​هل الصين وروسيا خلف تصعيد باب المندب؟

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> يجري نقاش داخل أروقة القرار في الولايات المتحدة بشأن التحدّيات التي تواجه الأمن الاستراتيجي الأميركي جراء الحرب في غزة وما خلفته من اشتعال "جبهات" في الشرق الأوسط في مقدمتها هجمات باب المندب والبحر الأحمر.
وترى آراء داخل البنتاجون أن الصين وروسيا مستفيدتان من التحدّيات التي تواجهها القوات الأميركية في المنطقة، فيما ترجّح بعض وجهات النظر أنهما تشجعان ذلك وتقفان وراءه.

ويقول مصدر دبلوماسي في لندن إن مداولات جرت مؤخرًا بين الأجهزة المخابراتية الأميركية والبريطانية بشأن دقّة المعلومات حول احتمال وقوف موسكو وبكين وراء الهجمات التي تعرّضت لها مواقع عسكرية أميركية في العراق وسوريا وتلك التي تهدّد الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب في اليمن.

وفيما لا يملك البلدان معطيات حسيّة دقيقة حول تورّط مباشر للدولتين العظميين، يجري تفحّص احتمال أن تكون المقاربة الإيرانية الحالية في التعامل مع حرب غزّة تجري بالتنسيق السياسي الكامل مع الحليفين، الصين وروسيا لجهة مستويات الردّ وجغرافيته وتوقيته.

ووفق مصادر أميركية فإن الولايات المتحدة تشتبه باعتماد "وحدة الساحات"، التي ذاع صيتها في وصف العلاقة بين الفصائل الإقليمية التابعة لإيران، على ما يربط الصين وروسيا وإيران من مصالح مشتركة، وبشكل مكثّف هذه الأيام، في تقويض القوى العسكرية الأميركية في المنطقة وإنهاكها.

وقد نقلت مجلة نيوزويك الأميركية عن مصادر أكاديمية أميركية أن الصين مستفيدة من أزمة البحر الأحمر ودورها في النيل من مكانة وتفوّق الولايات المتحدة. وكان لافتًا أن السفن التجارية الصينية استمرت بالعبور في البحر الأحمر وباب المندب واثقة بالحالة الآمنة التي تتمتع بها وتجعلها بعيدة عن أي أخطار نيران الحوثيين من اليمن.

كما أن بكين، شأنها في ذلك شأن دول عربية (خصوصا تلك على البحر الأحمر) وغربية (إيطاليا، إسبانيا، فرنسا وغيرها)، لم تستجب لدعوات الولايات المتحدة بتشكيل قوة دولية مشتركة "حارس الازدهار" للسهر على أمن البحر الأحمر، ما يتيح لها في الوقت عينه تحريك قطعها البحرية العسكرية في هذه المنطقة بشكل مستقل يؤكد حقّ بكين وقدرتها على المناورة في منطقة استراتيجية دولية شأنها شأن الولايات المتحدة ودول غربية أخرى.

وقد كشف نقاش في إحدى القنوات الفرنسية عن أن تقييما يجري داخل حلف شمالي الأطلسي لدراسة مدى استفادة روسيا والصين مما وصفوه بـ"العبث الأمني" الذي يجري في الشرق الأوسط، لجهة إشغال الولايات المتحدة أساسًا وحلفائها آليًا بجهود عسكرية وأمنية وسياسية استراتيجية تخفّف الضغوط الغربية عن المجالات الاستراتيجية الروسية الصينية.

ويرى خبراء في الشؤون الصينية أن بكين تراقب باهتمام انخراط الولايات المتحدة في الأزمة المتعددة الجبهات في الشرق الأوسط لما يمكن أن تؤثّر مآلاتها على موازين القوى في الصراع مع الولايات المتحدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى