اليمن.. مستجدات خلطت الأوراق السياسية والسلام بات «في مهبّ الريح»

> دبي «الأيام» أ ف ب:

>
  • ​جلوس طرفا النزاع اليمني على طاولة النقاش أصبح عسير
  • تشاتام هاوس: الباب نحو الجحيم فُتح على مصراعيه في اليمن
> حرف التصعيد العسكري في البحر الأحمر قطار السلام في اليمن عن مساره في ظلّ جبهة مستجدّة مفتوحة بين الغرب وجماعة الحوثي، وسط ضغوط على واشنطن لتجنّب التصعيد وترقّب دولي عن بُعد، وفق محللين.

وخلطت التطوّرات الأخيرة في منطقة البحر الأحمر أوراق السياسة في البلد الغارق في نزاع منذ حوالى عقد من الزمن، بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من خواتيم مفاوضات دامت أشهرًا بين المملكة العربية السعودية من جهة، وجماعة انصار الله من جهة أخرى، كادت أن تفضي مؤخرًا إلى الإعلان عن خريطة طريق للسلام.

لكن مصير عملية السلام تلك باتت "في مهبّ الريح" في ظلّ هجمات الحوثيين على سفن في البحر الأحمر، وفق ما يقول فارع المسلمي الباحث اليمني غير المقيم في معهد "تشاتام هاوس" البريطاني لوكالة "فرانس برس".

قبل التصعيد في البحر الأحمر، كان طرفا النزاع يستعدّان للدخول في عملية سلام تقودها الأمم المتحدة كجزء من خريطة طريق لإنهاء الحرب التي اندلعت عام 2014، مع سيطرة جماعة أنصار الله على مناطق شاسعة في شمال البلاد أبرزها العاصمة صنعاء.

لكن حاليًا "لم يعد هناك مكان متاح لخيار السلام على طاولة النقاش في زحمة الاشتباك العسكري والسياسي"، بحسب الباحث ماجد المذحجي، وهو أحد مؤسسي "مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية".
ويضيف "نتحدث عن انتقال الاشتباك من الأطراف المحلية في الصراع اليمني وتحديدًا جماعة الحوثي إلى اشتباك مع أطراف دولية".

وجاء هذا التصعيد بعد فترة هدوء نسبي داخليًا منذ إعلان هدنة في أبريل 2022، رغم انتهاء مفاعيلها في أكتوبر من العام نفسه.

وللمرة الأولى منذ اندلاع النزاع في اليمن، دخلت القوات الأميركية والبريطانية في مواجهة مباشرة مع جماعة الحوثي، فقصفت ثلاث مرات منذ الشهر الماضي، مواقع تابعة لهم. ويشنّ الجيش الأميركي منفردًا بين الحين والآخر ضربات على صواريخ يقول إنها معدّة للإطلاق داخل اليمن. وأعلنت جماعة انصار الله السبت تشييع 17 عنصرًا في صفوفهم قُتلوا جراء غارات غربية.

تأتي هذه الضربات ردًا على هجمات ينفّذها جماعة الحوثي منذ أكثر من شهرين، على سفن في البحر الأحمر وبحر العرب يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل في ما يعتبرونه دعمًا لفلسطينيي غزّة حيث تدور حرب بين حركة حماس والدولة العبرية منذ السابع من أكتوبر.

وإذ يشير المسلمي إلى أن "السلام في اليمن يتطلب التزامات دولية وإقليمية مختلفة عن تلك الموجودة الآن"، يحذّر من أن "الطريق إلى الحرب كان قد أُغلق" قبل التصعيد الأخير "أما الآن فالباب نحو الجحيم فُتح مجدّدًا على مصراعيه".

ويرى كبير محللي الشرق الأوسط لدى مجموعة "نافانتي" الاستشارية الأميركية محمد الباشا أنه "من غير المرجّح أن يدعم المجتمع الدولي خطة السلام في اليمن بسبب مخاوف من أن تشكل نوعًا من مكافأة لجماعة أنصار الله على هجماتهم في البحر الأحمر".

فعلى العكس من ذلك، تسعى الدول الغربية إلى معاقبة جماعة انصار الله مع إدراج الولايات المتحدة الجماعة على لائحتها "للكيانات الإرهابية"، وفرضها ولندن عقوبات على مسؤولين في صفوفهم، بدون أن يفضيَ ذلك إلى تغيير في سلوك جماعة أنصار الله.

لكن يبدو الوضع في غاية التعقيد بالنسبة للولايات المتحدة.

ويوضح مدير قسم شؤون شبه الجزيرة العربية في معهد الشرق الأوسط جيرالد فايرستاين الذي كان سفيرًا أميركيًا سابقًا في اليمن، خلال لقاء عبر الإنترنت نظّمه المعهد، أن "إضافةً إلى رغبتها في عدم التصعيد، فهي تتعرض أيضًا لضغوط كبرى كي لا تفعل أي شيء من شأنه أن يقوض مفاوضات" السلام مشيرًا إلى أن ذلك "يأتي خصوصا من السعوديين والأمم المتحدة".

ويقول فايرستاين "أظن أن فكرة بناء القوات المناهضة لجماعة أنصار الله إلى مستوى يمكّنها من تجديد القتال، ببساطة غير واردة"، بالنسبة لواشنطن.

وأقرّ نائب وزير الخارجية في حكومة جماعة الحوثي حسين العزي في مؤتمر صحافي في الخامس من فبراير، بوجود "عوائق" في الطريق نحو السلام متّهمًا "أمريكا وبريطانيا وبعض الذين تأثروا بهم من الأطراف اليمنية" بافتعالها. لكنّه أكد أن "لدى الرياض وصنعاء الشجاعة لتجاوز هذه الصعاب".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى