تأثيرات وتداعيات.. التمييز العنصري في الحياة اليومية

> ريم رامي محمد

> منظور القانون والسياسة في التصدي للتمييز العنصري "التجارب الدولية والمحلية"


> في الواحد والعشرين من مارس في كل عام، تحتفي الأمم المتحدة باليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري، وتحمل شعارًا يدعو إلى تنفيذ العقد الدولي للمنحدرين من أصل أفريقي. وبينما يتم التركيز على هذا اليوم على المستوى العالمي، يثير السؤال عن مدى احتفال مدينة عدن بهذه المناسبة أهمية كبيرة.

تبدو عدن، على غير وجه من الوجوه، بعيدة عن ظاهرة التمييز العنصري المتفشية في بعض المجتمعات. ومع ذلك، يظهر الواقع بأن هناك بعض الظواهر القائمة التي تشير إلى وجود فروقات بين الأفراد بناءً على لون البشرة أو الأصل القومي.

كيف يرى الناس ظهور الطبقيات العنصرية في العاصمة عدن؟

تعتبر التفرقة بين الأشخاص بناءً على اللون أو الأصل القومي ظاهرة موجودة في العديد من المجتمعات، وتظهر بشكل مختلف في عدن. قد يكون هذا الانقسام واضحًا في بعض المجالات مثل الوصول إلى الخدمات الصحية والتعليمية، وقد يكون غير ملحوظ في جوانب أخرى من الحياة اليومية.


ما هو دور منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية حيال مكافحة ظاهرة التمييز العنصري؟

تلعب منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية دورًا حيويًا في مكافحة التمييز العنصري. من خلال التوعية والتثقيف، وتعزيز قيم المساواة والعدالة، يمكن لهذه الجهات المساهمة في تغيير الثقافة والمواقف المجتمعية تجاه التمييز.

تتنوع آراء الأشخاص حول ظاهرة التمييز العنصري في عدن. بعضهم يرى أن هذه الظاهرة موجودة وتؤثر سلبًا على المجتمع، في حين يرى آخرون أنها ليست مشكلة كبيرة.

قال الثوري والسياسي المناهض لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا (نيلسون روليهلا هلا مانديلا):"العنصرية هي محنة الضمير البشري.

تتحدث لـ "الأيام" سلمى الرياح محمد قائلة :"وعّوا أبناءكم وأنشئوهم نشأة صحيحة، علموهم حُبّ الناس وأنّ الله عظّم مشاعرهم وصانها يقول الرسول عليه الصلاة والسلام "يَا عَائِشَةُ إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ وَدَعَهُ أَوْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ".


وأضافت أنّ الذي يؤذي الآخرين بكلماته فهو أجوف بدون علم من الداخل، مناديةً أرباب الأسر بتعزيز السلوك المتحضر لأبنائهم ليصبحوا جيلًا قويًا مُمتلئًا من الداخل يعرفُ أنّ مقياسه الوحيد هو ما حققهُ بنفسه وكُل ما دون ذلك هباء.

وحول الأبناء الذين يقعون ضحية (التنمر) قالت سلمى :"امنحوهم صلابة نفسيّة حقيقية يعرفون بها كيف يضحكون ممن يتنمر عليهم أو يؤذيهم وكيف يحولون المواقف إلى مكسب.

مختتمة حديثها فلنبني عالمًا بعيدًا عن العنصرية والتمييز يمكن لنا جميعًا فيه ممارسة حقوقنا الإنسانية، كونوا أبطالاً كُلّ يوم وحققوا "حقوق الإنسان" لا تجعلوا منها شعارًا فارغًا فقط.

ويتطرق نور نديم محمد يوسف وهو معلم ومترجم لغة إنجليزية في معهد خاص حول المساواة بين الأعراق قائلًا "في مجتمعنا يتم التعامل بعنصريّة وهمجية تجاه المهمشين، في معظم النواحي، لا سيما منها الأمن الغذائي والحقوق العامة واللازمة الاعتيادية التي هي حقوق كل مواطن، لذلك تجب التوعية لتعزيز مبدأ لا للعنصرية".
نور نديم يوسف
نور نديم يوسف


ولدى هاجر رفعت وجهة نظر حول الطبقية العنصرية لافتةً إلى أن هذه الظاهرة منتشرة عند بعض الناس بالذات في مجتمعنا، وهي التفرقة بين ذوي البشرة الداكنة والبشرة البيضاء، فالحل المناسب، هو توعية الناس، فالتفرقة العنصرية تؤثر على نفسية الشخص، وتعامله مع الناس في المجتمع، وبالذات مع الأطفال، حيث يبدأ بالمزح ويتطور الأمر حتى يصل إلى التمادي بالتنمر.

وواصلت هاجر كلامها في أحيانٍ كثيرة ترى التعامل بين الأطفال بنوعٍ من التمييز.. هذا بشرة داكنة لا نلعب معه.

وهنا تأتي دور العائلة في التربية والتأثير على أطفالهم بزرع ثقافة أن الناس كلهم سواسية ولا فرق بينهم.

وتطابقًا مع ما قد سلف ترى أمل إيهاب وهي مترجمة وكاتبة محتوى أن العنصرية هي ظاهرة سيئة تنتشر بكثرة في بلادنا، مضيفةً مع الأسف الشديد هناك فئة كبيرة من الناس تقوم بتهميش ذوي البشرة السوداء وتتعامل معهم بدونية ما يسبب حقد كبير وكراهية بين أفراد المجتمع، والذي قد ينتج عنه عداوات في كثير من الأحيان.

وتابعت أمل كلامها يؤسفني القول أنه في وقتنا الحاضر الكثير من الناس يتخذون الشكل واللون كمعيار للتعامل فيما بينهم؛ فلو كان الشخص ذو بشرة داكنة سوف يتعاملون معه بطريقة غير لطيفة، ولو كان ذو بشرة بيضاء سيختلف الأمر باتجاه الأدب واللباقة والاحترام، مع أنه من الممكن أن يكون الشخص صاحب البشرة الداكنة ذو أخلاق حسنة وسيرة طيبة بين الناس، بينما صاحب البشرة البيضاء عديم أخلاق وبلا مبادئ والعكس بالعكس، ويمكننا أن نرى نماذج كثيرة في الحياة العامة ينطبق عليها هذا الأمر، لهذا السبب يُفترض بنا أن نتعامل مع الآخرين كلٌ حسب أخلاقه ومبادئه وليس بشكله أو لونه، ومعيار السواسية هي التي يجب أن تسود تعاملنا مع البشر فعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر، إلا بالتقوى، إن أكرمكم عند الله أتقاكم]"، فإن تعاملنا مع الجميع بسواسية لن نتسبب في توليد الحقد والكراهية والضغينة فيما بيننا.

ودعت أمل إلى تربية الأطفال على مبدأ حُـسن التعامل مع الآخرين، ونبذ الكراهية والتنمر والاستعلاء على الآخرين، لينشأ جيل لا يُـفرق بين البشر ويتبع تعاليم ديننا في التعامل مع الآخرين.

وتشير علياء علي محمد إلى أن الصحابي الجليل بلال بن رباح كان عبدًا أسودًا، وحظي بمكانة كبيرة في الإسلام، فكان مؤذن المسلمين، وقد كرمه الله عز وجل بالإسلام فما زاده إلا نورًا، فمن يساوي اليوم بلال بن رباح عند الله عز وجل؟


وتضيف علياء العالم الآن في تطور مستمر علميًا وفكريًا ومعماريًا، والمجتمع في بلادنا لم يتطور 1 %، فما زالت بعض الأفكار الجاهلية راسخة في البعض.

تتباين آراء الأفراد في عدن بشأن مدى انتشار التمييز العنصري وتأثيره على المجتمع. فبينما يرى البعض أن التمييز موجود ويشكل تحديًا كبيرًا، يرى آخرون أنه ليس بالمشكلة الكبيرة. تعبر تجارب الأفراد عن مدى التأثير الذي يمكن أن يكون للتمييز العنصري على حياة الناس ومشاركتهم في المجتمع.

ووجهت علياء رسالة إلى جميع أفراد المجتمع.. اعلم يا عزيزي أنك أن تكون أبيض فهو شيء لم يكن بيدك، وأن تكون أسمرًا أو أسودًا فهو بأمر الله تعالى، وأن الله لم يخلق شيئًا بشعًا، لقوله سبحانه وتعالى {لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}.

يبقى التحدي في تعزيز ثقافة المساواة والعدالة، والعمل على تغيير المفاهيم الخاطئة والتحفظات حول الآخرين بناءً على اللون أو الأصل القومي.

تظل مواجهة التمييز العنصري تحديًا مستمرًا يتطلب جهودًا مشتركة من جميع أطراف المجتمع. ينبغي على المؤسسات الحكومية والمنظمات غير الحكومية والأفراد العمل بتكامل لتعزيز ثقافة المساواة والعدالة ومكافحة التمييز في جميع جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية. إن تعزيز قيم الاحترام والتسامح والتعاون يسهم في بناء مجتمع أكثر تلاحمًا وتعاضدًا يسعى إلى تحقيق العدالة والمساواة للجميع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى