لا إكراه في الدين

> ن الله سبحانه جل في علاه لم يكره أحدًا على الإيمان به، والدخول في دينه، بل ونهى المؤمنين عن السعي وراء هذا الإكراه لإدخال الناس في الإسلام فقال سبحانه: ((لا إكراه في الدين))؛ إذ الإكراه لا قيمة له في العقائد، ولا في الأفكار، ولا ينتج عنه إيمان حقيقي، ولا مؤمن صادق الإيمان.

ومع التسليم بقدرة الله على أن يجعل عباده كلهم مؤمنين ((ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها))، ((ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)) إلا أنه سبحانه لم يفعل هذا، وإنما بسط الأدلة، وأقام الحجة وبين المحجة، وأرسل الرسل ((مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل)) وترك لهم بعد ذلك الاختيار ليكون الجزاء على فعل العبد واختياره لا على فعل غيره فيه ((فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها)).

لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعيش في مكة ويرى الأصنام منصوبة تطل عليه بعيونها الجامدة البغيضة، فلم يرفع لها يدا، ولم ينتهز فرصة من غفلة قريش ليكسرها أو يحرقها، ولكنه صلى الله عليه وسلم استمر في دعوته، وإقامة الحجة على الناس، والسعي في تنوير عقولهم، وتبصير فهومهم، وتغيير عقيدتهم، وإصلاح أفكارهم ليكون التغير من داخلهم عن قناعة تامة.

ولقد كان شباب الدعوة حول رسول الله عليه الصلاة والسلام تأخذهم الحماسة فيطلبون منه أن يثوروا بأسلحتهم، أن يهبوا في وجوه أعدائهم وكان عليه السلام يسكن ثورتهم، ويهدئ حماستهم، ويطلب منهم الانتظار حتى يحين الوقت المناسب، ويأمرهم أن يكفوا أيديهم ويكتفوا بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة حتى تكتمل القوى وتنضج الثمرة وتطلع الأقدار بأيام الله ((ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة)).

وهب أن النبي صلى الله عليه وسلم عجل بعجلتهم فمال على أهل الوادي بهذه الفئة القليلة العدد الضعيفة العدد؟ أو هب أنه قام إلى الأصنام التي حول بيت الله فكسرها وهدمها فماذا ستكون العاقبة والنتيجة؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى