مطالبة أسرة "الشهيد عبدالقوي" بترميم الجولة التي تحمل اسمه

> عدن "الأيام" خاص:

> بواقعة غير مسبوقة، أبلغت السلطة المحلية بمديرية الشيخ عثمان في العاصمة عدن أسرة الشهيد عبدالقوي المفلحي بتغيير اسم جولة "الشهيد عبدالقوي" التي ظلت لعقود طويلة تحمل اسمه تخليدًا لأدواره النضالية في مرحلة الكفاح المسلح لاستقلال الجنوب من الاستعمار البريطاني، وإعلامهم بإطلاق اسم أحد التجار على الجولة إن لم يقوموا بترميمها.

وأفادت أسرة الشهيد المقدم عبدالقوي محمد يحيى القديمي المفلحي، أن السلطة المحلية بمديرية الشيخ عثمان طلبت منهم ترميم الجولة، مالم فإنها ستقوم بتغيير اسمها باسم أي تاجر سيقوم بترميمها.

ووجهت أسرة الشهيد عبدالقوي المفلحي وأبناء منطقة الشهيد عبدالقوي مناشدة عاجلة إلى كل من رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي، ووزير الدولة محافظ عدن أحمد حامد لملس، للتدخل العاجل ومنع تغيير اسم جولة "الشهيد عبدالقوي".

وقالت أسرة الشهيد عبدالقوي المفلحي في مناشدتها إلى رئيس المجلس الانتقالي ومحافظ عدن: "نناشدكم بالتدخل السريع فورًا بوقف إجراءات تغيير اسم جولة الشهيد عبدالقوي في حي الشهيد عبدالقوي بالشيخ عثمان والمنصورة حيث تنوي السلطات المحلية في مديرية الشيخ والمنصورة بتغيير اسم جولة الشهيد عبدالقوي واستبدالها باسم تاجر سيقوم بترميم الجولة.

حيث اشترطت السلطة المحلية على أحفاد الشهيد وأبناء المنطقة بترميم الجولة على حسابهم الخاص مالم سيتم تغير اسم الشهيد عبدالقوي باسم تاجر سيقوم بترميمها.

نحن أحفاد الشهيد عبدالقوي وأبناء منطقته نناشدكم بحماية اسم جولة الشهيد عبدالقوي الذي خلد ذكراه في الجولة وفي حي الشهيد منذ أكثر من ستين عامًا ولا يعقل أن تقوم السلطة المحلية بتغيير أسماء الشهداء بأسماء تجار علمًا بأن الشهيد وسيرته العطرة التي لا يسعنا الوقت لذكرها الآن وقد حرم من أبسط حقوقه وهو الراتب الذي انقطع منذ سنوات عديدة.

نرجو منكم إصدار تعليماتكم للسلطة المحلية في الشيخ عثمان والمنصورة بهذا الخصوص ولكم جزيل الشكر والتقدير".

جدير بالذكر أن الشهيد عبدالقوي المفلحي من مواليد 25 من مارس 1925م في قرية الجربة بمديرية يافع، من أسرة فلاحية، وفي العام 1943م التحق بجيش محمية عدن وتدرج في الرتب العسكرية، من وكيل عريف حتى وصل إلى رتبة مقدم، وتقلد عبدالقوي العديد من المناصب العسكرية كان آخرها قائد كتيبة.. وتلقى العديد من الدورات العسكرية في بريطانيا وشارك عام 1946م في الاستعراض العسكري الذي أقيم في عاصمة المملكة المتحدة لندن بمناسبة انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية على ألمانيا الهتلرية.

وعلى الرغم مما كان يتمتع به الشهيد عبدالقوي المفلحي من امتيازات كضابط كبير في جيش محمية عدن المستعمرة البريطانية إلا أنه كان من أوائل الملتحقين بصفوف الجبهة القومية (الخلايا السرية) في صفوف الجيش، وبحكم منصبه العسكري ورتبته الرفيعة، فقد قام بدور فاعل وهام في دعم الثورة، وكان على صلة دائمة بثوار المدينة والريف، وتركز دوره بتزويد الثوار بالأسلحة والذخائر التي كان يوصلها للثوار في مختلف جبهات القتال كالضالع وبيحان ومكيراس ومستعمرة عدن التي كان على صلة دائمة مع العديد من قادة الجبهة القومية فيها، وكان من أدواره البطولية قيامه بنقل الثوار المطلوبين والمطاردين من قبل السلطات الاستعمارية من مدينة إلى أخرى باستخدام السيارات العسكرية.

وفي العام 1965م عين الشهيد عبدالقوي المفلحي قائدًا للكتيبة الأولى مشاة المتمركزة في الضالع فقام بدعم الثورة من خلال تزويد الثوار بالمعلومات الاستخباراتية عن تحركات القوات البريطانية، إلى جانب دوره البارز والهام في تقديم الأسلحة المختلفة والذخائر للثوار في مختلف مناطق الضالع بواسطة السيارات العسكرية التابعة للكتيبة الأولى مشاة التي كان قائدها، فضلًا عن ذلك كان الشهيد عبدالقوي يقوم بدور هام وأكثر خطورة وهو تأطير العديد من الجنود وحتى الضباط وصف الضباط في صفوف الجبهة القومية، كما يقوم بجمع الاشتراكات والتبرعات من المؤطرين وتوصيلها للثوار، وهذا الدور عرضه للاشتباه بولائه للثوار من قبل الاستخبارات البريطانية التي كانت تنشط نشاطًا كبيرًا في منطقة الضالع، نتيجة لكثافة الهجمات العسكرية من قبل الثوار في كل مناطق الضالع.

وفي مطلع العام 1967م تمكنت المخابرات البريطانية من التعرف على عدد من القيادات العسكرية المنتمية إلى صفوف الجبهة القومية، ومنهم الشهيد عبدالقوي المفلحي، وبدأت تفكر بالتخلص منه.

وفي 23 من مارس 1967م خرج المقدم عبدالقوي المفلحي من قيادة كتيبته في جبل (حبيل الكريزة) بمدينة الضالع متجهًا إلى موقع سناح في عملية تفقد روتينية، وعند عودته كانت المخابرات البريطانية قد وجدت الحل المناسب للتخلص منه بواسطة لغم أرضي مضاد للآليات تم زرعه في طريق عودته لينفجر ويحول سيارته إلى كومة من الحديد المحترق، وينال المقدم عبدالقوي محمد المفلحي شرف الشهادة بمعية ثلاثة من مرافقيه (قبل ثمانية أشهر من يوم الاستقلال) والذين تم نقلهم إلى معسكر (ليك لاين) في الشيخ عثمان بمستعمرة عدن، وسمي هذا المعسكر بعد ذلك باسم معسكر الشهيد عبدالقوي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى