​دراسة عن "أبعاد الخطاب السياسي الحضرمي" توصي بتصحيح مسار "الجامع" ودعم «النخبة»

> «الأيام» سوث24:

>
​دعت دراسة حديثة الشخصيات والقوى السياسية والاعتبارية في محافظة حضرموت بجنوب اليمن إلى ضرورة تبني خطاب سياسي ينسجم مع توجهات ومطالب الشارع الحضرمي والكيانات المجتمعية والتجمعات القبلية الحضرمية، حفاظًا على وحدة حضرموت.

وأوصت الدراسة التي أصدرها مركز سوث24 للأخبار والدراسات، اليوم السبت، إلى الحفاظ على حضرموت ضمن محيطها الجغرافي التاريخي، والأخذ بمشروع الدولة الجنوبية الفيدرالية كونه أكثر المشاريع واقعية وملاءمة لحضرموت من المشاريع السياسية الأخرى.

وحللت الدراسة، التي أعدها المتخصص الحضرمي في تحليل الخطاب الإعلامي، مبارك عامر بن حاجب، الخطاب الإعلامي السياسي للأفراد والكيانات والمكونات السياسية والقبلية والمجتمعية الحضرمية، في ظل الصراعات والتجاذبات السياسية والعسكرية والاقتصادية التي تمر بها حضرموت في السنوات الأخيرة من تاريخها، وانعكاسات مرحلة تفكك الدولة اليمنية، ومحاولات القوى الداخلية والإقليمية وحتى الدولية رسم ملامح دولة يمنية جديدة وفق عملية سلام شاملة.

وهدفت الدراسة، بصورة رئيسية، وفقًا للباحث، إلى المقارنة التحليلية النقدية بين خطاب مشروع استعادة الدولة الجنوبية في حضرموت، والخطاب الداعم لمشروع الدولة الاتحادية اليمنية، كما سعت الدراسة إلى الإجابة على سؤال 
محوري وضعه الباحث: لماذا يُروَّج لمشروع اليمن الاتحادي في حضرموت؟

وتعتبر الدراسة من أولى الدراسات التي تتناول الخطاب السياسي الحضرمي، وتمثّل إضافة مهمة إلى القراءات المحلية والعربية التي تهتم بالأداء الإنساني بمختلف أنواعه، لفهم واقع المشهد السياسي الراهن في حضرموت.

واعتمدت الدراسة في مادتها البحثية على تحليل ونقد (23) مقطع فيديو لمقابلات وحوارات تلفزيونية وصوتية لشخصيات سياسية وعسكرية وزعامات قبلية حضرمية، بالإضافة لعدد من التقارير والآراء المكتوبة في ذات السياق.

وتوصّلت الدراسة إلى عدد من الاستنتاجات المهمة التي توضح أبعاد الخطاب السياسي الحضرمي بتوجهاته المختلفة، سواء تلك الداعمة لمشروع استعادة الدولة الجنوبية أم مشرع إقليم حضرموت ضمن الدولة الاتحادية اليمنية:

• إنّ الخطاب السياسي الحضرمي يمتطي البُعد القبلي في حضرموت، من خلال زعامات قبلية توظّف موروث كياناتها القبلية في بث خطاب إعلامي، ينحاز  نحو مشروعها السياسي الذي قد لا ترتضيه الغالبية العظمى من أبناء القبيلة في حالات معينة، على سبيل المثال مشروع إقليم حضرموت.

• يسجّل البُعد القبلي حضورًا في الصراع السياسي والعسكري، تماهيًا مع أجندات داخلية وإقليمية في حضرموت، على حساب الإجماع المحلي.

• إنّ البُعد الجهوي القبلي والشخصي واحتكار التمثيل الحضرمي من قبل بعض الزعامات القبلية والمجتمعية تجاه بعض الكيانات الحضرمية المهمة، ورفض مشاركة الآخرين في إدارتها، يُعد سببًا جوهريًّا في جمود هذه الكيانات، وتفريغها من مشاريعها السياسية، وتفريخ كيانات مشابهة لها، كما حدث مع مؤتمر حضرموت الجامع وحلف قبائل حضرموت.

• يتكئ الخطاب الحضرمي المنادي بإقليم حضرمي ضمن الدولة الاتحادية اليمنية الذي تتبناه زعامات مرجعية قبائل وادي وصحراء حضرموت بشكل خاص، على بُعد قوى النفوذ الحزبية اليمنية التي يحظى فيها حزب التجمع اليمني للإصلاح بنصيب الأسد.

• يُعد الدعم الواضح الذي تقدمه رموز الدولة اليمنية، خصوصًا الشمالية، لمشروع إقليم حضرموت، تجاوزًا صارخًا لسقف الواقع السياسي والعسكري على الأرض.

• يشكّل تيار الإخوان المسلمين في حضرموت بُعدًا سياسيًّا وأيديولوجيًّا داعمًا للخطاب الحضرمي المنادي بإقليم حضرمي ضمن الدولة الاتحادية اليمنية، ويوظف الإعلام في تشويه خصومه لتحقيق اختراق في المجتمع المحلي الحضرمي، وتوسيع هوة الخلاف بين أطيافه الفاعلة.

• تمثل المساعي المتكررة لإطلاق مشروع الدولة الاتحادية اليمنية، وفق مخرجات الحوار الوطني، من حضرموت، بُعدًا استراتيجيًّا مهمًّا لهذا المشروع لما لحضرموت من ثقل اقتصادي وثقافي وجغرافي كبير على الساحة اليمنية والجنوبية بشكل خاص.

• يعكس الخطاب الحضرمي المؤيد لاستعادة الدولة الجنوبية فتورًا عسكريًّا في تعامل المجلس الانتقالي الجنوبي مع المنطقة العسكرية الأولى مقارنةً ببعض المحافظات الجنوبية الأخرى، الأمر الذي قد يشكّل بُعدًا أمنيًّا داعمًا لمشروع إقليم حضرموت ضمن الدولة الاتحادية اليمنية.

• يعتبر التناغم الخارجي لبعض القوى الحضرمية مع قوى الشمال بُعدًا أساسيًّا يعزز من رفض المكونات الحضرمية والقبلية، للإعلان عن تأسيس مجلس حضرموت الوطني، وفي مقدمتها مؤتمر حضرموت الجامع وحلف قبائل حضرموت وكتلة حلف وجامع حضرموت من أجل حضرموت والجنوب وتجمعات قبلية ومجتمعية أخرى.

• يُعد الخلاص من مشروع الوحدة اليمنية والسعي لاستعادة الدولة الجنوبية، بُعدًا استراتيجيًّا للخطاب الحضرمي المؤيد للمجلس الانتقالي الجنوبي.
• إنّ الفهم الخاطئ لقوى الشمال لمفهوم الوحدة اليمنية، يمثل بُعدًا آخر لانحياز خطاب حضرمي قوي لمشروع استعادة الدولة الجنوبية.

• يشكّل الشارع الحضرمي والكيانات المجتمعية مع غالبية التجمعات القبلية الحضرمية بُعدًا داخليًّا قويًّا داعمًا لخطاب استعادة الدولة الجنوبية.

• إنّ النهج السياسي للمجلس الانتقالي الجنوبي داخليًّا وخارجيًّا ورؤيته فيما يخص الدولة الفيدرالية، يشكّل بُعدًا سياسيًّا مهمًّا للخطاب الحضرمي المؤيد له، على الرغم من بعض الانتقادات في المسار الداخلي.

• يمثل تجانس حضرموت مع الجنوب، والدور الحضرمي المهم في حركة التحرر الوطني ضد الاستعمار البريطاني، وإدارة الدولة الجنوبية السابقة، والكفاح من أجل القضية الجنوبية، بُعدًا تاريخيًّا ومجتمعيًّا أساسيًّا للخطاب الحضرمي المؤيّد لاستعادة الدولة الجنوبية.

• يعتبر البُعد الإقليمي سببًا إضافيًّا في تعميق انقسام الخطاب السياسي الحضرمي، لما له من دور في تشكيل كيانات سياسية أدت إلى ازدياد الفرقة في حضرموت، كما هو الحال مع الإعلان عن تأسيس مجلس حضرموت الوطني في الرياض بحضور السفير السعودي في اليمن محـمد آل جابر، ما يُعد ضغطًا إضافيًّا على المشاريع الحضرمية الأخرى.
  • التوصيات
وقدّمت الدراسة في نهاية المطاف جملة من التوصيات، أهمها:

• ضرورة تبني جميع الشخصيات السياسية والصحفية والقبلية والاعتبارية الحضرمية خطابًا سياسيًّا ينسجم مع توجهات ومطالب الشارع الحضرمي والكيانات المجتمعية والتجمعات القبلية الحضرمية، حفاظًا على وحدة حضرموت.

• ينبغي تصحيح مسار مؤتمر حضرموت الجامع، الذي يُعد الكيان الحضرمي المُجمع عليه حضرميًّا، ونبذ الكيانات والتشكيلات السياسية الحضرمية التي تمثل امتدادًا لأجندات خارجية لا تخدم المواطن الحضرمي.

• ضرورة التفاف الحضارم حول النخبة الحضرمية، والعمل على انتشارها في كل مديريات المحافظة بدلًا عن المنطقة العسكرية الأولى المشكوك في ولائها لحضرموت. والابتعاد عن تفريخ التشكيلات العسكرية الموجهة التي قد تهدد وحدة حضرموت مستقبلًا.

• أهمية تبني خطاب إعلامي واقعي متجرد من الرغبات الشخصية والتمنيات الجهوية، ويحافظ على الموروث الديني الوسطي بعيدًا عن الأيديولوجيات المستحدثة على المجتمع الحضرمي.

• الحفاظ على حضرموت ضمن محيطها الجغرافي التاريخي، وعدم التماهي مع المشاريع السياسية التي قد تجرها إلى مراكز نفوذ داخلية وإقليمية لا تتفق مع الموروث الثقافي والسياسي والديني الحضرمي.

• الأخذ بمشروع الدولة الجنوبية الفيدرالية كونه أكثر المشاريع واقعية وملاءمة لحضرموت من المشاريع السياسية الأخرى، مع توثيق الروابط التاريخية والسياسية والثقافية والسكانية والعقائدية الكبيرة مع محافظات الجنوب الأخرى، لضمان عدم الذوبان في بحر الاستراتيجيات الموجهة داخليًّا وخارجيًّا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى