الإمام مجاهد بن جبر

> نذكر لكم في هذه السلسلة علماء التفسير من أهل السنة وهناك العديد من العلماء الذين برزوا في علم التفسير، نذكر أشهرهم فيما يأتي:

* الإمام مُجَاهِد بن جَبر أبو الحجاج المكيّ المخزوميّ: هو شيخ القُرّاء والمفسّرين، وُلد سنة 20 للهجرة، وتُوفّي سنة 102 للهجرة.

* الإمام الطَّبَرِيّ: هو أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير الطبريّ، وُلد سنة 224 للهجرة في إقليم طبرستان، وتُوفّي سنة 310 للهجرة في بغداد ودُفن فيها،وهو أحد أئمة العلماء المسلمين، ومكث الإمام الطبريّ أربعين سنة يكتب في كلّ يوم منها أربعين ورقة.

* الإمام القُرطبي، هو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاريّ، الخزرجيّ الأندلسيّ، وهو أحد كبار المفسّرين، فقد كان الإمام القُرطبي ذا علمٍ زاخر، وقد ظهر ذلك في مصنفاته، وإحدى أشهر مصنفاته في التّفسير الجامع لأحكام القرآن.

نتطرق اليوم لسيرة الإمام مُجَاهِد بن جَبر أبو الحجاج المكيّ المخزوميّ هو:

مجاهد بن جبر هو تابعي مفسر من أهل مكة وأخذ التفسير عن ابن عباس، وتنقل في الأسفار، واستقر بالكوفة، وكان شيخ القراء والمفسرين، وقيل مات وهو ساجد، وهو مجاهد بن جبر ويُقال ابن جُبَير المكي، وكنيته أبو الحجاج مولى عبد الله بن السائب، ولد سنة إحدى وعشرين هجرية في خلافة عمر -رضي الله عنه-، وكان فقيهاً عابداً ورعاً، وتوفي وهو ساجد سنة ثلاث ومئة هجرية، وهو ابن ثلاث وثمانين سنة.

* علمه بالتفسير

كان مجاهد عالماً بالتفسير، قال: "عرضتُ القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة"، وقال: "عرضتُ القرآن ثلاث عرضات على ابن عباس، أقفه عند كل آية، أسأله فيم نزلت وكيف كانت".

استفاضت النقول عن السلف في كون مجاهد من أعلم التابعين بتفسير كتاب الله ومما روي عنه في ذلك:

قال سفيان الثوري: "خذ التفسير عن أربعة وذكر منهم مجاهد". قال خصيف: "كان مجاهد أعلمهم بالتفسير". قال قتادة: "أعلم من بقي بالتفسير مجاهد". تفسير مجاهد بن جبر كان مجاهد -رحمه الله- أوثق أصحاب ابن عباس وأقلهم عنه رواية، واعتمد على تفسيره كبار الأئمة كالشافعي والبخاري وغيرهما، فنقل عنه البخاري في كتاب التفسير من الجامع الصحيح، ونقل البخاري عنه يُعد أكبر شهادة منه على ثقة مجاهد وعدالته واعتراف منه بمبلغ فهمه لكتاب الله -تعالى-.

رتب مجاهد بن جبر تفسيره على ترتيب السور والآيات في المصحف الشريف، ولم يفسر كل سور القرآن؛ إذ إنه لم يتعرض لتفسير سورة الفاتحة وسورة الكافرون نهائياً، وتفسيره عبارة عن إيضاح لغوي لمعاني بعض الآيات بألفاظ مختصرة، ومشيراً إلى بعض الاستنباطات الفقهية التي اعتمدها علماء الفقه فيما بعد في مذاهبهم الفقهية، وانفرد بآراء فقهية.

قال فؤاد سزكين: "وفي تفسيره نجد كثيراً من التفسيرات المجازية والمشبهة، وكان بعض تفسيره يقرأ بتحفظ، ذلك لأنه كان كثيرا ما يستشير علماء النصارى وأحبار اليهود وأما في حقل الفقه فقد جعل "للرأي" منزلة هامة.

* شيوخه وتلاميذه

حَدَّثَ مجاهد ابن جبر عن: ابن عباس، وعنه أخذ القرآن والتفسير والفقه. أبو هريرة. عائشة أم المؤمنين. سعد بن أبي وقاص. عبد الله بن عمرو. عبد الله بن عمر. رافع بن خديج. أمُّ كُرْز. جابر بن عبدالله. أبو سعيد الخدري. أم هانئ. أُسيد بن ظُهَير. روى عن مجاهد بن جبر: عكرمة. طاووس. عطاء. عمرو بن دينار. أبو الزبير. الحكم بن عتيبة. ابن أبي نُجيح. منصور بن المعتمر. سليمان الأعمش. أيوب السختياني. ابنُ عون. عمرو بن ذر. معروف بن مُشكان. قتادة بن دعامة. الفضل بن ميمون. إبراهيم بن مهاجر. حُمَيْد الأعرج. بُكير بن الأخنس. الحسن الفُقَيمي. خُصيف. سليمان الأحول. سيف بن سليمان. عبد الكريم الجزري. أبو حُصيب. العوام بن حوشب. فِطْرُ بن خليفة. النضر بن عربي.

* صفات مجاهد بن جبر

كان مجاهد بن جبر -رحمه الله- أبيض الرأس واللحية، وكان هو وعطاء لا يتختمون، وكان إذا رأيته حسبته حمالاً أضل حماره كأنه مهموم، وكان يكره الخضاب بالسواد، وكان مجاهد لا يسمع بأعجوبة إلا ذهب فنظر إليها، ومن ذلك ذهابه إلى بئر برهوت بحضر موت من أرض اليمن، وذهابه إلى بابل.

ولما دخل مجاهد بابل ذكر قصة وهي: "أنه وجد عليها والياً فَقَالَ لَهُ مُجَاهِدٌ: تَعْرِضُ عَلِيَّ هَارُوْتَ وَمَارُوْتَ؟ قَالَ: فَدَعَا رَجُلاً مِنَ السَّحَرَةِ، فَقَالَ: اذْهَبْ بِهِ، فَقَالَ اليَهُوْدِيُّ: بِشَرْطِ أَلاَ تَدْعُوَ اللهَ عِنْدَهُمَا، قَالَ: فَذَهَبَ بِي إِلَى قَلْعَةٍ، فَقَطَعَ مِنْهَا حَجَراً".

"ثُمَّ قَالَ: خُذْ بِرِجْلِي، فَهَوَى بِهِ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى جَوْبَةٍ، فَإِذَا هُمَا مُعَلَّقَانِ مُنَكَّسَانِ كَالجَبَلَيْنِ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمَا، قُلْتُ: سُبْحَانَ اللهِ خَالِقِكُمَا، فَاضْطَرَبَا، فَكَأَنَّ الجِبَالَ تَدَكْدَكَتْ، فَغُشِيَ عليَّ وَعَلَى اليَهُوْدِيِّ، ثُمَّ أَفَاقَ قَبْلِي، فَقَالَ: أَهْلَكْتَ نَفْسَكَ، وَأَهْلَكْتَنِي"، وهذه القصة في إسنادها ضعف.

*منزلته

يكفي لمنزلته ما ذكره ابن كثير في كتابه البداية والنهاية حيث قال عنه: "أحد أئمة التابعين والمفسرين، كان من أخصاء أصحاب ابن عباس، وكان أعلم أهل زمانه بالتفسير حتى قيل إنه لم يكن أحد يريد بالعلم وجه الله إلا مجاهد وطاووس، وقال مجاهد أخذ ابن عمر بركابي وقال وددت أن ابني سالما وغلامي نافعا يحفظان حفظك".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى