المسلمون في تركيا

> لقد دخل الإسلام في تركيا من خلال الفتوحات التي تمت عن طريق الجهاد الإسلامي، كانت آسيا الصغرى (الأناضول)، قبل الإسلام تابعة للإمبراطورية البيزنطية، وفي عام (6هـ) أرسل النبي -صلى الله عليه وسلم- كتبًا إلى ملوك الأرض يدعوهم للإسلام، فكتب إلى قيصر الروم، ويروى أن القيصر قد مال إلى الإسلام لولا عناد الكنيسة وأصحاب السلطة.

وبعد فتوحات الشام اتجه المسلمون نحو الشمال، وفتحوا المدن التي واجهوها، واتخذوا ثغورًا ضد الروم على حدود آسيا الصغرى، وقد تم فتح الكثير من الأراضي التركية الواقعة في جنوب شرق الأناضول في عهد الخلافة الراشدة، وبخاصة في عهد أمير المؤمنين عثمان بن عفان -رضي الله عنه-.

وكانت تسمى قديمًا باسم بيزنطة، أو اسم القسطنطينية، وقد كانت محط أنظار عدد من الغزاة، لما كانت تتمتع به من مميزات تتعلق بموقعها، وجوها، ولقد لاقت اهتماماً كبيراً من المسلمين؛ منذ أن بشر نبي الله محمد -صلى الله عليه وسلم- بفتحها؛ حين قال: (لَتُفتَحَنَّ القُسطَنطينيَّةُ؛ فنعمَ الأميرُ أميرُها، ونعم الجيشُ ذلك الجيشُ). وعاصمتها "إستانبول"، والتي تعني إسلامبول؛ أي دار الإسلام باللغة التركية.

والعلمانية في تركيا في العصر الحديث قد بدأت في عام 1928 مع تعديل الدستور التركي لعام 1924 الذي أزال سطر «دين الدولة هو الإسلام». فيما بعد جاءت إصلاحات أتاتورك مجموعة من المتطلبات الإدارية والسياسية لخلق التحديث والديمقراطية ودولة علمانية تتماشى مع الأيديولوجية الكمالية (نسبة إلى كمال الدين أتاتورك). بعد تسع سنوات من الأخذ به، علمانية وردت صراحة في المادة الثانية من الدستور التركي في 5 فبراير 1937.

يُعزى التطبيق الصارم للعلمانية في تركيا إلى تمكين المرأة من الوصول إلى فرص أكبر، مقارنة بالدول التي لها تأثير أكبر للدين في الشؤون العامة، في مسائل التعليم والتوظيف والثروة وكذلك الحريات السياسية والاجتماعية والثقافية.

العلمانية أحد الأركان الجوهرية لجمهورية تركيا. تركيا هي واحدة من الدول الإسلامية التي ينص دستورها على العلمانية ويفرضها مثل كازاخستان وأذربيجان وكوسوفو وألبانيا. وقطعت تركيا أشواطاً هامة في طريق العلمانية من خلال إلغاء الخلافة ووزارة الشرعية والأوقاف بتاريخ 3 مارس 1924، ثم تحقيق الاستقلالية في التعليم والقضاء. وأعقب ذلك ثورة اعتمار القبعة، واعتماد يوم الأحد كعطلة نهاية الأسبوع بدلاً من يوم الجمعة، واعتماد الأحرف اللاتينية والتقويم الميلادي، وأخيرا إقرار «العلمانية» كحكم دستوري في 5 فبراير 1937.

الإسلام أكبر دين في تركيا حسب إحصائيات الحكومة، ونسبة معتنقيه من مجموع السكان 90 % سُجّلوا عند الحكومة مسلمين، ويشمل هذا المولودين لأبوين لا ينتميان إلى أي دين آخر معترف به رسميًّا، ويشكل المسيحيون ومعتنقو الأديان المعترف بها رسميًّا 0.2 % الباقية. يسبب طبيعة هذه الطريقة، يشمل العدد الرسمي للمسلمين الناس الذين لا دين لهم، والذين انتقلوا إلى دين آخر، وأي أحد دينُه غير دين أبويه المسلمين ولكنه لم يطلب تغييرًا في سجلاته الشخصية. يمكن تغيير السجلات الشخصية أو محوُها بطلب المواطن، من خلال ملء استمارة إلكترونية باستعمال توقيع إلكتروني لتوقيع الاستمارة، وهذا منذ مايو 2020. ويقتضي أي تغيير في السجلات الدينية إصدارَ بطاقة هوية شخصية جديدة.

ويترك كل تغيير في الدين أثرًا دائمًا في سجل الإحصاءات، ولكن سجل تغيير الدين غير متاح إلا لصاحب العلاقة وأقربائه من الدرجة الأولى وإدارة المواطنة والمحاكم.

تركيا دولة علمانية رسميًّا ليس لها دين رسمي منذ إصدار التعديل الدستوري عام 1928 ثم تقوّت العلمانية بإصلاحات أتاتورك مؤسس الدولة ورئيسها الأول وتطبيقه اللائكية في 5 فبراير 1937. ومع ذلك، كل المدارس الابتدائية والإعدادية اليوم تفرض دروسًا دينية يركز معظمها على الطائفة السنية في الإسلام، أما بقية الأديان فمغطّاة تغطية موجزة. في هذه الدروس، يتعلم الأطفال الصلوات والممارسات الدينية التي يختص بها أهل السنة. لذا، مع أن تركيا دولة علمانية رسميًّا، فإن تعليم الشعائر الدينية في المدارس الحكومية العامة محل جدل. انقسم أعضاء الاتحاد الأوروبي في مسألة طلب تركيا الانضمام إليه، وتساءل بعضهم إن كان يمكن أن ينضم إليه بلد مسلم. اتهم السياسيون الأتراك معارضي دولتهم في الاتحاد الأوروبي بتفضيل «النادي المسيحي».

منذ ثمانينيات القرن العشرين، أصبح دور الدين في الدولة مسألة خلافية، مع تحدي بعض الطوائف الدينية النافذة العلمنة الكاملة التي ينادي بها الكماليون، وشهود تركيا إحياء كبيرًا للالتزام بالشعائر الإسلامية. في أوائل القرن الواحد والعشرين، تحدت مجموعات إسلاموية مفهوم الدولة العلمانية بقوة متزايدة بعد حكم حزب العدالة والتنمية الإسلاموي الأصول، حزب الرئيس رجب طيب أردوغان في عام 2002.

في أرجاء تركيا اليوم آلاف المساجد التاريخية التي لم تزل تقام فيها الشعائر الدينية. من أبرز المشاهد التي بُنيت في الفترتين السلجوقية والعثمانية: جامع السلطان أحمد وجامع السليمانية في إسطنبول وجامع السليمية في أدرنة، ومسجد يشيل في بورصة، ومسجد علاء الدين ومولانا في قونية، والمسجد الكبير في ديوريغي، ومساجد أخرى كثيرة. ومن المساجد الكبيرة التي بنيت في فترة الجمهورية التركية: جامع قوجاتبة وجامع سابانجي في أضنة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى