أين الكمّون؟!

> صَفَعَ الدولار كلّ شيء، حتى "الكمّون"، يقول خبراء الاقتصاد:"كلما ارتفع سعر الدولار زاد سعر السلعة".

لكن الناس تبحث عن الدقيق والزيت والأرز، وقد قيل إن كفّ الدولار الأصْلَع "طخّت" البضاعة المرصوصة في المحال التجارية " سوبر وميني وبقّالة ودكّان"، السلعة الصغيرة منها والكبيرة، حتى "الكمّون".

في مدينة الشيخ عثمان قال صاحب بهارات: "بلغ سعر الكيلو الكمّون 12 ألف ريال".

ماذا يصير في البلد؟!

قريبًا من بحرنا الأحمر تجوب الأساطيل والفرقاطات، وتحوم الطائرات باهظة الثَّمَن، يتهيّبون من بلدٍ فقير، تزدهر فيه أسواق القات، بينما يعيش أزمة اقتصادية خانقة، حتى أن الشعب احتار، أيُّهما حارس الازدهار الحوثي أم أمريكا؟!

في البلد أزمة "كمّون"، حتى لقد استيأس المبعوث الأُممي من موضوع السلام، وكأنّهُ لم يفعل شيئًا من قبل.

ذهب إلى تعز ولم يأبه أحد لزيارته، لا فتح حاجزًا ترابيًا، ولا فكَّ حصارًا، والتسوية على طاولته تبدو صعبة المنال، إلّا أن تكون صفقة بيع سيادة، أو تسليم أرض لمحتل.

عشنا ورأينا كيف أن دولًا عظمى سقطت أخلاقيًا، وأن شخصًا مثل "بايدن" يُقال عنه رئيس أكبر دولة في العالم، صار مملوكًا لعبدٍ صغير اسمهُ نتنياهو، يرتكب جرائم إبادة بحق المدنيين في غزّة وفلسطين، والعالم يتفرّج.

قرأتُ في صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية أن مصر تواجه أزمة "كمّون" غير مسبوقة، وأن الجنيه يفقد 70 % من قيمته أمام الكمّون.

صاحب محل بمدينة عدن قال: إن الكمّون المتوفر في السوق مُنتج هندي، وليس بلدي، ورغم أن مصر أكبر الدول المنتجة للكمّون، فإنها تسد الناقص من المنتوج المحلي، من خلال الاستيراد من اليمن والسودان والسعودية والكويت، حسب صحيفة "الشرق الأوسط"، يعني أن أشقاءنا في اليمن ينتجون "الكمّون" لكن يبخلون علينا حتى بكيلو واحد، بينما يستميتون من أجل شراكة وحصّة أكبر من ثروات الجنوب وبـ "الغصب"!

كل شيء في عدن ارتفع سعره، لأن الدولار طغى وبغى، ولم يعبأ بظروف الناس، لكن البعض يركّز على سعر "الكمّون"، رغم أنه ليس للمواطن مَرَقَة يطبخها!

صحيح أن في مصر أزمة "كمّون" لكن لديها مصنع للدبابات، بينما ليس لدينا إبرة مخيط نصنعها.

وكما يعبث الدولار بالمواطن في مناطق سيطرة الشرعية في مؤامرة، يقول عنها الشعب إنها تُنفّذ بغطاء إقليمي ودولي، يتدفق سلاح البحرية القادم من بلاد أوروبا إلى مياهنا الإقليمية، بذريعة "حارس الازدهار".

وتتدفقت أرتال جيش الاحتلال الصهيوني، ناحية رَفَح لإتمام مؤامرة خنق مصر، وتصفية القضية الفلسطينية، بذريعة "طوفان الأقصى".

ينشغل المواطن في مصر بسعر الكمّون لكن عينه على الدبابة الإسرائيلية.

على العموم لن تفُتّ في عضد الشعب موجة الغلاء، نحن في انتظار من يصفع الدولار.

ويسرّنا أن نسأل الحكومة مع قدوم شهر رمضان المبارك، أين الدقيق والزيت، أين السُكّر والحليب، أين الأرز والزبادي، أقلّ شيء أين الكمّون وجريش الشوربة؟

فجائعُ الدهرِ ألوانٌ مُنَوّعةٌ

وللزَّمانِ مَسَرَّاتٌ وأحزانُ

لا تيأسوا سوف نصير إلى خير إن شاء الله، فالوطن قادم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى