كلمات في رمضان

> رحمة الخلق ببعضهم

> مظاهر رحمة الخَلْق ببعضهم في شهر رمضان حثّ الله - تعالى- عباده على التراحُم فيما بينهم، فالله -سبحانه- رحيمٌ يحبّ الرُّحماء من عباده، ولذلك فالرحمة مطلوبةٌ من المسلم تِجاه أخيه المسلم، ومطلوبةٌ من الحاكم والمسؤول تجاه رعيّته، كما أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن عائشة أمّ المؤمنين - رضي الله عنها-، أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (اللَّهُمَّ، مَن وَلِيَ مِن أَمْرِ أُمَّتي شيئًا فَشَقَّ عليهم، فَاشْقُقْ عليه، وَمَن وَلِيَ مِن أَمْرِ أُمَّتي شيئًا فَرَفَقَ بهِمْ، فَارْفُقْ بهِ)، قال الله -تعالى-: ((كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ))، ومن أسباب قسوة القلب أيضًا المُسارعة في تحقيق الشهوات؛ فكان الصيام من أسباب استشعار المسلم حاجة أخيه المسلم، فتزداد الرحمة في قلبه، فيرحم غيره، ويشفق على أحوالهم، ويشاركهم همومهم وآلامهم، ومن مظاهر تراحم العباد ببعضهم البعض في شهر رمضان ما يأتي: رحمة الغني بالفقراء والمساكين؛ بأن يستشعر أحوالهم، ويقدّم لهم يد المساعدة بما يُيسّر عليهم عيشهم، ويُعينهم على حياتهم، وتُعدّ الصدقة في رمضان من أعظم أبواب الأجر؛ لما فيها من إعانة الصائمين الفقراء على قضاء حوائجهم؛ فجزاء من أحسن بالبذل أن يحسن الله إليه بالفضل والعطاء. رحمة الوالدَين بأولادهم؛ فعلى الوالدَين أن يُدركا أنّ حنانهما وإشفاقهما على ولدهما سبيل لصلاحه، وطريق لاستقامة أخلاقه، بينما تعكس القسوة أثرًا عكسيًّا على طبائع الأولاد، رحمة الدُّعاة إلى الله بالمَدعُوّين؛ فالدَّعوة إلى الله لا بدّ أن تكون بكلّ رحمةٍ وشفقةٍ، دون تجريح أيّ أحدٍ، أو التشهير به، أو فَضْح العصاة والمُذنبين، وإنّما تكون بالحكمة والموعظة الحسنة؛ امتثالاً لقول الله -تعالى-: ((ادعُ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجادِلهُم بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبيلِهِ وَهُوَ أَعلَمُ بِالمُهتَدينَ))، وقال أيضًا ناصحًا موسى وهارون -عليهما السلام- في دعوتهما لفرعون: ((فَقولا لَهُ قَولًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَو يَخشى)). رحمة الإمام بمأموميه، فلا يشقّ عليهم، بإطالة القراءة، أو السجود، أو الركوع، وإنّما يتوجّب عليه الرفق بهم، ومراعاة أحوال المُصلّين المختلفة، أخرج الإمام مسلم عن عثمان بن أبي العاص أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَن أمَّ قَوْمًا فَلْيُخَفِّفْ، فإنَّ فِيهِمُ الكَبِيرَ، وإنَّ فِيهِمُ المَرِيضَ، وإنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ، وإنَّ فيهم ذا الحاجَةِ، وإذا صَلَّى أحَدُكُمْ وحْدَهُ، فَلْيُصَلِّ كيفَ شاءَ)، كما أنّ النبيّ قال لمعاذ حين أطال بالقراءة: (أفتَّانٌ أنتَ يا مُعاذُ، أفتَّانٌ أنتَ يا مُعاذُ).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى