النازحون من المحافظات الشمالية في خنفر لـ "الأيام": معاناة مستمرة ومنظمات دولية هاربة

> تقرير/ ماجد أحمد مهدي:

> نازح: طُردنا من جعار بسبب عجزنا عن دفع الإيجار

> وصل حال كثير من نازحي المحافظات الشمالية في أكبر مخيمات النزوح في مديرية خنفر إلى حالة يرثى لها ووضع مزري للغاية من خلال عدم توفر المواد الغذائية والإيوائية الذي تساعدهم على تحمل أعباء الحياة وبرودة الشتاء القارص في ظل تخاذل وتجاهل دور المنظمات الدولية والإقليمية في القيام بواجبها واستشعار حجم معاناتهم حيث اقتصر دورهم في جمع البيانات والمعلومات مما أدى إلى فقدان ثقة النازحين بهم هروب المنظمات بسبب الشريك الإنساني.


أوضح الأخ نجيب ابراهيم حنبلة مشرف مخيمي جول السادة وجول سالم سنان بمنطقة ميكلان بمديرية خنفر في تصريح لـ "الأيام" قائلا، يعاني النازحون في مخيمات النزوح هذه الأيام أوضاعًا مأساوية صعبة في فصل الشتاء القارص لعدم توفر المواد الغذائية والمواد الإيوائية من بطانيات وخيام منذ أربع سنوات متواصلة لم يتحصلوا فيها على شيء وذلك يعود إلى غياب وتجاهل دور المنظمات الدولية في القيام بواجبها تجاه هذه الشريحة المستحقّة والمحرومة وخصوصا في المخيمات الكبيرة مثل جول السادة وجول سالم سنان الذي تكتظ بالنازحين من مختلف المحافظات الشمالية واقتصر دور المنظمات الدولية في النزول إلى المخيمات لتصوير النازحين وجمع البيانات منهم ليس أكثر وهذا الشيء قلل من ثقة النازحين بتلك المنظمات الزائرة للمخيمات دون فائدة.


وأضاف مشرف المخيم، لم تتدخل أي منظمة سواء منظمة التكافل التي أقامت لهم حمامات لكلا المخيمين وصرف مبالغ مالية للذين لم يستلموا من برنامج الغذاء العالمي (كير) وتحصلنا على وعود من الشريك الإنساني منظمة اكتد لمخيم جول سالم سنان وكما تحصلنا على وعود من الشريك الإنساني لمخيم جول السادة من المنظمة النرويجية بتدخلات لتلبية احتياجات لكلا المخيمين إلا أنها مجرد وعود كاذبة مثل باقي المنظمات ومن الملاحظ أن المنظمات الأخرى غير قادرة على التدخل بحجة الشريك الإنساني لأنه المسؤول والمنسق الأول لتلك المخيمات الكبيرة في خنفر الذي بدورها لم تقوم بواجبها على أكمل وجه لتلك المخيمات.


وأشاد حنبلة بالجهود التي تبذلها قيادة الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمحافظة أبين برئاسة الشيخ ناصر المنصري على نزولهم المستمر واطلاعهم بكل جديد على احتياجات ومتطلبات الأسر النازحة للرفع بها إلى المنظمات.

وفي الختام، ناشد حنبلة المنظمات الدولية والإقليمية بسرعة التدخل للتخفيف من معاناة النازحين في فصل الشتاء ودخول عليهم فصل الصيف الحار خلال الفترة القادمة.

مخيمات خالية


وتحدث النازح خالد سالم محمد أحد نازحي مديرية الحالي محافظة الحديدة، دخل علينا الفصل الشتاء (البرد) ونحن في حالة لا يعلم بها إلا الله لا ملابس شتوية ولا مواد إيوائية ولا خيام ومنذ مجيئنا إلى مخيم جول سالم سنان الجديد لم تدعمنا أي منظمة من المنظمات العاملة في محافظة أبين وكل المنظمات التي نزلت إلى المخيم لم تقدم شيء واقتصر عملها على جمع البيانات والمعلومات والهدرة الفاضية والفعل ما شي غير منظمة التكافل التي دعمت إحنا لمدة ثلاثة أشهر بمبالغ مالية وتوقفت ولا نزال منتظرين لتنفيذ تلك الوعود الكاذبة وحاليًا مقبلون على فصل الصيف الحار وما نحتاج إليه في الوقت الحاضر هو مواد إيوائية تقينا من حرارة الشمس الملتهبة.

ظروف صعبة

ومن جانبه، يقول النازح جميل حسين محمد من مديرية حيس نزحنا قبل حوالي سنتين إلى مخيم جول سالم سنان ولم نحصل على أعمال نصرف بها على جهالنا وتمر علينا أيام صعبة ندور فيها للريال ما نحصله وأُجبرنا على النزوح وكان في استقبالنا إلى المخيم الأخ نجيب ابراهيم حنبلة الذي كان خير معين بعد الله في ترتيب السكن لنا في المخيم الجديد.

الذهاب للمزارع

وتحدثت النازحة سحر عبده أحمد، نزحنا إلى مخيم جول السادة بميكلان منذ حوالي 6 سنوات مع تدهور الوضعي المعيشي خيّم شبح الجوع فاضطروا إلى الذهاب للمزارع ليعملوا فيها ويطلبوا الله على بطونهم فلم يدعمهم أحد بشيء حتى الخيام بالية (مقطعة) انتهى عمرها الافتراضي ونطالب أهل الخير والإحسان بمد يد العون لنا في هذه المحنة التي نمر بها مع تزايد عدد النازحين مما اضطر بمشرف المخيم الأخ نجيب حنبلة إلى افتتاح مخيم جديد في ميكلان للذين يستلمون من كير وحرموا من دعم باقي المنظمات الأخرى مع أن راشن كير التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع ولا يأكلوه النازحين ولم يتحصلوا على أي دعم.
سحر عبده احمد
سحر عبده احمد

النوم في الشارع

وأفاد النازح علي محمد أحمد نعيش وضع مأساوي لا يُحسد عليه أحد ولا يتصوره، فقبل مجيئي إلى مخيم جول سالم سنان بميكلان استأجرت في المخزن والحصن وجعار ولعدم قدرتي على دفع الإيجار لمالك المنزل في جعار تعرضتُ لإهانة وشر طرده لم اتوقعها منه، مما أدى بي إلى النوم في الشارع لمدة أربعة أشهر وتعرصنا للبرد القارص أنا وجهالي واستقر بي المطاف في الأخير إلى اللجوء إلى مخيم جول سنان وعبر صحيفة "الأيام" نناشد أهل الخير بالنظر إلى وضعنا وحالتنا الإنسانية التي وصلنا لها بسبب الحرب التي تشهدها البلاد.

توجيه الدعم إلى المخيمات

وقال النازح يونس عبدالله واصل، نعيش معاناة مضنية ومتعبه جدًا ونزحنا إلى محافظة أبين وتركنا أرضنا وأهلنا ومنازلنا بسبب ضربات الحوثة وتحصلنا على دعم بعض المنظمات ولكن ليس بالمستوى المطلوب والمعول عليه والآن نحن واقفون على باب الله حتى منظمة كير لم نتحصل منها على شيء وتوجه دعم المنظمات إلى مخيمات النزوح في أطراف مدينة جعار والمناطق الأخرى.

وقت عصيب

وأفادت النازحة جميلة عبدالله علي من مديرية موزع محافظة تعز، كان نزوحنا قبل حوالي ثلاث سنوات اضطرينا إلى النزوح بسبب تعرض منزلنا إلى ضرب الطيران ومرينا بمواقف صعيبة ونأمل من السلطة المحلية في المحافظة والوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بأبين بمساعدتنا والنظر إلى حالتنا لنستطيع مواجهة الحياة.
جميلة عبدالله علي
جميلة عبدالله علي

وجبة واحدة في اليوم

ومن جانبه، أوضح مشرف مربع جعار للنازحين الأخ نجيب علي سالم اللحجي بعض الأسر النازحة في مربع جعار عايشين في أماكن أشبه بالبيوت لا أحد يلفت إليهم ويعلم بمعاناتهم مع تفاقم الأزمة الاقتصادية التي دوخت بكثير من الأسر المتوسطة فمالك بالنازحين الذين لا يجدون قوت يومهم لعدم توفر فرص العمل التي يعيلون من خلالها أسرهم فقد وصل حال الكثير منهم أنهم يأكلون وجبة واحدة في اليوم حيث تم التحرك لدى بعض أهل الخير والتجار لمساعدتهم بالحد الأدنى.
نجيب علي سالم اللحجي
نجيب علي سالم اللحجي

وأضاف اللحجي بسبب صعوبة إيجاد منازل للنازحين وارتفاع سقف الإيجارات وصل الحال بأن تسكن خمس أسر في مسكن واحد وهذا الشيء زاد من المعاناة ونطالب المنظمات الدولية والسلطة المحلية بسرعة التحرك للتخفيف من حدة المعاناة.

وأكد منسق الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في مديرية خنفر الأخ محمد يحيى حمدين، بالنسبة للوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في خنفر في تواصل مستمر مع مندوبي المخيمات وترفع لنا كافة احتياجاتهم أول بأول، حيث أصبحت استجابة أكثرية المنظمات ضعيفة جدا منذ شهر (يونيو) من العام الماضي وعندما سألنا عن سبب ضعف الدعم قالوا فتحت عليهم جبهات في عدة دول عربية منها فلسطين والسودان، حيث قلّ دعم تلك المنظمات لليمن من ثلثي إلى الثلث وهذا الشيء أثر تأثيرًا مباشرًا على وضع النازحين في كل المخيمات وخصوصا المخيمات الكبيرة ذات الكثافة السكانية في مديرية خنفر.

وأضاف حمدين في أواخر العام الماضي تم توزيع مواد إيوائية لعدد من مخيمات النازحين الأكثر تضررًا ولم يتحصل النازحين على المواد الإيوائية إلا ثلاث مرات منذ حرب الحوثي على أبين في عام 2015م وحتى الآن والمجتمع المضيف تم تحويلهم على منظمة التكافل لتخفيف تلك المعاناة التي يمر بها أخواننا النازحين في مخيمات النزوح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى