كل ما في الأمر أننا عندما نحتفل بفوز منتخب الناشئين كفريق رياضي ومنتخب وطني يمثل الوطن ككل، شماله وجنوبه ليس من الضروري الخروج إلى شوارع شهدت مصادمات وحروبا سابقة سقط فيها شهداء على رفع أعلام وطنية جنوبية، واستشهد فيها شهداء شباب، وأتذكر من هؤلاء الشهداء وضاح البدوي الذي لبس علم الجنوب وسقط شهيدًا، بسبب رفعه علم وطنه الجنوبي.
حينها وهذا للتذكير وحتى لا ننسى أن أعلامنا الجنوبية رفعت جماهيريًا في ساحات النضال الوطني الجنوبي وظلت رايتنا التي نناضل لاستعادتها كوطن تم سلبه منا، وهذا للتذكير وأنها مسيرة نضال طويلة. مع رايتنا الوطنية الجنوبية والكل يتذكر الشاب الجنوبي الذي تسلل على أحد الأعمدة الكهربائية ليرفع علم وطنه فوق هذا العمود وكلنا نتذكر هذا المشهد وكيف كان يتم قمع شعبنا الجنوبي أثناء المسيرات النضالية وكيف يتم التمسك بهذا العلم الوطني الجنوبي يعني عندما نتذكر هذا نقف إجلالًا أمام ما حصل لشعبنا.
وأنا هنا أكد وللمرة الثانية أن هذا حصل جماهيريًا وشعبيًّا وفي شوارع وساحات ومدن الجنوب وعاصمتها عدن وكلنا شهدنا هذا ومن خلال هذا كله لاحظوا أننا مازلنا نناضل من أجل هذا العلم الوطني الجنوبي وحتى تشكيل وحدتنا الجنوبية التي جاءت من صميم المقاومة الجنوبية تشكلت تحت هذا العلم الجنوبي وتحمل شعار العلم الوطني الجنوبي.. إذن نحن أمام إرادة تشكلت وولدت من شوارع وساحات الجنوب ومازالت تناضل لأجل رفع هذا العلم الوطني الجنوبي رسميًّا في كل المحافل الدولية والمنظمات الدولية وهذا ما نسعى إليه وهذا هدفنا الأسمى الذي لا رجعة عنه، وهو حقيقة إرادة شعبية لا يمكن تجاوزها ولهذا علينا أن نفرق بين الاحتفال رياضيًّا بفوز منتخب الناشئين كفريق رياضي يمثل الوطن ككل شماله وجنوبه وبين علم الوحدة الذي يراد إبرازه في هذه الاحتفالية الرياضية على أنه يمثل إرادة شعب مازال متمسك بالوحدة، هذا الخلط الخطير وأيضًا يراد إبرازه على أنه ظهر جماهيريًا وفي شوارع وميادين عاصمة الجنوب عدن.
وهذه حقيقة خطيرة جدًّا وتمس كرامة هذا الشعب. وكلنا ندرك أنه يتم الاحتفال الرسمي في الدواوين الرئاسية ووزارة الشباب والرياضة اليمنية تحت هذا العلم وهذا لا خلاف عليه، لأننا رسميًا مازلنا تحت قبة هذا العلم ولو بصورة مؤقتة مثل أرقام السيارات، مؤقت عدن أو مؤقت حضرموت وهذا يتم لكن أن يحصل استفزاز شعبنا جماهيريًّا وميدانيًّا هذا لن يتم قبوله أبدًا على الرغم من فرحتنا الرياضية بالفوز للمنتخب الوطني للناشئين وصدقوني شارعنا الجنوبي يدرك هذه المسألة وكيف يتم استغلالها في ظل هذه الظروف الاقتصادية الذي يمر بها شعبنا الجنوبي وإلا ما قدهم يحتفلون بفوز المنتخب رسميًّا وتحت علم الوحدة، لكن جماهيريًّا وميدانيًّا وفي الشوارع الجنوبية ومدن الجنوب التي شهدت صراعات وحروبًا لرفع علم الجنوب، هذا لن يقبله شعبنا جماهيريًّا على الرغم من فرحته بالفوز الرياضي، لهذا فمشاعر الشعوب وإرادتها ليست للبيع والشراء، على الرغم من فرحتنا بالفوز الرياضي والذي كان الجنوب مشاركًا في صنعه.