> «الأيام» "الوقت":
في الفترة المنصرمة، بيّن موقع "المونيتور" أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تسعى للحصول على دعم إضافي من الدول الخليجية بهدف وقف هجمات الجيش اليمني على السفن المرتبطة بالنظام الصهيوني، ووفقًا لذلك، فإن المملكة العربية السعودية قد منعت القوات الأمريكية من تنفيذ عمليات عسكرية ضد اليمن من قواعدها العسكرية، بينما سمحت لحاملة الطائرات التابعة للبحرية الأمريكية بتحمل مسؤولية العمليات البحرية في البحر الأحمر، وفي تصريح سابق، أشار الأميرال براد كوبر، نائب قائد القيادة المركزية الأمريكية، إلى أن المواجهة مع اليمن في البحر الأحمر تمثل أكبر تحدٍ تواجهه البحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية، في ظل الضعف الذي يواجه القوات الأمريكيّة في المنطقة وخاصة بعد الحرب الإسرائيليّة الشنيعة على غزة بدعم أمريكيّ.
ومن ناحية أخرى، يُظهر تعليق المملكة العربية السعودية على العمليات العسكرية الأمريكية في اليمن استياءها من عدم فعالية هذه الإجراءات في تحقيق أهدافها، ويبدو أن السعودية تشعر بأن الولايات المتحدة ليست قادرة على تحقيق النتائج المرجوة في اليمن، وبالتالي فإنها تتجه نحو استكشاف خيارات جديدة للتعامل مع الوضع هناك، وعلاوة على ذلك، تشير الوقائع إلى أن السعودية تدرك أن الولايات المتحدة في نهاية المطاف ستنسحب من المنطقة، وسيظل اليمن هو الجزء الذي يبقى، وبالتالي، فإنها تضع نصب أعينها ضرورة تنسيق مستقبلها مع اليمن والبحث عن حلول سياسية ودبلوماسية للأزمة اليمنية، هذا النهج قد يشمل السعي للحوار مع الأطراف اليمنية المختلفة ودعم جهود السلام الدولية في البلاد.
في الختام، ينبغي على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة أن يعترفوا بأن الحل العسكري وحده لا يمكن أن يحل الأزمة اليمنية بشكل دائم، وأن الحلول السياسية والدبلوماسية هي السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار الشامل في اليمن، ومن الضروري أيضًا أن يدرك الجميع أن استمرار النزاع في اليمن يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية والاقتصادية، ويزيد من تعقيد المشهد الإقليمي بشكل عام، لذا، يجب على الأطراف المعنية أن تتحلى بالحكمة والمرونة في مواجهة هذه التحديات، وتعمل جاهدة على تحقيق التوازن بين المصالح الإقليمية والدولية، وينبغي على السعودية وحلفائها أن يتخذوا إجراءات عملية ومدروسة لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، وأن يعملوا بجدية على تعزيز التعاون والتنسيق مع اليمن والمجتمع الدولي من أجل إيجاد حلول شاملة ومستدامة للأزمة اليمنية.
- السعودية ورفض مهاجمة اليمن
البحرية الأمريكية نشرت نحو 7 آلاف بحار في منطقة البحر الأحمر، حيث أطلقت حوالي 100 صاروخ أرض-جو لاستهداف الصواريخ والطائرات المسيرة التابعة للقوات المسلحة اليمنية، وفي السياق ذاته، تؤكد الحكومة في صنعاء أن حركة المرور في بحر العرب والبحر الأحمر ومضيق باب المندب مضمونة لجميع السفن، باستثناء السفن الإسرائيلية والسفن المتجهة إلى الموانئ المحتلة، وذلك حتى انتهاء العدوان على قطاع غزة، وفي الأحداث الأخيرة، شمل الهجوم العسكري الأمريكي البريطاني على اليمن أيضًا استهداف سفن أمريكية وبريطانية.
بناءً على الخبر السابق، يظهر أن هناك دلائل على تغير في الديناميكية الإقليمية والتحالفات في الشرق الأوسط، وينبغي للسياسيين مناقشة هذه القضية بشكل مفصل، ويبدو أن السعودية تواجه تحديات جديدة في ظل تدهور القوة الأمريكية وضعف قوتها المحدق في المنطقة، ويمكن أن يكون هذا التحول مرتبطًا بالتغيرات في السياسة الخارجية الأمريكية تحت إدارة الرئيس بايدن، التي تتجه نحو التخفيف من التورط العسكري في المنطقة والتركيز على القضايا الداخلية.
- تدهور القوة الأمريكية في المنطقة
بشكل عام، يبرز هذا التطور الحاجة إلى تحليل متعمق للتحولات الإقليمية وتأثيرها على السياسات الخارجية والتحالفات في الشرق الأوسط، ما يتطلب استراتيجيات جديدة للتعامل مع التحديات الأمنية والسياسية في المنطقة، وبناءً على الخبر السابق، يظهر أن القضية تتجه نحو تطورات معقدة ومتشعبة في العلاقات الدولية بين الولايات المتحدة والسعودية واليمن، وأولًا وقبل كل شيء، يبدو أن السعودية تواجه تحديًا متزايدًا فيما يتعلق بتدهور القوة العسكرية الأمريكية وضعف قوتها في المنطقة، مع استمرار تطور الأوضاع في المنطقة، قد تجد السعودية نفسها بحاجة إلى إعادة تقييم استراتيجيتها الدفاعية والأمنية، وخاصة في ظل تغير الموازين العسكرية والسياسية.
كذلك، يعلم السعوديون أن تصرفات الولايات المتحدة ضد اليمن لم تكن فعّالة بشكل كافٍ لتحقيق الأهداف المرجوة، وهو ما يعزز انعدام الثقة في الاعتماد الكامل على الدعم الأمريكي في هذا الصدد، ويمكن أن تكون هذه الواقعة عاملًا مؤثرًا في اتخاذ السعودية لخطوات مستقلة في التعامل مع الأزمة اليمنية، وإلى جانب ذلك، يعتقد السعوديون أن الولايات المتحدة ستغادر المنطقة في المستقبل القريب، بينما يبقى اليمن وتأثيراتها الإقليمية موجودة، ومن هنا، فإنه من الضروري على السعودية أن تبحث عن تنسيق مستقبلي مع اليمن، بغية تحقيق المصالح المشتركة وضمان الاستقرار في المنطقة.
بناءً على ذلك، ينبغي على السعودية أن تبحث عن سياسات واضحة ومستقبلية للتعامل مع الأوضاع المعقدة في اليمن، مع مراعاة التحديات الجديدة والتغيرات في الساحة الدولية، ويتضح أن هناك عدة عوامل تلعب دورًا في القضية، ويُعَدُّ تصاعد الهجمات اليمنية على السفن المرتبطة بالنظام الصهيوني تحديًا كبيرًا يواجه أمريكا وحلفاءها، وهو ما يفرض ضغوطًا إضافية على الولايات المتحدة.
أيضًا، تواجه القوات الأمريكية تحديات في المنطقة، بما في ذلك تدهور القوة وتقلص التزامها العسكري، هذا يعزز إدراك السعودية بأنها بحاجة إلى التنسيق مع اليمن لضمان مصالحها الاستراتيجية في المنطقة بعد انسحاب الولايات المتحدة، ومن المهم أن تفهم السعودية أن التصرفات العسكرية ضد اليمن ليست كفيلة بتحقيق الأهداف المطلوبة، وربما تزيد من تعقيد المشهد الإقليمي.
وبالفعل، يبدو أن السعودية تدرك أن اليمن سيظل جارًا مهمًا ومستقرًا لها على المدى الطويل، وخاصةً مع توقعات بانسحاب القوات الأمريكية، لذلك، يجب عليها بذل الجهود لتعزيز التعاون والتنسيق مع اليمن، بما يحقق مصالح الطرفين ويضمن الاستقرار في المنطقة، وهذا يتطلب استراتيجية دبلوماسية حكيمة وحوارًا مفتوحًا للبحث عن حلول سلمية ومستدامة للأزمة اليمنية، بمشاركة جميع الأطراف المعنية.