حكومة بن مبارك تبدأ مهام عملها بإصلاحات إدارية في اليمن

> توفيق الشنواح:

> أصدرت الحكومة اليمنية برئاسة أحمد عوض بن مبارك عددًا من القرارات الإصلاحية الجديدة، عقب يومين من تعيين رئيس جديد للحكومة المعترف بها دوليًا "الشرعية" التي تتخذ من مدينة عدن الساحلية (جنوب) عاصمة موقتة للبلاد بدلًا من صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وتشمل إجراءات اقتصادية تقشفية وتحسينات إدارية في الخدمات.

وتهدف القرارات التي اتخذها رئيس الوزراء إلى إصلاح المنظومة الإدارية "للشرعية" وتحسين الخدمات للمواطنين في المناطق الواقعة تحت سيطرتها عقب حالة من الانهيار المتلاحق في شتى المجالات خصوصا الجوانب الاقتصادية والصحية.

وتزامنًا مع نزول ميداني هو الأول من نوعه لرئيس الحكومة إلى عدد من المرافق الخدمية والصحية، جددت السلطة دعوتها إلى جميع المنظمات الدولية والإقليمية وغير الحكومية المعتمدة في شأن نقل مقارها الرئيسة إلى العاصمة عدن، كذلك فتح حساب مصرفي لدى البنك المركزي اليمني في عدن.
  • ترشيد النفقات
وأرجعت الحكومة دعوتها المتكررة بهذا الخصوص إلى حرصها على ترتيب العمل المؤسسي وتوحيد الجهود وتنفيذًا لتوجيهات رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي ورئيسها، معربة عن أملها في التعاون البناء في هذا الشأن، ووعدت بالتزامها تقديم التسهيلات لضمان نقل سلس وناجح لمقراتهم إلى عدن عاصمة الأمن والاستقرار.

وتعتمد شريحة كبيرة من المجتمع اليمني على الدعم والمساعدات الإغاثية التي تقدمها المنظمات الدولية والإقليمية في اليمن، وفي مقدمها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
وعقب تعيينه الأسبوع الماضي، تعهد رئيس الوزراء، بن مبارك أن تعمل حكومته "جاهدة من أجل التصدي لتحديات المرحلة الراهنة بروح الشراكة الإقليمية والدولية".

وفي أول تصريح له عقب تعيينه في منصب رئيس الحكومة خلفًا لمعين عبدالملك، أكد بن مبارك حرصه على أن يكون اليمن شريكا في إحلال السلام والأمن، "وسيعمل بعزم على تحقيق نتائج ملموسة في حياة اليمنيين"، بحسب قوله.
من بين الإجراءات المتخذة، وجه تعميم صادر عن رئيس مجلس الوزراء في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا "بتقليص المشاركات الخارجية لوزراء حكومته"، وذلك لـ "ترشيد النفقات العامة للدولة".

وألزم تعميم بن مبارك كل البعثات الدبلوماسية اليمنية في الخارج بتمثيل الحكومة بجميع الفعاليات الخارجية، على أن تقتصر "مشاركة الوزراء في اجتماعات المجالس الوزارية العربية، وما في مستواها، بعد الحصول على الموافقة المسبقة"، معتبرًا ذلك "خطوة أولى في اتجاه ضمان ترشيد الإنفاق العام على المشاركات الخارجية".

وتأتي هذه الإجراءات عقب يومين من اجتماع استثنائي عقده رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، برئيس الوزراء وحكومته، حثهم خلاله على تجاوز "التحديات والصعوبات مع استمرار وقف تصدير النفط بسبب الهجمات الحوثية، وما خلفه ذلك من تداعيات إنسانية كارثية".

ووضع العليمي حكومته التي تحارب الميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني منذ تسع سنوات، أمام أولويات المرحلة المقبلة على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والخدمية والإنسانية، إذ إن "مهمة هذه الحكومة هو الاضطلاع بمسؤولياتها لتعزيز ثقة المواطنين والمجتمع الإقليمي والدولي بالمؤسسات العامة، من خلال بناء النموذج المنشود في المحافظات المحررة واعتماد مبادئ الشفافية، والمساءلة وبرامج الحوكمة الشاملة".
  • أمل ورجاء
وفي شأن مواجهة الظروف الإنسانية الصعبة التي خلفها الانهيار المتلاحق للعملة المحلية "الريال" أمام العملات الأجنبية في بلد يعتمد على استيراد المواد الغذائية والسلع الأساسية من الخارج، حث رئيس المجلس الرئاسي حكومته على "مضاعفة الجهود من أجل الوفاء بالتزاماتها"، من خلال "التوظيف الأمثل للموارد في خدمة المواطنين وتأمين حاجاتهم وحقوقهم، بما في ذلك تحسين الخدمات الأساسية، وانتظام دفع رواتب الموظفين".

ويأمل المواطن اليمني أن يلمس نتائج هذه الإجراءات على الواقع، عقب سنوات من اتساع فجوة الثقة مع الحكومات المتعاقبة في البلد المعذب بالصراعات، بعد أن بلغت الأحوال المعيشية في مناطق السلطة الشرعية خلال الفترة الماضية مستوى مريعًا من الانهيار، دفع الأمم المتحدة عبر برنامج الأغذية العالمي إلى التحذير من أن ثلثي سكان اليمن، أي نحو 20 مليون شخص، يحتاجون بشكل عاجل إلى مساعدات إنسانية.

وفي حين يتعرض نحو 5 ملايين لخطر المجاعة المحدق، وبحسب برنامج الأغذية العالمي، يقضي سوء التغذية الحاد على مستقبل 2.3 مليون طفل و400 ألف شخص معرضون لخطر الوفاة إذا تركوا من دون علاج.

وفي إسهام متجدد للمساعدة في مواجهة هذه الآثار، أعلنت السعودية، السبت الماضي، أنها أودعت الدفعة الثانية من دعم معالجة عجز الموازنة لدى الحكومة اليمنية ودعم مرتبات وأجور ونفقات التشغيل والأمن الغذائي في اليمن بقيمة 250 مليون دولار أميركي.
"اندبندنت عربية"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى