ضاقت و"استكملت" حلقاتها

> معاناتنا بالغة القسوة على مدى ثلاثة عقود من الزمن، توالت علينا نوائب الدهر الذي رسم ملامح قسوته على امتدادات الجنوب لم تكن طرق نضالاتنا سهلة؛ بل تكتنفها تحديات شتى إلا أن من صفات شعبنا الجنوبي الصبر وطول النفس، وأمام تلك الإرادة ذهب التضييق صوب الجوانب الحياتية والمعيشية مع ما لازم ذلك من حرب إعلامية يمارس عبرها قلب الحقائق وبعث التشكيك بمن يحملون على عاتقهم أصعب المهام، ويواجهون تحديات كثيرة لم يكن أمر تجاوزها بالأمر اليسير إزاء ذلك.

فالأولويات متنوعة وليس أقلها ثقلًا الجانب الاقتصادي والخدمي الذي اتخذت منه الأطراف الأخرى سبيلًا لتأزيم الشارع الجنوبي بما معناه، ماذا قدم الانتقالي إزاء ذلك؟

مفصلية يسعون من خلالها لتمزيق نسيج الجنوب الاجتماعي وتفريخ قوى جديدة تشكل بالنسبة لهم سبيلًا للعودة إلى الماضي الذي لم ننتهِ بعد من فصول مآسيه ليتكرر إلى مأساة أشد إيلامًا ووطأة.

هكذا تعمل القوى المعادية للحق الجنوبي عبر أدوات سلطتها وتمارس قلب الحقائق والتظليل مشيرين إلى جنات عدن وواحات عدل ونمو للمنضويين في ملامح عهدهم الذي سيعقب ظلمهم ملئ الدنيا عدلًا على الرغم من أن الحقيقة بالنسبة لنا هي الاستماتة من أجل استعادة دولتنا عنوان عزتنا وكرامتنا والسبيل الوحيد لبناء مستقبل الأجيال.

نعم طريقنا شاق ولكن لا سبيل آخر بالمطلق.

كما لا ينبغي لنا أن ننجر وراء السراب الذي يستهدف المساس بمسيرة نضالات عقود مضت وتلك العناوين التي يجيد أصحابها التشكيك بالآخرين دون تقديم شيء ولو أن نواياهم طيبة لأسهموا في تعزيز المشروع الوطني الذي هو محط توافقات أطراف كثيرة عوضًا عن طرق الهدم التي يمارسونها للأسف في المنعطفات الحادة.

هؤلاء الأشد خطرًا على الداخل الجنوبي دون شك، ما يعني أن أي رؤية يمكنها أن تصب في مشروعنا الوطني بوتقتها هو الكيان السياسي للجنوب، دون ذلك ما هي إلا مشاريع لا تصب إلا في مصلحة من يريدون حرف مسيرة شعبنا عن مسارها والاصطياد في المياه العكرة.

واقع الجنوب لاشك تكتنفه تحديات كبيرة الأمر الذي يجعل الحرب الإعلامية خيار تلك القوى.

واللعب كما عهدنا على الشق الاقتصادي مجالًا لتحقيق مآربهم ما يعني بالنسبة لنا عدم الاستهانة بما تعتمل من أساليب ماكرة شكلت ضررًا ومعاناة بالغة في حياة شعبنا الذي طال أمد نضالاته جراء عقبات وعراقيل متنوعة يجمعها هدف واحد هو عدم تمكين شعبنا من استعادة دولته.

ما يدعو إلى صحوة جنوبية تستسعر الأخطار الخارجية والداخلية التي تحيط بحق شعبنا في استعادة دولته آخذين في الاعتبار أن من يسعون للهدم في هذه الأثناء

يحملون مشروع الوصاية على الجنوب وتقديمه على مائدة المشتهين وهم كثر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى