الاتفاق السعودي الإيراني.. ملف اليمن لا يزال عالقًا

> «الأيام» ميدل إيست أونلاين:

> أتى الاتفاق المفاجئ الذي تم التوصل إليه قبل عام مع إيران بثماره بالنسبة للمملكة العربية السعودية، إذ جنبتها إلى حد كبير تداعيات الحرب بين إسرائيل وحماس والاضطرابات المرتبطة بها، لكن أزمة اليمن المتواصلة منذ تسع سنوات بقيت تراوح مكانها، على عكس التوقعات بحلها عقب تقارب طهران والرياض، بحسب ما أفاد محللون.

وفيما تظل العلاقات بين أكبر قوتين إقليميتين في الشرق الأوسط معقدة وشائكة، يعد التقارب بمثابة إنجاز دبلوماسي لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وأكّدت هدى رؤوف، رئيسة وحدة الدراسات الإيرانية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية بالقاهرة، أنّ "الاتفاق أطلق موجة من مساعي السلام في المنطقة"، قائلة إنّ "الإجراءات التي تمت بين البلدين جيدة لكن لا يزال الاتفاق يحتاج إلى كثير من تدابير بناء الثقة".

ويبقى المثال الأبرز للتطبيق المتفاوت للاتفاق، الحرب في اليمن حيث شكّلت السعودية عام 2015 تحالفًا عسكريًا لإطاحة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران الذين استولوا على العاصمة صنعاء في 2014.

ولقي مئات الآلاف حتفهم في المعارك أو لأسباب غير مباشرة، مثل نقص الغذاء، في ما وصفته الأمم المتحدة بواحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

وبعد الإعلان عن اتفاق التقارب السعودي الإيراني، تعاظمت التوقعات بوقف دائم لإطلاق النار، مع تبادل الزيارات بين وفود السعودية والحوثيين.

لكن في حين أن الهدنة التي تم التوصل إليها للمرة الأولى في أبريل 2022، صمدت إلى حد كبير على الرغم من انتهاء صلاحيتها رسميًا بعد ستة أشهر، يبدو أن الزخم في عملية السلام قد توقف.

وفي نوفمبر، بدأ الحوثيون سلسلة من الهجمات على السفن في البحر الأحمر، وهي خطوة قالوا إنها تهدف إلى إظهار التضامن مع الفلسطينيين.

وتهدد الاضطرابات في منطقة البحر الأحمر أهداف الرياض الاقتصادية والسياحية، رغم أن الحوثيين تجنبوا تكرار هجماتهم على الأراضي السعودية، بالمقابل لم تنضم السعودية إلى تحالف شكلته الولايات المتحدة لحماية الملاحة في البحر الأحمر.

من جانبه، المحلل السعودي عزيز الغشيان "من الواضح الآن مدى أهمية خيار تطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران" مضيفًا "لقد أظهروا بشكل أساسي أنهم ليسوا أعداءً لبعضهم البعض، حتى لو كانت الشكوك موجودة دائمًا.. لقد تمت إعادة صياغة العلاقات".

وكثيرًا ما وجدت السعودية ذات الغالبية السنية وإيران ذات الغالبية الشيعية نفسيهما على طرفي نقيض في الصراعات الإقليمية، من سوريا إلى لبنان والعراق.

ويؤكد المحللون أنه من خلال اتصالاتهم المكثفة لاحتواء الحرب بين إسرائيل وحماس، عززت المملكة العربية السعودية وإيران روابطهما.

وقد أدى ذلك إلى أول مكالمة هاتفية بين ولي العهد السعودي والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، بعد خمسة أيام فقط من اندلاع الحرب، وزيارة رئيسي إلى الرياض لحضور اجتماع منظمة التعاون الإسلامي.

وقال الغشيان "نعم ستكون هناك توترات وأعتقد أن أحدًا لم يعتقد أنه لن تكون هناك أي توترات، لكن حقيقة أنهم يتحدثون عن ذلك أمر يجلب الكثير من الفوائد الاستراتيجية".

وقالت رابحة سيف علام الخبيرة بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في القاهرة إن احتواء الحرب كان "أهم مكسب للسعودية".

وأضافت "في غياب الاتفاق كان من الممكن أنّ يؤدي الاستقطاب بين معسكر موالٍ للسعودية، ومعسكر موالٍ لإيران لزيادة احتمالية اندلاع حرب إقليمية أوسع"، مشدّدة على أن الأزمة على مستوى المنطقة ستؤدي إلى "تكاليف باهظة للغاية" بالنسبة للرياض.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى