نحن من أضعف ذاتنا

> يقول الشاعر
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس... من وقع الحسام المهندِ

لم نكن في ردهة ضعف إلا حين انفرط عقدنا وعجزنا معه على شقاء حالنا لأننا ببساطة استمرأنا الهوان وقبلنا على مجتمعنا ما هو عليه؛ بل ذهب الكثير من رموزنا لترتيب ذاته ونسينا قضيتنا الأساسية؛ بل نشير بعد مرور سنوات طوال عجاف إلى ما ذهبت منا من فرص ونشير إلى إمكانية الآخر في ترتيب أوراقه ما جعلنا أمام خيارات محدودة هكذا ننعي حظنا ونشير إلى الخروج من ربقة أوضاعنا بمعجزة ربما أو عساها تتخلق كسبيل للخلاص مما نحن عليه.

نلمح أيضًا إلى ما كانت ضدنا من حروب واجتياح وإمكانية تكرار ذلك أو عدم استبعاد أن نستباح مرات أخرى، بالمقابل نمارس جلد الذات وكل طرف يحمل المسؤولية الآخر.

لا نعترف حتمًا بمجرد الضعف الذي وصلنا إليه جراء حالة استحضار لنقائص كل منا، رغم أننا بالمجمل ضحايا وبال نرجسية مفرطة وشعور كل طرف أنه الكامل بعينه هكذا تتوارى السنون ولم نشب عن الطوق بعد.

معاناتنا تأخذ أبعادًا متنوعة تستحكم بحياتنا ومع ذلك كل طرف هو المحق وعلى صواب وبالمجموع الناتج لا شيء للأسف، ما يجعل الاستغراق في دوامة الأداء العقيم هي الماثلة للأسف الشديد.

مغيب صوتنا ومستباحة إرادتنا يتم تجاوزنا وسط حالة انتظار لما ستأتي به قادم الأيام رغم يقيننا أن المحصلة ستكون مخيبة للآمال دون أدنى شك.

فما الذي نمتلكه لمواجهة ما تحيط بنا من أنواء هل مزيدًا من جلد الذات وكثيرًا من مسميات لا معنى لها ولا وزن.

الجنوب بات عنوانًا خافتا في معمعان ما تعتمل من مشاريع ليس فيها أدنى إنصاف، ومع ذلك الجميع في مسار الانتظار لما سيتكشف لاحقا.

لم يكن ضعفنا أصلا نابعًا من نتاج الحروب التي مورست بحقنا ولم تكن إمكانيات الآخر أفصل منا ولكن طالت رحلة تيهنا وستطول أيضًا؛ لأن مرد كل ما سلف أننا لم نعير ما بأنفسنا، لم نتنازل لبعضنا على الأقل إكرامًا لأجيالنا ومستقبل أحفادنا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى