شاب جنوبي مخفي في "بطن الحوبان" منذ 5 سنوات.. كيف ضاع وما مصيره؟

> تعز/ عدن "الأيام" خاص:

>
شاب جنوبي مخفي في "بطن الحوبان" منذ 5 سنوات.. كيف ضاع وما مصيره؟
خرج من منزله بتعز عام 2020 لشراء أغراض من البقالة ولم يعد حتى اليوم

> معتز عبد الحميد الشجيفي، شاب مليء بالأحلام والتطلعات، في العقد الثاني من عمره، خرج من منزله في إحدى ليالي فبراير الباردة عام 2020، من منزله بمنطقة الحوبان في محافظة تعز. قاصدًا بقالة قريبة، ولم يكن يعلم أنها ستكون بداية رحلة غادرة يكتنفها الظلام واليأس والغموض.

حملة تضامنية للبحث عن شاب اختفى قبل عام في حوبان تعز
حملة تضامنية للبحث عن شاب اختفى قبل عام في حوبان تعز

كان معتز يعيش مع أسرته الصغيرة في منطقة الحوبان بمدينة تعز الخاضعة لسيطرة مليشيات مسلحة منها حوثية وأخرى إخوانية.. غادر منزله بعد عودته من العمل في الساعة 8:30 مساءً لشراء بعض المستلزمات من محل بقالة قريب. كانت النية بسيطة: القيام بمهمة سريعة إلى البقالة قبل العودة إلى دفء أسرته. لكن القدر كان له خطط أخرى، فاختفى معتز في الظلام، تاركًا خلفه عائلة ينهكها الألم والحزن ويقطع قلبها الشوق والحنين لمعرفه مصيره.

يعمل معتز مصمم جرافيكس، وتربطه علاقة أسرية بسفير اليمن في لندن السياسي المعروف د. ياسين سعيد نعمان، لكن أسرته تؤكد أن ابنها لا علاقة له بالسياسة لا من قريب ولا من بعيد.

الشاب معتز يعمل مصمم جرافيكس
الشاب معتز يعمل مصمم جرافيكس

ومع تحول ساعات الانتظار إلى أيام، والأيام إلى أسابيع، كان غياب معتز ثقيلًا على قلوب عائلته. لقد بحثوا بلا تردد وبلا تعب، ولم يتركوا حجرًا دون أن يقلبوه في سعيهم للعثور عليه. أصبحت مراكز الشرطة والمستشفيات والسلطات المحلية موطنهم الثاني، حيث كانوا يبحثون عن أي معلومات يمكن أن تقودهم إلى ابنهم الحبيب.

ولكن مع تحول الأشهر إلى سنوات، بدأ الأمل يتضاءل. أصبح عبء الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها أثقل مع مرور كل يوم. ماذا أصاب معتز؟ كيف تم أخذه بغتة وبهذه القسوة؟ هل كانت هناك قوى ساهمت في إخفاء مكان وجوده؟ لقد عذبت الحيرة عائلته، التي تشبثت بشدة بذكريات ابتسامته الدافئة، وضحكاته المعدية، ولطفه الغزير.

أبت عائلة معتز الاستسلام للظلام الذي اجتاح أرواحهم. ورفضت السماح لروحه اللطيفة أن تتلاشى في غياهب النسيان. لقد آمنوا أنه يومًا ما ستُستجاب صلواتهم، ودعواتهم التي لا تتوقف وسيعود معتز إلى منزله، حاملًا العزاء والطمأنينة إلى قلوبهم المتألمة ونفوسهم المكلومة.


ولم يقتصر ألم غياب معتز على عائلته وحدها. وشعر أصدقاؤه ومعارفه والمجتمع ككل بثقل خسارته. لقد اجتمعوا معًا لدعم عائلة معتز في سعيهم الدؤوب للحصول على إجابات. لقد وحدوا قواهم للمطالبة بالعدالة والكشف عن مصيره، ورفع مستوى الوعي بشأن عدد لا يحصى من الشباب الذين انفصلوا عن عائلاتهم وسط الصراع والفوضى.

لقد مرت خمس سنوات، وما زال معتز مفقودًا. لكن عائلته ثابرت وقلوبهم مثقلة بالحزن والألم المخلوط بالأمل. إنهم يرفضون لذكراه أن تتلاشى، وتبقى روحه حية في قلوبهم وعقولهم وصوره لا تفارق مخيلتهم. وهم يواصلون البحث والنضال من أجل العدالة والمطالبة بإجابات لحبيبهم المفقود معتز.

إن قصة معتز عبد الحميد الشجيفي هي تذكير مؤلم بالمحنة التي يواجهها عدد لا يحصى من الشباب الذين اختفوا في ظروف مماثلة، وأسكتت أصواتهم بسبب فوضى الصراع. إنها دعوة للعمل، وحث المجتمع على الوقوف معًا والمطالبة بالعدالة، والبحث عن إجابات لأولئك الذين انتزعوا من عائلاتهم على نحو مباغت ومخيف.

وفي مواجهة الألم الذي لا يمكن تصوره، تتمسك عائلة معتز بالأمل، ويتطلعون إلى اليوم الذي سيتلقون فيه خبرًا يؤكد لهم وجوده. إنهم يتوقون إلى اليوم الذي يطرق فيه معتز الباب مرة أخرى، حاملًا معه الفرحة والراحة التي حرموا منها لفترة طويلة.

وحتى ذلك الحين، فإنهم يتحملون، مواجع الحيرة والحسرة والانتظار وأرواحهم يغذيها الحب والأمل والتصميم الذي لا ينضب في العثور على ابنهم المفقود. ويرفضون الهزيمة، مدركين أنه طالما أن هناك نفسًا في أجسادهم، فإن البحث عن معتز سيستمر. وأملهم في عودته لن يخفت فحبهم له يتجاوز الزمن والمسافة والحدود.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى