يا تُرى إلى أين يقودنا مشروع الوحدة السياسي الفاشل؟

> قلت مرارًا وتكرارًا ومن على شاشة قناة المستقلة وعلى صفحات صحيفة "الأيام" أوسع الصحف انتشارًا في البلاد، إن ما يجرى وجرى بالأمس واليوم نتاج طبيعي متوقع جراء وحدة الدولتين الجارتين في مشروع سياسي فاشل، متمثلًا في مشروع الوحدة وقيام دولة الجمهورية اليمنية الذي اتفق على إعلانها من داخل نفق مظلم. ذلك أن المشاريع السياسية الفاشلة في كل التجارب، إذا انكسرت ككسر الزجاج الذي لا يمكن ترميمه، وفوق كل هذا تجلب الويل والدمار والحروب والانقسامات المناطقية والمذهبية ووو. والدليل أن نتائج هذا المشروع السياسي الفاشل أفصحت عن نفسها، قبل أن يجف حبر التوقيع عليه، في صورة حملة الاغتيالات التي استهدفت الكوادر الجنوبية في صنعاء بالعشرات،

وتلتها الحرب التصادمية البينية بين لوائي الدبابات الشمالي والجنوبي، في عمران كأقوى معركة دبابات في الوطن العربي، في إطار خطة تطويق الألوية الجنوبية، لأنها تقاتل خارج أرضها وحاضنتها الشعبية. إلى اللحظة التي توجت بجريمة غزو صيف 1994م للجنوب، ومن ثم اجتياحه ونهبه من قبل قوى عساكر الفيد والتخلف والتطرف والقبيلة مجتمعة، بعد تجريده من نخبة قواته العسكرية التي ذهبت إلى الشمال قبل الوحدة وبعدها طبعًا.

ذهبت الأمور تلقائيًا باتجاه حروب صعدة الستة، ثم الصدامات العسكرية بين حلفاء الأمس المؤتمر والإصلاح التي شهدتها صنعاء عام 2011م،

إلى اجتياح صنعاء من قبل الحوثيين وتوجههم جنوبًا في غزوة ثانية عام 2015م.

وكل هذا جرى بعد تصنيف الجنوب كدواعش هذه المرة، وفي غزوات سابقة ككفار ومرتدين مرتين، إحداها في غزوة أحمد بن الحسن الصفي في منتصف القرن العاشر الهجري، والأخرى وبذات سلاح التكفير في غزو صيف 94م .

اليوم لم يتوقف الأمر عند هذه التداعيات الخطيرة، بل وصلت الأمور إلى تدخل الإقليم واتساع رقعة المواجهات لتسع سنوات متتالية، وماتزالت تتسع دائرة الحرب إلى تدخل القوى الدولية الكبرى بريطانيا وأمريكا، بضرب معاقل الحوثيين ومناطق حكمهم، ما يعني مقدمة خطيرة لجعل هذا المشروع السياسي الفاشل يقود العالم إلى ما هو ألعن وأسوأ من اتساع دوائر الحرب والصراع،

العودة إلى حل الدولتين يمثل الحل الواقعي جدًا جدًا وتجاهل هذا وتفصيل وفرض حلول جزافية لا تلامس جوهر الحقيقة الحقة مضيعة للوقت، وبالتالي جر البلاد والإقليم، وربما العالم لسلسلة ممتدة بلانهاية من كوارث وحروب لا تحمد عقباها، في بلد طحنته كل هذه الأزمات والكوارث المتلاحقة، مصحوبة بنبش واستدعاء الضغائن والأحقاد وخطابات الكراهية والعنف، ويا زعيمة جري الصنبوق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى