إعدام ميّت

> لا أدري هل الميت الذي يعدم مرارًا وتكرارًا يمكن أن تدب فيه الحياة، إعدام ميت مشهد يتكرر منذ عقد من الزمان، جبل فج عطان، بالعاصمة اليمنية صنعاء، كان ومازال مسرحًا لقنابل ذكية وغبية وعمياء، لسنوات خلت عبر عاصفة الحزم التي لم تحزم ولم تحسم، بحسب المعطيات الكثيرة، هذه المرة عاد القصف ولكن على يد العم سام بصواريخ توماهوك، وبالاشتراك مع البريطانيين. في حين أن الرد الحوثي كان على جبل جحاف والجنوب، رغم أن لا رابط بين جحاف ولندن وواشنطن. فهل تحمي الضربات الممرات المائية، البعض يشكك في الأمر.

ومن أعجب ما قرأت المقارنة بين القوتين، أعني قوة زعيمة العالم وإمبراطورية الأمس، التي لم تكن تغرب عنها الشمس وبين بوساء شعب يقع في صدارة فقراء المعمورة.

حتى إن البعض يشير إلى إمبراطورية الحوثي، التي ستملأ الدنيا عدلًا.

دعوهم يحلمون ربما تكون إمبراطورية بلا مال ولا موارد ولا ماء ولا كهرباء ولا مرتبات، من يدري ما تقدم علينا قياس حالة الخلط التي يعيشها اليمن جراء تجاهل العالم لقضاياه، الأمر الذي خلق واقعًا مؤلمًا، وفوضى عارمة وطموحات زائفة.

العالم الذي لا يرى إلا مصالحه، فقد عدالة محافله التي لها مكاييل مختلفة، في التعاطي مع شعوبنا، تسفك دماؤنا، ويقتل أطفالنا، ولا نرى أثرًا لعدالته، توقض ضمائره، إسرائيل تحديدًا ويمارس كل الانحياز تجاه ذلك، ويغض الطرف عن ما ترتكب من مجازر بشعة.

توماهوك لا ولن تكون حلًا مهمًا، تكررت على أرض لا يمكنك أن تحدد أهدافًا استراتيجية في خارطتها المدمرة والفقيرة. في حين تذهب نشوة زهو الحوثي بصواريخه صوب الجنوب، الذي هو محط أهدافهم الحالية.

كان الأجدر بالدول الراعية، ودول الإقليم حل مشكلات الوضع السياسي، إن أرادوا استقرار المنطقة، إلا إن ما جرى طيلة السنوات الماضية، كان نمطًا من التماهي والتعاطي غير عادل ولا واقعي، والنتيجة هذه العجينة التي أمامكم. كانت مياهنا آمنة وكان كل شيء قابل للحل، إلا أن عدالة العالم كانت غارقة عند حقوق المثليين، وحق تغيير الجنس وتنوع الآباء.

فهل تتكرر مشاهد زوال الإمبراطوريات بذات الأسباب التافهة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى