بن مبارك يحاول تنشيط الدبلوماسية اليمنية الخاملة

> «الأيام» العرب:

> يواجه رئيس الوزراء اليمني أحمد عوض بن مبارك مهمّة صعبة في محاولته تنشيط الدبلوماسية التابعة للسلطة المعترف بها دوليا ومعالجة اختلالاتها الكبيرة، وإزالة خمولها المزمن الذي حوّلها على مدى السنوات الأخيرة إلى مجرّد جهاز مترهّل لا تكاد تلمس له أي إضافة في خدمة السلطة والانخراط مع معركتها السياسية ضدّ جماعة الحوثي.

ودعا بن مبارك، الذي يحاول منذ تعيينه في فبراير الماضي من قبل رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي على رأس الحكومة إطلاق عملية إصلاحية لمختلف الأجهزة الحكومية، لدى تؤرسه عبر تقنية الاتصال المرئي الاجتماع الدوري للسفراء اليمنيين في الدول العربية والأجنبية البعثات الدبلوماسية إلى تصحيح السرديات الخاطئة حول ما يجري في اليمن  وعكس الصورة الحقيقية وتعزيز علاقات اليمن الخارجية.

ووجه جميع السفارات بالتركيز بشكل أكبر على العمل المنظم والمدروس لتوجيه أكبر قدر ممكن من الدعم لليمن والوصول إلى نتائج ملموسة، قائلا إنّ ذلك سيكون أحد الأسس لتقييم أداء السفارات مستقبلا.

ويعمل الجهاز الدبلوماسي التابع للشرعية اليمنية في ظل نظام المحاصصة وتقاسم المناصب بين مختلف القوى المشكّلة للسلطة.

وتقول مصادر يمنية إنّ التعيين بالسلك الدبلوماسي اليمني تحوّل خلال السنوات الأخيرة إلى أفضل أداة للمجاملة والمكافأة التي يقدّمها كبار المسؤولين في السلطة للمقرّبين منهم ولأعضاء أحزابهم، حيث يوفّر العمل ضمن البعثات الدبلوماسية في الخارج لأعضاء تلك البعثات أوضاعا مريحة بعيدا عن اليمن وتعقيداته الحياتية وعدم استقراره الأمني.

وتؤكّد المصادر افتقاد مكونات الجهاز الدبلوماسي اليمني لعامل التنسيق والتضامن الذي يستوجبه العمل الحكومي بصفة عامّة، وذلك في ظلّ التزام أعضاء الجهاز بتوجّهات أحزابهم وانصرافهم لخدمة تلك الأحزاب والترويج لها وتمتين علاقاتها في الخارج.

وتلفت إلى تمكّن حزب التجمّع اليمني للإصلاح من خلال مشاركة كبار قادته في السلطة الشرعية منذ عهد رئيسها السابق عبدربه منصور هادي من احتلال مواقع متقدّمة في الجهاز الدبلوماسي وفوزه بالعديد من المناصب في البعثات الدبلوماسية وسفارات اليمن في الخارج.

ويقول دبلوماسيون يمنيون عملوا إلى جانب عناصر الحزب في بعض البعثات إنّ هؤلاء ينصرفون لدى تعيينهم في السفارات عن خدمة أهداف السلطة التي يفترض أن يمثّلوها إلى خدمة حزبهم وربط العلاقات بين قادته والمسؤولين في الدول التي يعملون فيها، كما ينتهزون فرصة وجودهم بالخارج لربط الصلات مع الشبكة الدولية لتنظيم الإخوان المسلمين.

وبحسب هؤلاء الدبلوماسيين، فإنّ أنشطة عناصر حزب الإصلاح العاملين في سفارات اليمن بالخارج تشمل أيضا جمع التمويلات للحزب وخصوصا من داخل الدول ذات التوجّهات الإسلامية مثل تركيا وماليزيا أو تلك التي تنشط فيها بقوة تيارات ومنظمات إسلامية.

وتورد المصادر مَثَل سفارة اليمن لدى ماليزيا والتي يقودها عضو الإصلاح السفير عادل باحميد والذي تتهمه أطراف مشاركة في السلطة الشرعية بأخونة السفارة والبعثة الدبلوماسية ككل عبر تعيين أعضاء الحزب والمقربين منه في أغلب مناصبهما.

وكشف نشطاء يمنيون في وقت سابق عن تعيين ابن قيادي إخواني كان شغل منصب وزير للكهرباء في الحكومة اليمنية، قنصلا في السفارة بكوالالمبور رغم صغر سنّه وضآلة خبرته بالعمل الدبلوماسي.

كما كشفوا عن قيام السفير بإيجاد مناصب وخطط في السفارة لا توجد أي حاجة إليها وذلك لمجرد استيعاب أفراد أسر ومقربين من قيادات حزبه، مشيرين على سبيل المثال إلى استحداث خطة ملحق طبي خصيصا لتعيين ابن قيادي كبير في الشرعية رغم عدم وجود أي تعاون طبي بين اليمن وماليزيا.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري اتهمت الصحافية اليمنية بشرى العنسي السفير باحميد بالتحريض لطردها مع ابنتها من ماليزيا بذريعة الإساءة إليه.

وناشدت العنسي التي كشفت عن العديد من قضايا الفساد في البعثات الدبلوماسية اليمنية، أعضاء مجلس القيادة الرئاسي ورئيس الحكومة وقف ممارسات السفير. وقالت في منشور على صفحتها في فيسبوك إنها تتعرض منذ أسابيع لشتى أنواع  الممارسات التعسفية من قبل السفير باحميد الذي شن منذ مطلع مارس الجاري حملة ضدها للمطالبة بترحيلها مع ابنتها من ماليزيا وتحريض يمنيين موجودين هناك لتقديم البلاغات ضدّها للشرطة الماليزية.

وتمثّل ظاهرة الفساد المتغلغلة في الجهاز الدبلوماسي للسلطة الشرعية اليمنية الوجه الآخر للمشكلة التي يحاول رئيس الوزراء اليمني معالجتها.

وسبق للدبلوماسي اليمني نبيل ميسري أن استقال من منصبه سفيرا لليمن في إسبانيا احتجاجا على الفساد المستشري في وزارة الخارجية وتزوير الهويات الدبلوماسية نظير الرشاوى وانتشار ظاهرة الوظائف الوهمية في السفارات.

وتعلّق العديد من الدوائر السياسية اليمنية آمالها على بن مبارك لإصلاح اختلالات الجهاز الدبلوماسي التابع للشرعية اليمنية من منطلق الثقة في نزاهته، واستنادا إلى خبرته بوزارة الخارجية التي لا يزال يحتفظ بمنصبه على رأسها بالإضافة إلى منصبه على رأس الحكومة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى