مسلمون حول العالم

>
المسلمين في إيطاليا

يطاليا هي إحدى دول حوض البحر الأبيض المتوسط، وتنتمي إلى دول جنوب أوروبا، وعاصمتها روما، وتضم إيطاليا " دولة الفاتيكان"عاصمة المذهب المسيحي الكاثوليكي.

عدد السكان يتجاوز 59 مليون نسمة، وعدد المسلمين يتجاوز مليون ونصف مليون نسمة موزعين على المدن الإيطالية.

وتشكل الجالية المسلمة أكبر مصدر بشري؛ حيث نسبة الإنتاج مرتفعة، فالجالية الإسلامية جالية شابة منتجة ذات مستقبل واعد، حتى إن بعض الصحف جعلت عنوانها : "شكراً للمهاجرين الذين يزيدون عدد سكان إيطاليا"، وهذا هو السبب الرئيس الذي يتخوف الغرب منه بأن يصبح الإسلام الوريث لهذه البلاد، وهو ما دعا بعض الكرادلة النصارى ومن أعلى المستويات، إلى الصراخ بصوت مرتفع والدعوة إلى عدم جلب الأيدي العاملة المسلمة وتعويضها بأيد عاملة نصرانية.

وصل الإسلام إلى إيطاليا عبر جزيرة سردينيا عندما فتحها إبراهيم بن الأغلب والي تونس، وقاد حملة الفتح أسد بن الفرات، واستمر الحكم الإسلامي لجزيرة سردينيا أكثر من قرنين، وانتشر الإسلام خلالهما في الجزيرة، وكذا وصل الإسلام إيطاليا عبر جزيرة صقلية، وقد استولى المسلمون على نابولي، وفتحوا تارانتو، ودخلت جيوش محمد الأول الأغلبي مدينة روما سنة 232هـ، وأجبرت البابا على دفع الجزية.

وبعد فترة استطاع التحالف الفرنجي استرجاع بعض المدن الإيطالية على أثر الخلافات التي نشبت بين القوى الإسلامية في المشرق والمغرب.

ينتشر في إيطاليا ما يزيد على 700 مركز إسلامي على كافة المساحة الإيطالية من الشمال إلى الجنوب عبر مقاطعاتها العشرين، غير أن هناك المؤسسات ذات الصفة الوطنية والتي تضم العديد من المراكز الإسلامية الأعضاء، إلى جانب مركزها الرئيسي

أول وأضخم هذه الهيئات الإسلامية اتحاد الجاليات الإسلامية في إيطاليا، والذي يضم نحو 150 مركزاً إسلامياً تنتشر في معظم المقاطعات الإيطالية، ومقره الرئيسي بمدينة روما ، يليه الرابطة الإسلامية في إيطاليا، وهي مؤسسة وطنية معنية بالجانب التربوي ومقرها ميلانو، والمعهد الثقافي الإسلامي ومقره ميلانو، والمركز الإسلامي بروما تحت إشراف رابطة العالم الإسلامي، وقد تأسست جمعية الاتحاد الإسلامي في الغرب لرعاية اللاجئين من أوروبا الشرقية، وهي أول جمعية إسلامية بإيطاليا ومركزها روما.

وقامت الجمعية بتأسيس مدرسة إسلامية بمساعدة رابطة العالم الإسلامي. وأنشئ المركز الإسلامي في روما سنة 1966م، ويصدر مجلة شهرية، كما ينشر الكتب الإسلامية باللغة الإيطالية، إلى جانب العديد من المراكز والجمعيات الصغيرة ذات النشاط المحدود.

يمكن حصر مشاكل المسلمين في إيطاليا بعدم اعتراف الدستور الإيطالي الرسمي بالدين الإسلامي، عدم تجانس الجالية عرقياً وقومياً، حيث تتألف الجالية الإسلامية في إيطاليا من عرقيات مختلفة، من العالم الغربي والإسلامي، وتغلب عليها الكثافة المغاربية، وهذا ما ينتج عنه في أحيان كثيرة عدم الانسجام في الطباع والثقافة وطريقة الحياة، حمل الخلافات الدينية والعرقية إلى الغرب، والعناية بها، والحرص عليها، وغالباً ما تكون هذه الخلافات فرعية، يضاف إلى ذلك الممارسات الخاطئة لكثير من أبناء العرب والمسلمين، سواء المقيمين هناك أو السواح، الذين جعلوا صورة المسلم تتمثل في رجل مترف عابث لا يبحث إلا عن الشهوة.

وعموما فان من أبرز المشكلات التي تواجه الجالية في الغرب: ضياع الناشئة الذي يولدون في المجتمعات الغربية، فيتعلمون لغة القوم، ويدرسون في مدارسهم، ويتثقفون بثقافتهم، خصوصاً من تكون أمهاتهم غير مسلمات، فهؤلاء في صراع نفسي وازدواج ثقافي كبير غالباً ما تكون الغلبة فيه للمجتمع وثقافته.

وإن هذه المؤثرات وغيرها أوجدت انفصاماً في مسلّمات الأسرة المسلمة في الغرب، وبدأت المشاكل العائلية بالظهور بين ديانتين وثقافتين متناقضتين.

يضاف إلى مشاكل المسلمين في إيطاليا ضعف العلم الشرعي، فمعظم الجالية الإسلامية من غير المؤهلين شرعياً وغياب الدور الرسمي للدول الإسلامية. ذ أن رعاية السفارات والقنصليات العربية والإسلامية محدودة جداً في التأثير على سلوك الجاليات العربية الإسلامية وثقافتها;كما يعاني المسلمين في إيطاليا نقص الكتب المترجمة عن الإسلام والقرآن للغة الإيطالية، وهي مشكلة كبيرة بالنسبة للمسلمين الذي لا يجيدون اللغة العربية، لذا فهم يطالبون دوما بدعم إلى إقامة مدارس إسلامية لتعليم الدين الإسلامي لأبناء المسلمين.

ويُقدر عدد المساجد والمراكز الإسلامية في إيطاليا بحوالي (1251) مسجدًا ومركزًا ثقافيًّا إسلاميًّا، هناك (6) مساجد فقط معترف بها رسميًّا، وهي المسجد الكبير بروما، ومسجد سيجراتي، ومسجد بريشيا، ومسجد كاتانيا، ومسجد رافينَّا، ومسجد كوللي دي فال ديلسا.

ويعد المسجد الكبير في روما أكبر مسجد في أوروبا، مساحته تزيد على 000 30 متر مربع، ويمكن أن يستوعب الآلاف من المصلين، زار الملك فيصل، ملك المملكة العربية السعودية أيطاليا في عام 1974م وأقنع حكومتها بأهمية إنشائه، فتبرعت بقطعة أرض يقام عليها تبلغ مساحتها 20 ألف متر مربع، وقد تكلفت المملكة العربية السعودية بنسبة 70% من تكاليف بنائه التي بلغت 50 مليون دولار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى