالقة في بلدان أخرى يمكنها أن تمثل كابوسًا في أمنها واستقرارها. بمعنى أن محصلة التعاطي مع كل ما جرى ويجري يمكن وصفه بصب الزيت على النار. ولا ندري من الأقرب في مثل هذه المعادلات إلى خطب ود الدول المؤثرة خصوصًا الغربية التي تشكل مصالحها ركيزة للحلول، بمعنى هي لا تحقق العدالة بأي حال، كما لم تكن معنية بوقف نزيف الدم، طالما والنتيجة تصب في صالح مصالحها، ما يجعل أطراف الصراعات لدينا تضع في الحسبان هذه القاعدة في الأذهان.

واليمن تشكل دون شك نموذج ذلك في كل ما يجري، فما هو ظاهر بخفي أسرار كثيرة، بما في ذلك تهديد الممرات المائية في البحر الأحمر. بمعنى أدق نحن أمام معادلات جديدة لا يمكن التوقع معها أن تسارع البلدان الغربية لوضع خارطة حلول توفر الأمن والاستقرار لبلداننا، لأن خيارًا كهذا لم يتبلور بعد، فالأمور في بواكيرها وعلى شعوبنا التعايش مع حالة الخلط القائمة، حتى تتبلور الرؤية لدى الدول الفاعلة عن ما يمكنه أن يدعوها لوضع التسويات الوقتية، ولا نقول الحلول الناجزة المبنية على العدل، الأمر الذي يجعلنا في حالة من عدم الاستقرار، وتفاقم الأزمات القائمة مع استمرار نهب الثروات وتدمير المقدرات. استراتيجية جعلت أطراف الصراع والأزمات يتسابقون لتقديم الأفضليات التي يمكنها أن تشكل قاعدة لتحقيق تطلعاتهم، مع ما يواجهون من ضبابية الرؤية.

واقع ربما يصعب معه تفسير ما يجري.