يومان أسودان

> كلما نستحضر مآسينا نذهب إلى ذكرى اليوم الأسود في حياتنا.. أنها محطة يناير التي أجهضت كيان دولتنا في أوج نشاطها حين انفلت العقل ليصنع بداية رحلة تيهنا التي لم تنتهِ فصولها بعد، في حين تلا تلك المسمّاة حدث الوحدة الاندماجية العبثية التي هي من نتاج يناير أصلًا ولولاه ما كنا بتلك الهشاشة والتبعثر لحظة تم اصطيادها لتضعنا في دوامة القهر والظلم والنهب وكل ما مورس من طمس هويتنا وتاريخنا كنا أرضية خصبة لكل ما حل بنا من دمار وكل ما أصابنا من تيه لم نتمكن حتى مع مرور كل هذه السنين من الشفاء منه قد نشير إلى يناير بالتجاوز والتصالح والتسامح وكلما تخلقت من محطات في حياتنا وفي مضمار تضحيات شعبنا الكبيرة إلا أن عقدة يناير تستحضر للأسف في مضمار نشاطنا السياسي الذي كلما حققنا من نجاحات على صعيده نجد يناير تستحضر بصوره مخاوف وعدم الثقة تجاه بعضنا حتى نجد أنفسنا في دوامة محاذير ليس لها بداية ولا نهاية تلك التفاصيل إزاء ما نعاني على صعيد قضيتنا من صعوبات وما تكتنف وضعنا من مؤامرات لاشك تأثيرها عميق؛ إذ لم يحكم حكمًا مجتمعنا العقل والمضي في البناء على ما تحقق والأخذ بمحطات الإنجازات النوعية المتمثلة بالتوافق السياسي الذي يمكن اعتباره بوتقة أداء سياسي يمكن العمل على تطويره ورسم مساراته التي تحدد كل تفاصيل دولة المستقبل.

ينبغي أن نتجاوز كل الماضي في سبيل تأمين مستقبل الأجيال آخذين في الاعتبار أن الأخطاء واردة في مسار واقعنا من منظور طبيعة الظروف التي نعيشها ناهيك عن تركات لم نتخلص منها، بعد تشتد وطأتها كلما اقتربنا من تحقيق هدفنا، فهل من الحكمة خلط الأوراق في اللحظات الحرجة والمحطات المفصلية.

ثم ماهي النتائج من ذلك أسئلة يمكننا أن نواجه بها ذاتنا بعيدًا عن ردهات الأحلام التي لا يمكنها إلا أن تعيدنا إلى الوراء بعد سيل الدماء التي نزفت على مدى عقود مضت.

الوطنية الحقة أن نكون على قدر من الحرص والوضوح في التعاطي مع حال وجدنا أنفسنا فيه أمام تحديات كبيرة ليس أقلها ما نعيشه على الصعيد الاقتصادي من تدهور مريع فيها استخفاف بأرواح الناس الذين طال أمد معاناتهم.

الفجر القادم أو لحظة الخلاص مرهونة بعمق لحمتنا الوطنية وتجاوز التفاصيل الشيطانية التي من خلالها يتم التحكم بطول أمد المأساة التي كان عنوانها أننا فقدنا صفتنا كدولة لنجد حالنا في مهب صروف الأنواء والقهر وكلما عرفت به سنوات العبث من وطأة طالت نفوسنا وتاريخنا وثرواتنا.

فهل من الحكمة أن نخلف إرثًا للأجيال على نحو ما عشناه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى