الحوثيون يروجون لتنسيق خيالي مع الصين وروسيا ضد الولايات المتّحدة

> «الأيام» العرب:

> تروّج جماعة الحوثي المسيطرة على أجزاء واسعة من اليمن، من ضمنها العاصمة صنعاء حيث تدير سلطة موازية للسلطة المعترف بها دوليا، لإقامتها علاقات مع قوى عالمية تقول إنّها تنسّق معها في مواجهة الولايات المتّحدة.

وتشمل تلك “العلاقات”، وفقا للزعم الحوثي، كلاّ من الصين وروسيا وبلدانا أخرى من مجموعة بريكس، وهو سيناريو غير منطقي لعدّة أسباب من بينها عدم استعداد تلك القوى الدولية للتضحية بعلاقات حيوية مع دول إقليمية تنطوي على مصالح كبيرة لها على غرار تلك التي تجمع على سبيل المثال بين روسيا والسعودية وما بينهما من تنسيق كبير بشأن أسواق النفط وأسعاره، فضلا عن العلاقة الاقتصادية والتجارية القوية للصين بمختلف بلدان المنطقة.

كما أنّ الصين لا تبدو في وارد الانحياز إلى جماعة الحوثي لمجرّد وجود تنافس شديد بينها وبين الولايات المتّحدة، والحال أن بكين ممتعضة بشدّة من تصعيد الجماعة في البحر الأحمر وما يشكّله ذلك من عرقلة لتدفق السلع الصينية باتجاه وجهات عالمية كثيرة عبر الممر البحري الحيوي المحاذي للأراضي اليمنية.

وتحدّث علي القحوم عضو المكتب السياسي للحوثيين عن حدوث تطوّر في العلاقات بين جماعته وروسيا والصين وبقية دول بريكس “بهدف إنهاء هيمنة الولايات المتحدة”. وقال القحوم في منشور على منصة إكس إنّ تطوّر العلاقات مع تلك القوى تشمل تبادل “الخبرات والتجارب في مجالات مختلفة”.

وأثار الحديث عن “تبادل الخبرات” أسئلة المراقبين عن ماهية تلك “الخبرات” التي تحتاج قوّتان عظميان من وزن الصين وروسيا لأن تحصلا عليها من جماعة الحوثي التي قادت اليمن إلى تخلف كبير وتراجع في مختلف المجالات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية.

وأضاف القحوم قوله إنّ إقامة العلاقات مع تلك البلدان وتوسيع التعاون معها فيهما “مصلحة مشتركة لإغراق أميركا وبريطانيا والغرب في مستنقع البحر الأحمر وفي أعالي البحار كي تتلاشى وتضعف قطبيتها الأحادية”.

وأكّد أن كلامه هذا “ليس تحليلا فقط بل هو حقيقة ماثلة للعيان وبات واقعا، واليمن دولة دخلت في معادلة نصرة فلسطين وثبّتت باقتدار معادلة البحر الأحمر التي تمثّل معادلة كبرى، وإستراتيجية لها آثارها ونتائجها في ميزان الحصاد والثمار العسكرية والأمنية والسياسية والاقتصادية”.

وتابع أنّ “اليمن بفضل الله وفضل قائده الشجاع والحكيم (عبدالملك الحوثي) استطاع تحقيق ذلك وبعنفوان وشموخ لا نظير له حتى باتت الدول الكبرى تطرق أبوابه وتنسّق وتبني العلاقات المتكافئة معه وترتّب للمستقبل المنظور، وتهيئ لهزيمة أميركا وبريطانيا والغرب هزيمة تاريخيّة تسقط المشروع الاستعماري والهيمنة الغربية من المنطقة والعالم”.

ورغم ما يحتوي عليه كلام المسؤول الحوثي من مبالغات غير منطقية تبدو أقرب إلى مجرّد الترويج الإعلامي، إلاّ أنه لا يخلو من محاولة سطحية وساذجة لتأجيج الخلافات بين الولايات المتحدة وخصومها الدوليين.

وجاء كلام القحوم أياما بعد إعلان جماعته عن امتلاكها صواريخ فرط صوتية ما أثار أسئلة كثيرة عن مصدر تلك التكنولوجيا المتطورة التي تعتبر روسيا من الدول السباقة لتطويرها وامتلاكها.

وأراد القحوم بحديثه عن وجود تعاون مع موسكو وبكين ترسيخ فكرة أنّ مصدر الصواريخ الجديدة هو روسيا، وهو الأمر الذي استبعده الكثير من الخبراء في مجال التسلح مشكّكين أصلا في حقيقة امتلاك الحوثيين تلك الصواريخ.

ونقل تقرير لموقع نيوز ري عن الخبير العسكري أندريه كلينتسفيتش قوله “إنّ مثل تلك الصواريخ تُستخدم في روسيا كما أنها عُرضت خلال التدريبات والاستعراضات في الصين وكوريا الشمالية”. وأضاف كلينتسفيتش أنه في حال امتلك الحوثيون صواريخ فرط صوتية فإن مصدرها لن يكون سوى إيران، مرجّحا أن يكون ما عرضه الحوثيون مجرّد شكل أولي من الصاروخ بالغ التطور.

كما استبعد الخبير العسكري الروسي فاسيلي دانديكين من جهته أن تكون للدول الرائدة في مجال الصواريخ فرط صوتية أي علاقة بتسرب هذه التكنولوجيا إلى الحوثيين.

وأضاف موضّحا “لم تُقدّم موسكو وبكين هذه الأسلحة إلى الحوثيين لأن هذا لا يصبّ في مصلحتهما. فروسيا تنفذ في الوقت الراهن عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا. كما أن أي بلد لن يمنح هذه التقنيات لدولة أخرى في الوقت الراهن. والصين لا تقدم هذه التقنية لأي طرف من حيث المبدأ”.

ومن الجانب الصيني يبدو مجافيا للمنطق أن تنخرط بكين في تعاون مع طرف يهدّد مصالحها بشكل مباشر ويعرقل تجارتها مع بلدان العالم. وكانت الدبلوماسية الصينية قد تحرّكت صوب إيران بهدف الضغط عليها لوقف هجمات حلفائها الحوثيين في البحر الأحمر وباب المندب.

وقد عبّر متحدّث باسم وزارة الخارجية الصينية عن الموقف الواضح لبلاده من تلك الهجمات قائلا إنّ “البحر الأحمر طريق تجاري دولي مهم للسلع والطاقة، كما أن الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة يخدم المصلحة المشتركة للمجتمع الدولي”.

وأكّد هذا الموقف رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ في كلمته بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، مشدّدا على ضرورة الحفاظ على سلاسل التوريد العالمية بشكل مستقر وسلس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى