صندوق النظافة يرحب بالاستثمارية الجادة والمتخصصة في تدوير المخلفات الصلبة

> فردوس العلمي

> توقف دباب في أحد المديريات لإنزال أحد الركاب بجانب براميل القمامة المكتظة بالنفايات والروائح الكريهة التي تصدر منها، حيث قالت إحدى الراكبات لو دخلنا مسابقة لجمع القمامة سنفوز فيها، لترد عليها الأخرى "في اليابان عاملين مسابقة كأس العالم لجمع النفايات وفازت فيها بريطانيا واليابان حصلت على المركز الثاني لعدم حصولهم على قمامة في الشوارع ولو شاركنا نحن سوف نكسب كأس العالم لجمع النفايات ليضحك جميع الركاب، ليرد رجل في السبعين قائلا "أقل شيء نفوز بحاجة".


جمع القمامة أصغر هم يؤرق الكثير من المواطنين في عدن لما آل إليه واقع النظافة ورغم وجود قانون ينظم العمل إلا أنه قانون حبر على ورق و القانون رقم (39) لسنة 1999 تؤكد المادتين (5) و (6) بشـأن النظافـة بأنه يحظر على كل شخص إلقاء أو وضع أو ترك المخلفات في الميادين والساحات والحدائق والشوارع أو الأرصفة والممرات والأزقة وشواطئ البحار، كما يحظر دفنها وحرقها أو وضعها في غير الأماكن المخصصة لها أو وضعها خارج الأوعية أو نِقَاط التجميع المحددة لها، وينطبق هذا الحكم على جميع المخلفات ما عدا مخلفات البناء لكن الواقع يقول غير ذلك هنا في اليمن وعدن على وجه الخصوص أين وصلت تقنية جمع النفايات؟ فحيث ما وليت وجهك ترى أمامك براميل القمامة الفاضية وحوليها تنتشر القمامة بشكل كثيف ورائحتها تكظم الأنفاس لنرى واقع يهدد البيئة بالرغْم من وجود قانون خاص لحماية البيئة سنة 1995 م برقم (26) يحتوي على عدد من المواد التي تنص على أهمية الحفاظ على البيئة نظيفة، لكن في الواقع نرى صورة سلبية عن النظافة والوضع البيئي.

صحيفة "الأيام" ترصد آراء الشارع لمعرفة مستوى النظافة من وجهة نظر المواطن وكذلك من المتسبب بانهيار النظافة في عدن، فمنهم من حمّل المواطن المسؤولية والبعض رماها على صندوق النظافة والبعض على الحكومة التي لا تعطي ميزانية كافية لإدارة العمل في صندوق النظافة وبرئ البعض عمال النظافة كونهم يعملون بشكل مستمر على جمع النفايات دون أي وقاية صحية ورواتب ضئيلة"


المواطن سعيد أحمد أبو أسيل قال "القمامة في عدن أصبحت سمة ونظام سائد ولا نحمل عمال النظافة أي أعباء فهؤلاء يعملون بصمت دون احتياطات صحية ورواتب ضئيلة بالرغْم أن العالم يهتم بهؤلاء العمال ويقدم لهم كافة سبل الأمان وأعلى الأجور، وللأسف نحن المواطنين ما نعرف أين نرمي القمامة أو ندفع بالأطفال لرمي القمامة".

وأضاف "ما يلفت النظر بأن مواقع جمع القمامة "البراميل" فاضية والأرضية مكدسة بالنفايات المختلفة حتى الأطعمة مرمية في الأرض"، مشيرًا إلى أن المواطن لا يكتفي برمي القمامة لكن أصبح يرمي حتى مخلفات البناء.

وينصح المواطن أبو أسيل بضرورة الاستفادة من كاميرات الطرقات لمراقبة هذه المواقع وفرض غرامات على من يرمي القمامة خارج البراميل خاصة أصحاب المطاعم من يرمون مخلفاتهم آخر الليل".

الصحفية سهير محمد قالت "المسؤول الأول عن النظافة المواطن بعده يأتي العمال والصندوق وحسب قولها "النظافة جهود مشتركة يبدأها المواطن بنظافته لبيته وحارته وشارعه وعمال النظافة والصندوق هم دور المساعد لنحافظ على نظافة ورقي بلدنا بجهد مشترك فاليد الواحدة لا تصفق ".

ووجهت سهير رسالتها إلى المواطن وقالت "كن أداة تغيير ورقي لمن حولك ومجتمعك وبلدك ".

العقيد نديه حسن تلوم المواطن وقالت "إذا كان المواطن ملتزم برمي القمامة بأماكنها والوقت المخصص ستكون المدينة في منتهى النظافة، لكن الآن أصبح المواطن يرمي بالقمامة في زوايا المنازل وأركان الحارات مما يؤدي لتراكم القمامة في هذا الأماكن وتأتي الرياح تبعثر فيها ولهذا تجد الشوارع مليئة بالقمامة ".

وأكدت العقيد نديه بأهمية التوعية وقالت "توعية المواطن حول أهمية رمي القمامة في الأماكن المخصصة لها أصبحت ضرورة ملحة للحصول على بيئة نظيفة".

صلاح بن بريك رئيس مؤسسة رسيل للتنمية الإعلامية قال "الموطن المسؤول الأول عن النظافة إذا رمى المخلفات والقمامة بانتظام ويعمل على النظافة أمام منزله ويأتي بعده دور السلطة المحلية وعمال النظافة والصندوق ملزم بتحديد الوقت المناسب لجمع القمامة بشكل يومي". 
صلاح بن بريك
صلاح بن بريك


وطالب السلطة المحلية وصندوق النظافة بضرورة تقسيم المديرية إلى مربعات وتحديد عمال النظافة بشكل نوبات مستمرة يوميًا في الفترتين الصباحية والمسائية".

وتساءل بن بريك عن إمكانيات إدخال شركة نظافة خاصة وإعطاء جزء من العمل وتحديد المربعات الخاصة للعمل عليها".

وأكد على أهمية مساهمة المحلات التجارية والمطاعم والمقاهي بشكل أجرة يومية 200 ريال عن كل يوم مما يساعد على تحسين مستوى النظافة في المديرية وكذلك نشر برميل في الموقع المخصص "، كما أشار إلى أهمية نشر التوعية حول نظافة البيئة بين المواطنين"

العميد محمود حسين سالم قال "المواطن أساس النظافة إذا تعلم أن يحط كل شي في مكانه ويمتلك الإحساس بالمسؤولية الجماعية ما كان هذا وضعنا".  
محمود حسين سالم
محمود حسين سالم


وأضاف "المحافظ المسؤول الأول لأن الأجهزة والمكاتب التنفيذية في المحافظة خاضعة لإدارته ورقابته وسلطته وبعدها يأتي دور المأمورين المسؤولين عن كل مديرية لأنهم من يذلل الصعاب ويتابع الجهات من أجل زيادة الإمكانيات".

ويطالب العميد محمود بضرورة وضع خُطَّة نظامية تساهم في تنظيم عملية رمي القمامة فالتطور ورقي المواطن يأتي من كيفية التعامل مع زبالة بيته وكذا تعامل المحلات مع برميل القمامة ويجب محاسبة من يرمون القمامة من فوق السيارات أو البلكونات والمواطن لو عرف أين يضع القمامة لن نرى قمامة منتشرة ".

وأضاف "تفعيل عملية المحاسبة، للمراقبة والمتابعة ليس ابتزاز أو إدخال إيرادات بل يكون الهدف إيجاد بيئة نظيفة والسعي لتحسين عملية جمع القمامة والمواطن إذا لمس التحسين سوف يدعم أكثر".

وتطرق العميد محمود إلى فترة حرب الحوثي وقال "بعد تحرير مدينة كريتر من الحوثة شعر المواطن بالمسؤولية الجماعية، حيث قام بعض الأشخاص والمنظمات في مبادرات طوعية لإزالة القمامة والمخلفات والعوائق حيث كانت المدينة كأنها مكب قمامة بل وصل الأمر لغسل بعض المواقع بمطهرات".

ويسأل محمود "لو وسائل النظافة ليست بقدرات الناس ولا يحصلون على أماكن رمي زبالة قريبة أو انتظام في أخذها من الأماكن المحددة سوف تنتشر القمامة وسيقوم المواطن برمي الزبالة في أي مكان "، ويستدرك قائلا لكن عن أي نظافة نتحدث والماء والكهرباء مقطوعة ".

وقال: "أهم دور لتحسين واقع النظافة يقع على المواطن والمجتمع الالتزام بوضع النفايات في أماكنها المخصصة ويفضل بل والأولى أن يتم فصل أنواعها".

ختم العميد محمود حديثه بأمنيات وقال "نتمنى أن تستمر هذه المبادرات الجماعية للنهوض بواقع النظافة في عدن ومن قبل الجهات الرسمية ممثلة بصندوق النظافة والمنظمات وعلى السلطة بالمديريات أن يساهموا في تنفيذها"

الناشطة المجتمعية مارينا كمال حسب رأيها "أن الجميع مسؤول، بدءً من الدولة بتوفير ميزانية لمكب النفايات في أماكن مخصصة وبراميل صغيرة في الشوارع الخلفية والرئيسية ومن الأفضل أن تكون براميل مصنفة على أساس نوع القمامة ومدى خطورتها وفصل أنواع المخلفات مثلًا الأطعمة عن الأوراق عن الحديد وخصوصا الزجاج أو المواد السامة أو مخلفات البناء بأن يتم وضعها في أماكن خاصة" حتى لا يتعرض أحد لخطر أو أذى سواء العاملين بالنظافة أو المواطنين "النباشين ".

وقالت "على الجهات المختصة المتابعة والرقابة توفير المُعِدَّات اللازمة وإعداد برامج توعية بأهمية النظافة وكيفية التخلص منها بالشكل الصحيح عبر البرامج الإذاعية التثقيفية وغيرها ". وأكدت مارينا على أهمية دور المختصين بالمتابعة لأخذ النفايات بشكل دوري ومنتظم خلال اليوم (مرتين) وتنظيم الشوارع والطرقات وأخذ الأشياء القديمة المهملة بالطريق كالسيارات الخردة والحديد وبقايا الأحجار أو الأشجار التي تتسبب في قطع الطرقات أو مكان تجمع حولها الأوساخ والقمامة".  
مارينا كامل
مارينا كامل


وتحدثت على أهمية دور المواطن والمجتمع ككل من خلال الالتزام بوضع النفايات في أماكنها المخصصة".

الجندي سالم صالح المسافر قال "واقع النظافة لا يرضي أحد لكن لا نلوم عمال النظافة لأن رواتبهم لا تساوي شيء في ظل انقطاع الرواتب والغلاء والفساد الحاصل ".  
سالم صالح المسافر
سالم صالح المسافر


وأضاف "من المفروض وضع براميل مخصصة لكل نوع من النفايات بلون محدد ويسجل عليه نوع القمامة ويوضع في أماكن عدة في الشوارع العامة المكتظة في السكان ويتم تدوريها وهذا يساعد عامل النظافة في فرزها، سيكون هناك مردود مالي يساهم في تنفيذ الخُطَّة الخاصة بالنظافة للقضاء على المخلفات وستكون شوارعنا في أحلى صورة وننقل رسالة إيجابية عن عدن لكل من زارها من خارج عدن ومن دول الجوار".

وقال "واقع النظافة يتطلب وجود مسؤول يقوم باللازم في أداء عمله وواجبه لأن القمامة في حال تكدسها على الأرصفة والشوارع تسبب الأمراض".

للتوضيح أكثر عن واقع النظافة بعدن، يتحدث المدير التنفيذي لصندوق النظافة وتحسين مدينة/عدن المهندس قائد راشد أنعم - قائلاً "يسهم صندوق النظافة وبدور كبير في حماية البيئة من خلال جملة من الأنشطة والمهام اليومية التي ينفذها في إدارة المخلفات الصلبة بالمحافظة وتشمل عمليات التجميع والترحيل والتخلص الآمن والنهائي من تلك المخلفات التي تشكل خطرًا بينيًا وصحيًا على سكان المحافظة بحيث نضمن فيها حماية البيئة من التأثيرات السلبية المعروفة ".  
قائد راشد
قائد راشد


مشيرا إلى أن الصندوق يقوم بترحيل ما يقارب من ألف وأربعمائة وعشرة طن ( 1410 طن ) يوميا من المخلفات الصلبة من كافة مديريات المحافظة إلى المكب الرئيسي ببئر النعامة بالبريقة".

ويعلم الصندوق على ضبط الميزان البيئي فهو يتعامل أولاً مع النفايات الصلبة وذلك بوضع الآلية الصديقة للبيئة في التخلص العلمي والسليم منها وبحسب الإمكانيات المتاحة والمتوفرة ".

مؤكدا بأن الصندوق ممثل بإدارة الحدائق والتشجير يسهم في زيادة نسبة الغطاء الأخضر بكافة المديريات في عدن والمحافظة عليه من خلال جملة من الأنشطة الرامية إلى التوسع في زارعة الأشجار بالجزر الوسطية والحدائق والكورنيشات والمتنزهات والجولات كل تلك الجهود بدأت حاليا تظهر بشكل ملحوظ ".

وعن آليات ومعايير عمل صندوق النظافة يوضح مدير الصندوق م. قائد راشد "منذ نشأة الصندوق في عام ۱۹۹۹م يعمل ووفق قوانين ولوائح تنظم عمله واستطاع أن يضع معايير علمية لضمان جودة العمل واستدامته من خلال الحفاظ على العمالة البشرية وكذا الآليات والمعدات وضمان ديمومة عملها والحفاظ على أصوله الثابتة والمتحركة ".

مشيرًا إلى أن اللوائح والمعايير حددت لكافة إدارات وأقسام الصندوق والتي تنظم الأعمال الإدارية والمالية والفنية والنظافة والتحسين والتشجير وكل هذا الجهود تهدف إلى إنجاح العمليات التشغيلية وتحقيق الأهداف الاستراتيجية للصندوق".

وعن وضع خطط آلية لمعالجة وإعادة تدوير المخلفات بما يقلل من ضررها البيئي والاستفادة من النفايات قال "قام الصندوق بإنشاء إدارة لإعادة تدوير المخلفات تأخذ على عاتقها مهام نشر ثقافة إعادة استخدام وتدوير المخلفات ومن عام 2004م حيث تم التعاقد مع شركة يمن زينات في إنشاء موقع ( هنجر ) يقع داخل مقلب القمامة الرئيسي يعمل على تجميع المخلفات وإعادة فرزها كلا بحسب نوعها تمهيدا لطحنها بواسطة الآلات طحن خاصة ببعض المخلفات منها البلاستيكية والورقية والزجاج والشولات ومن ثم تحويلها إلى مكعبات مضغوطة تمهيدا لتصديرها لبعض الدول المتقدمة مثل (الإمارات العربية والصين ) كونهم يمتلكون مصانع كبيرة ومتطورة قادرة على تحويلها إلى منتجات جديدة مرة أخرى".

وبحسب قول م /قائد راشد بأن الموقع تعرض للتخريب والنهب والسطو على كل مكوناته وتدميره في فترة حرب ۲۰۱۵م، وأضاف "حاليا وصل الصندوق إلى حالة التعافي والاستقرار في أداء مهامه وتعويض جزء من آلياته المفقودة ".

وعن خطط الصندوق للعام الحالي قال "يسعى الصندوق وضمن خططه للعام 2024م إلى إعادة تفعيل أنشطة ومهام إدارة إعادة التدوير عبر التواصل مع السلطة المحلية وكافة المنظمات الدولية للبحث عن فرص لتمويل أنشطة ومهام إعادة تدوير المخلفات الصلبة والترابية (الهدم والبناء )".

وقال "نرحب بكل الشراكات الاستثمارية الجادة والمتخصصة في تطوير مجالات إعادة تدوير المخلفات الصلبة بأنواعها ليتم الاستفادة من الكميات الكبيرة من المخلفات وبما يضمن الحفاظ على البيئة الطبيعية وصون مواردها ويسهم بشكل كبير في إطالة العمر الافتراضي للمقلب الرئيسي".

وعن كيفية التخلص من النفايات بعد جمعها قال "ويتم تجميع وترحيل المخلفات بشكل يومي من الشوارع في حاويات إلى مكب القمامة الرئيسي (بئر النعامة) ليتم التخلص النهائي من النفايات بعملية الطمر الآمن حيث توضع في حفريات بعمق ( 3 - 5 متر) يتم تجهيزها مسبقا بسمك (30 سم ) يليها طبقة ترابية بسمك نصف متر حتى يتم تعبئة الحفريات ثم دكها بآليات متخصصة (كمبكتر) وذلك لضمان الغلق الجيد وعدم تصاعد الغازات من المسامات والفتحات الترابية للهواء.

ويوضح "توجد بعض الأنشطة الخاصة بالفرز الأولي البسيط والعشوائي لتجميع بعض المواد العضوية مثل غذائية للمواشي، والمواد القابلة لإعادة التدوير كالحديد والمعدن والبلاستيك والأوراق والكراتين يقوم به ما يسمى بـ (النباشين) يتم من براميل القمامة ومواقع مكب النفايات بالمقلب".

وعن نظام فرز النفايات أجاب "حاليا لا يوجد نظام فرز للمخلفات الصلبة يتبناه الصندوق وبشكل رسمي نظرا لعدم وجود منظومة العمل المتكاملة لإعادة تدوير المخلفات، كون عملية الفرز المرحلة الأولى من عمليات طويلة ومتسلسلة تنتهى بإعادة تدوير المخلفات أو إعادة استخدامها ويتم الاستفادة من المخلفات بشكل فردي من قبل النابشين يقومون بفرز المخلفات واعادة بيعها لمقاولين من القطاع الخاص ليتم تصديرها بعد ذلك للخارج" .

حسب قول م/قائد راشد الصندوق يمتلك مقلب واحد فقط للمخلفات الصلبة ( بئر النعامة بمديرية البريقة) يبعد عن المدينة ( 35 - 40 كم ) ومقلب تحويلي ترحيلي بمنطقة الحسوة يتم تجميع المخلفات فيه مؤقتا في الفترة المسائية إلى الصباح، ومن ثم يتم ترحيلها إلى المكب الرئيسي في الصباح الباكر عبر قواطر كبيرة سعة (40 مترا مكعبا)، وذلك لضمان عدم توقف أعمال الترحيل للمخلفات بالمديريات في الفترات المسائية، وتبلغ مساحة المقلب اثنين كيلو متر مربع تم بدء العمل فيه في 2006م وحدد عمره الافتراضي بأربعين عاما".

رغم الجهود المبذولة من صندوق النظافة وعماله إلا أننا نرى القمامة منتشرة في الشوارع بصورة مقززة رغم أن عمال النظافة يعملون بكل جهد، لكن للأسف المواطن لا يعرف كيف يتعامل مع القمامة.

وأكمل "نود أن نعبر عن سعادتنا الكبيرة في تقديركم لجهود إدارة صندوق النظافة وعماله المخلصين والمجدين على مدار الساعة"، وأضاف "بعد فترة حرب 2015م للأسف الشديد بدأت تظهر ممارسات سلبية تجاه النظافة وممتلكات الصندوق وهي ثقافة دخيلة على المحافظة منها حرق صناديق القمامة البلاستيكية ورمي القمامة خارج الصندوق وكل هذا ثقافة دخيلة على عدن "

وأضاف "الصندوق أُنشأ في عام 2006م إدارة تختص بنشر الوعي البيئي والثقافة البيئية (مركز التوعية البيئية) وتقوم بصورة مستمرة وعبر كل الوسائل التوعوية المتاحة مطويات وملصقات ورسائل إذاعية وعبر السيارات وفلاشات قصيرة كل ذلك للوصول إلى رفع المستوى التوعوي لمجتمعي بقضايا حماية البيئة من الملوثات والمساهمة مع الصندوق لخلق بيئة نظيفة وآمنة صحيا ".

موضحا بأن الصندوق ومنذ 2000، قام بالتنسيق مع مكتب التربية والتعليم بإنشاء أندية أنصار البيئة ودعمها بالتدريب والمستلزمات الأخرى الشتلات الزراعية/ المواد المكتبية الخاصة بالمجلات والمطويات/ تنظيم حملات تنظيف داخل وخارج المدرسة، كل ذلك ليتم غرس وتعزيز السلوك الإيجابي لدى طلاب المدارس في التعليم الابتدائي والثانوي وهي عملية استراتيجية ومستمرة.

يقولها بأسف "ومع كل تلك الجهود الحثيثة المبذولة من قبل طاقم المركز التوعوي إلا أن التوعية تحتاج لفترات زمنية طويلة وجهود مستمرة ليتم إحداث التغيير الإيجابي المطلوب في سلوك الأجيال".

وعن الحلول قال "ومن ضمن الحلول الهامة والمتطورة التي ينتهجها الصندوق لحل إشكالية رمي المخلفات بالطريقة الخاطئة هو إعادة تفعيل وتنفيذ برنامج الجمع المباشر من منزل لمنزل في كافة المديريات، حيث يتم أخذ القمامة من المنازل والمحلات مباشرة في سيارة خاصة بالجمع المباشر إلى مقلب بئر النعامة مباشرة ".

وعن إمكانية فرض عقوبات خاصة للمطاعم التي ترمي مخلفاتها آخر الليل قال "توجد لدى الصندوق إدارة مختصة بمتابعة المخالفين لقانون النظافة إدارة المخالفات (الشرطة البيئية) تقوم بملاحقة وتوقيف العابثين بنظام النظافة حيث يتم حجزه وإيقاف سياسته المخالفة لنظم وقوانين النظافة وإلزامه بدفع الغرامة المحددة بالقانون وإلزامه بمعالجة الضرر البيئي الذي أحدثه نتيجة مخالفته، ولكن تلك الجهود لن تكون كافية إذا لم تتكاتف الجهود المجتمعية وبمشاركة الجهات الحكومية في إيقاف تلك السلوكيات السلبية المضرة بالبيئة والنظافة، وكما هو معلوم أن الحفاظ على النظافة مسؤولية جماعية مشتركة".

وأضاف "مع هذا يسعى الصندوق إلى إحداث تطوير ونقله في طرق إدارة المخالفات عبر إعادة تفعيل ودعم هذه الإدارة التي تعرضت للسطو والتخريب لآلياتها وتزويدها بمتطلبات نجاح عملها وعدم تبديد جهود الصندوق وملاحقة المخلين بقانون النظافة سواء كانوا محلات أو أفراد أو سيارات نقل خاصة".

وعن إمكانية تقسيم براميل القمامة مختصة حسب نوع القمامة قال "إن تخصيص براميل ملونة للمخلفات حسب أنواعها ثقافة راقية وجديدة ومتطورة تحتاج إلى جهود كبيرة ومشاركة الجميع ليتم غرسها وتعميمها في المنازل والمدارس والأحياء وهي منظومة متكاملة لا تقتصر على توزيع البراميل الملونة فحسب ولكن عملية شاملة ومنظمة تبدأ من الفرز وتنتهي بالتدوير، لهذا الصندوق يسير بخطوات علمية مدروسة تضمن تحقيق النجاح لهذه العملية وعندما تتوفر مسببات النجاح المادية والفكرية سيتم تطبيق برامج وأنشطة إعادة التدوير بكافة مراحلها ".

عن الحماية المقدمة لعمال النظافة من المخاطر والأمراض قال "يحرص صندوق النظافة على سلامة وأمن عماله الميدانيين من خلال ضمانات عدة تشمل الضمان الصحي حيث تم التعاقد مع بعض المستشفيات لعلاج حالات المرض والإصابات التي قد تحدث ميدانيا وتحمل تكلفة معالجة العمال بشكل كامل وصولا إلى السفر به للخارج إذا استدعت الحالة ذلك ".

وأضاف "يوفر الصندوق الضمان الاجتماعي للعمال وهاتين الميزتين يضمنها الصندوق لعماله وهو حق استحقه العمال نظير لجهودهم في إظهار المحافظة بالمظهر الذي يليق بمكانتها ويقوم أيضا بتوزيع وسائل السلامة المتنوعة من (كمامات وجلفزات وأحذية وبدلات مزودة بعلامات مرورية خطوط فسفورية للحماية الليلية كل ذلك يوفره الصندوق ولكن هناك تقاعس ولا مبالاة من قبل بعض العمال في الالتزام باستخدام تلك الوسائل لقلة مستوى الوعي التعليمي لديهم بعدم ضرورة وأهمية ارتدائها، وبالرغم من محاولات الصندوق المستمرة في متابعة العمال المخلين بإجراءات الأمن والسلامة عبر إلزامهم بإجراءات إدارية، وكذا توعيتهم بأهمية ذلك للحفاظ على سلامتهم ووقايتهم من الإصابات الخطيرة والأمراض " .

وعن امكانية الاستفادة من تجربة البلدان الأخرى في تصريف القمامة خاصة اليابان في التخلص من القمامة وجعلها مصدر إنتاج أجاب "يرحب الصندوق بكل التجارب والخبرات والشراكة الهادفة إلى تطوير وتحسين آلية عمل الصندوق وإدارة المخلفات الصلبة، كما يقوم الصندوق وبشكل مستمر بدعم تنفيذ الدورات التدريبية التأهيلية الرامية إلى رفع قدرات ومهارات الكادر البشري إداريًا وفنيًا وفق الامكانيات المتاحة، كما قام في بداية هذا العام 2024م بإنشاء قسم مختصة بالتدريب والتأهيل الكوادر الصندوق ضمن إدارة الموارد البشرية وكذا التواصل مع المنظمات الدولية الداعمة ، حيث نفذت خلال العامين الماضيين العديد من الدورات التدريبية والتأهيلية للاستفادة من الخبرات والتجارب للبلدان العربية والاجنبية في مجال إدارة المخلفات الصلبة بالطرق الحديثة والمتطورة ومنها ما يسعى له في تبني مشاريع لإعادة تدوير المخلفات بكافة أنواعها بالاستفادة من تجارب الدول المتقدمة والمتطورة في هذا المجال.

سألت مدير صندوق النظافة أن العالم وصل إلى إقامة مسابقات كأس العالم لجمع النفايات؟ لماذا لا نرى مثل ذلك بدءا بالأحياء والمديريات لاختيار أنظف حي وأنظف مديرية لتصل للمشاركة بكأس العالم لجمع النفايات؟

قال "نفذ الصندوق العديد من المسابقات في الأعوام الماضية منها مسابقة (أنظف وأجمل مديرية) عام 2013 - 2014م وهي مسابقة تم فيها تقييم المديريات وفق معايير ومؤشرات علمية تم الاتفاق عليها مع السلطة المحلية وبناء وتجهيز برنامج حاسوبي خاص لذلك، وقد انتجت تلك المسابقات حماس ومثابرة ممتازة ورفع المستوى الأداء اسهمت في تحسين ملحوظ وملموس في مستوى الانضباط والنظافة والتحسين ولكن ومع دخول الحرب عام 2015 م توقفت تلك المسابقات وما رافقه من فقدان العديد من اليات ومعدات النظافة بنسبة 60 % "

وأضاف "يقوم الصندوق حاليا بالإعداد والتجهيز لاستعادة تنفيذ تلك المسابقات التحفيزية عندما يتم توفير آليات ومعدات النظافة بأعداد متوافقة مع كميات المخلفات المتولدة يوميا من المحافظة وإعادة تأهيل البنية التحتية للصندوق (ورش صيانة وأقسام نظافة ومشاتل..). مخطط يوضح حالة التعافي في ترحيل المخلفات الصلب إلى المكب الرئيسي سنويا كمية المخلفات المرحلة للمكتب وعدد النقلات سنويا ".

في ختام هذا التقرير عمال النظافة يبدلون قصارى جهدهم في تنظيف شوارع المدنية وتشجيرها إلا أن المواطن لا يجيد كيفية التعامل مع النفايات وباستهتار يرمي القمامة خارج الصناديق المخصص لها، إضافة إلى فوضى النباشين ممن يخرجون كل ما في البرميل للخارج للبحث عن العلب والخردة وترك الأغنام تأكل في الأحزمة الخضراء التي يعمل الصندوق على انشاءها.


لوجه لله حافظوا على نظافة المدينة، فالنظافة من الإيمان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى