الرقص السياسي على معاناة الناس

> تبين أخيرًا أن الرقص ليس فقط على خشبة المسرح، وإنما كذلك على الحبل السياسي، والسياسيون عندنا صاروا يرتقون أعلى المناصب السياسية والاجتماعية بعدة طرق، أما بالمحاصصة، أو ذوي القربى، أو دعوة ( زوجاتهم) لهم ليزدادوا ثراءً، والحكومة عندها جماعة فاشلة وهم كُثر، والمؤسف أن ارتقائهم إلى العمل السياسي أتى عن طريق الحظ.

في هذه الأيام صار الفشل السياسي واضح في حكومة الاغتراب وازداد بشكل ملفت للنظر، و(أغلبهم) يمتلكون مجموعة من الصفات السلبية التي جعلت أداءهم سيئًا للغاية، وغلب عليه الأنانية والذاتية، وهما صفتان مهمتان متمثلتان بهؤلاء الساسة الفاشلين، وفي الغالب يتحركون حول أنفسهم، معتبرين أن أفكارهم وأفعالهم هي الصحيحة والمتميزة، ولا يتقبلون رأي الآخرين.

الأجهزة الرسمية والحكومية منهارة وشعب رازح تحت وطأة القهر والظلم والمعاناة، هؤلاء الساسة لا يعترفون بفشلهم ويعدون أنفسهم أنهم منظرون وعباقرة الزمان، علمًا بأنهم أغبياء سياسة، يسرقون، يفسدون، يتاجرون، ويساومون، يتنافسون في الثراء، وأمام المنح والهبات ويتركون شعبهم ووطنهم فريسة منظومتهم، يمتهنون صفة الدعارة السياسية ويجيدون الرقص السياسي ولا يخجلون.

للأسف.. حول بعض السياسيين عملية تشكيل الحكومة إلى لعبة، فصاروا يتجادلون ويتفقون ويختلفون من سيكون الكابتن، وتارة يتم الاتفاق على أن تكون هناك مفاضلة بين عدد من الكباتن، ليكون أحدهم كابتن اللعبة، ثم تراجع جميعهم وأعلنوا إبقاء الحال على ما هو عليه، وعلى حساب آلام الناس ومعاناتهم، إنه الرقص السياسي على أوجاع وطن منهك.

لكن ما فات هذا الفريق إن هذا الفشل الذي يظهر عليهم، ينعكس في ثقة الناس فيهم ويزحزحها للحاق بالحكومة الفاشلة، عمليًا كيف يمكن لمجلس يتربع عليه سبعة عقول أن يخفق في اختيار رئيسًا للحكومة، ومن باب الإحراج أن لا يضع نفسه في خانة الفشل، إن هذا التشاطر أو التعصب لعمرِو أو زيد، لن يُوَصِلْ إلى تشكيل فريق حكومي يحظى برضى الناس.

ماذا يعني ذلك؟ إن الدوران في الحلقة المفرغة، وإن اختيار شخصية مجربة في الفشل لهو اقتراح يولد ميتًا، لم يعد الشعب ينتظر شيئًا جديدًا، إذ أنه ارتكب خطيئة كبيرة حين ظن أنه منح ثقته في المجلس، وكان يأمل منه خيرًا خلال تسع سنوات، حيث أصبح الشعب فاقد الثقة في السياسيين، لأنهم يجيدون الرقص السياسي على أوجاع الوطن ومعاناة الناس، ولا يجيدون الرقص بفن الممكن بالأهداف، وعليه أن يسرع ويحسن الاختيار في شخصيات يجمع عليها الجميع، ولها قبول في الداخل والخارج.. وإلا سيختلط الرقص السياسي بالرقص الشعبي، وسيكون هناك مولد ماله صاحب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى