هل من المعقول؟

> هل من المعقول أن تظل أزمة توليد الطاقة الكهربائية في العاصمة عدن والمحافظات المرتبطة بها كهربائيًا أزمة مستفحلة عصية الحل؟

هل من المعقول أن عدن العاصمة للشرعية ومقر الحكومة المعترف بها دوليا عجزت تمامًا عن حل معضلة الكهرباء التي كان مفروضًا وواجبًا أن تعطيها أولى الأولويات وقبل كل شيء آخر؟ سيقول قائل منا: إن الحكومة لم تقف مكتوفة الأيدي وذهبت إلى اجتذاب الطاقة المشتراة كحل إسعافي لكن الإسعاف والإسعافيات في أي قاموس وفي أي مفهوم يعني بضعة سويعات، بضعة أيام؛ بل قل بضعة شهور في حالنا أما عقد من السنين العجاف فلا وألف لا.

طيب لماذا تسمون عدن عاصمة وتعلنون للعالم أنها العاصمة حاليا وتريدونها بلا كهرباء ولا أدنى مقومات الخدمات الأخرى؟

دوامة الكهرباء مثلت الثقب الأسود الذي يلتهم كل شيء ولا يلمس المواطن شيئًا يذكر.

وكلما قلنا عساها تنجلي قالت الأيام هذا مبتدأها، لماذا أنتم مجلس قيادة رئاسي؟ ولماذا أنتم حكومة مدعومة من التحالف العربي ومعترف بها دوليا ومع ذلك لم يتم حل مشكلة الكهرباء طوال عقد من الزمن وفي فترة تزيد عن زمن الحربين العالميتين مجتمعة.

في أقل من خمس سنوات عوضت اليابان وألمانيا وبريطانيا وفرنسا كل خسائرها جراء الحرب العالمية الثانية.

وفي أقل من 5 سنوات خرجت البرازيل من ربقة ديون البنك الدولي في حين كانت البرازيل ذات المساحة الشاسعة لو بيع كل شبر في البرازيل لما عوضت مديونيتها للبنك الدولي وكان يعتقد أن البرازيل لن تتعافى إلا بعد 100 سنة وبالكاد تكفي.

طيب خلاص خلونا نستشهد بواقعة من الواقع في كارثة 13 يناير المشؤومة في أقل من شهرين تولت الحكومة حل المشكلة بعد الحرب وتم تصفية كل آثار الحرب المادية واستتب الأمن وشغلت الكهرباء وعادت كل مظاهر الحياة إلى حالتها الطبيعية.

هذه كل معالجات هذه الحكومة ومن سبقها لم تسفر عن أي نتيجة سوى باستفحال كارثة الكهرباء وتحميل ميزانية الدولة مليارات الدولارات لحلول الميتافيزيقية سرابية ليس إلا، وكل ما صرف من أموال تكفي لإنشاء أكبر محطة نووية لتوليد الطاقة في العالم.

أيعقل بالله أن الحكومة بمركزيتها المركوزة وميزانية المحافظات عدن. لحج . أبين. الضالع عجزت عن استقطاع مبالغ طوارئ لتوفير احتياط كافٍ يشغل الكهرباء لحين تأتي المنحة السعودية التي صارت كرضاعة طفل عند انتزاعها من فمه يعاود الصراخ والجوع.

باختصار بلغ العبث مبلغه فلا تظنوا الناس جهلة وأغبياء.

أخيرًا أكتب هذا المقال من وسط الظلام الذي يلف بيتي ومدينتي كاملة على أصوات طنين النامس وعواء الكلاب ليلة ليست الأولى ولن تكن الأخيرة قطعًا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى