نصف الحقيقة

> نصف الحقيقة..(غالبًا ما يكون كذبة عظيمة)..مقولة عظيمة أطلقها منذ نحو قرنين من الزمان الفيلسوف السياسي المتعدد المواهب..(الفريد تنيسون) بيان خادع يتضمن بعض عناصر الحقيقة.. والحقيقة الكاملة غالبًا غير واضحة بل مبهمة، وهذا ما تبناه المبعوث الأممي لليمن هانس جروندبرج عن إعلان خارطة الطريق والذي بكل أسف تصدرت الأخبار لاعتمادها على مبدأ (نصف الحقيقة) وهو مبدأ يستخدم عندما يراد أحد ما التمويه وإخفاء معلومات عن أي موضوع ويعمد إلى نشر نصفها.

التوصل إلى اتفاق على مجموعة من التدابير منها. وقف إطلاق النار في عموم اليمن / إجراءات تحسين الظروف المعيشية / الانخراط في العملية السياسية.. وهي خلاصة سلسلة لقاءات واجتماعات بين (السعودية والحوثيين) في الرياض ومسقط.

هي خارطة طريق وليس خارطة سلام، حيث يشوبها الكثير من الغموض لأنها جاءت لتلبي مطالب الحوثيين، ولم يكن هناك أي بند لصالح الشرعية وتجاهل الاتفاق أطراف فاعلة في ملف الصراع - المجلس الانتقالي الجنوبي - وحصر التفويض والتمثيل لطرفي الشرعية والحوثيين، ولا يوجد تضمين للقضية الجنوبية في المسار التفاوضي التي سترعاه الأمم المتحدة.

الاتفاق الشامل أو خارطة الطريق الذي أعلن عنها هانس جرودنبرج مبعوث الأمم المتحدة لليمن طرح للنقاش وأنه لم يتم التوصل إلى الآن لأي اتفاق .. وما تحدث عنه المبعوث الأممي (لهو ضرب من الخيال) وأنها عرضت على رئيس مجلس القيادة الرئاسي د. رشاد العليمي دون العودة إلى أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، حيث فوجئ أعضاء مجلس القيادة الرئاسي بإبلاغهم بأن العليمي قد أبلغ مبعوث الأمم المتحدة والجهات الفاعلة في عملية السلام (خارطة الطريق) بالموافقة عليها، حيث لم يشر أي بند من بنودها للقضية الجنوبية، كما طالب المجلس الجنوبي بضرورة تشكيل فريق تفاوضي مشترك كما نصّت عليه اتفاق الرياض.. خارطة الطريق المعلن عنها من قبل المبعوث الأممي.. هل انتهت الحرب؟ أم أن هناك حربًا مؤجلة؟ وهل هذا الاتفاق سيعيد حكومة الشرعية إلى صنعاء؟

وترانا نستمع ونصدق وننفعل بلا دراية لما وراء الخبر، والمراد منها أن تمرر علينا وتنطلي بكل مكر وتسلل، وعلينا أن نقرأ ما بين السطور لخطاب السيد الرئيس عيدروس الزبيدي، حيث خاطب جميع فئات الشباب وقيادة المجلس الانتقالي والقيادات المحلية كما وجّه رسائل .. بأننا سائرون نحو الاستقلال وإعلان دولة الجنوب وعاصمتها عدن، وألمح في ثنايا خطابه أهمية الملف الاقتصادي من خلال الحكم الذاتي للجنوب في مرحلة انتقالية لإدارة الاقتصاد وإعادة بناء قوات بحرية نوعية وبدعم إقليمي ودولي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى