فقدت اليمن اليوم الأربعاء، في العاصمة المصرية القاهرة، د. محمد حسين شمسان وكيل وزارة الإدارة المحلية  السابق عن 78 عاما.

والفقيد واحد من الشخصيات السياسية والثقافية الرائدة التي احتفظت بعلاقات متوازنة ودمثة وثرية مع كل من عرفه في الحياة العامة.

والفقيد نجل رجل الأعمال وفي الأربعينيات والخمسينيات المهاجر حسين شمسان صالح الذي كان صاحب شركات تجارية متعددة في أثيوبيا وشرق أفريقيا وينقل بضائعها المختلفة بحرًا وجوًا إلى مدينة عدن في ذروة نهضتها الاقتصادية في الحقبة الاستعمارية البريطانية. 

بواسطة الأستاذ النعمان أرسل نجله محمد  للدراسة في القاهرة في العام 1959، حيث أكمل دراسته الإعدادية، وفي 1964 انتقل إلى دمشق لاستكمال تعليمه الثانوي وبها استكمل أيضًا تعليمه الجامعي في إدارة الأعمال والاقتصاد في جامعتها العريقة..

في تلك الفترة تأطر سياسيًّا في صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي وتلازم طويلًا بالشاعر الراحل عبدالله سلّام ناجي، وكان قريبًا أيضًا من الزعيم البعثي الأستاذ علي عقيل بن يحيى، من زملائه وأصدقائه ورفاقه في فترة دمشق الأساتذة ( عبد الودود سيف، وصالح أبوبكر شيخ، وعبد السلام قاسم، وأحمد صالح الجبلي،  وعلي قاسم سلًام وغيرهم)  تجند في صفوف المقاومة الشعبية في حرب 1967 ورابط مع زملاء له في جبل قاسيون المطل على دمشق للدفاع عن المدينة. حينما أكمل تعليمه الجامعي عاد إلى عدن، ومع التحول السياسي والفكري لكثير من البعثيين وتأسيسهم لحزب الطليعة الشعبية ذي التوجهات الماركسية مطلع السبعينيات كان محمد حسين ضمن هذه الطليعة.

اُبتعث بعد ذلك بسنوات قليلة للدراسة العليا في جامعة لندن وهناك تحصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه في التخطيط والإدارة، وطيلة عمله في الوظيفة العامة في وزارة الحكم المحلي في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وبعد الوحدة في وزارة الإدارة المحلية مثل نموذجًا راقيًا للموظف المهني والنزيه المبدع.