حتى لا تغيب فرحة العيد.. الحمير والماعز مقابل الملابس بأبين

> سالم حيدرة صالح

> لا رواتب تكفي ولا ممتلكات لنتجاوز الفقر.. صرخات مدوية من أبين 
> الغلاء يلقي بظلاله على فرحة الآلاف.. قصص محزنة قبيل العيد
> الفقر والعجز.. عندما يطوي الغلاء فرحة الأطفال بالعيد

> مع اقتراب عيد الفطر المبارك، تعيش العديد من الأسر الفقيرة والمعدمة في أبين لحظات من الحزن واليأس، حيث يجدون أنفسهم عاجزين عن شراء كسوة العيد لأطفالهم بسبب الأسعار المرتفعة بشكل غير مسبوق، فقد وصلت أسعار الملابس والمواد الأساسية إلى مستويات لم يسبق لها مثيل، مما يجعل الكثير من هذه الأسر تواجه تحديات كبيرة في تلبية احتياجات أبنائها للاحتفال بالعيد.


تجد بعض الأسر اليمنية نفسها مضطرة لتلبيس أطفالها ملابس بالية وقديمة، نتيجة للفقر والعوز الذي أصابها جراء الظروف الاقتصادية الصعبة والأوضاع الأمنية المضطربة التي تعيشها البلاد. وعلى الرغم من الحلم البسيط لهؤلاء الأطفال بالاحتفال بالعيد والتمتع بالملابس الجديدة، إلا أن الحقيقة المرة تجبرهم على الاكتفاء بالملابس القديمة والبالية التي تعبر عن الحالة المأساوية التي يعيشها الكثيرون.

الغلاء الفاحش للأسعار أدى إلى سرقة فرحة العيد من قلوب الأطفال ومنازل الأسر اليمنية، حيث يعاني الكثيرون منهم من ظروف معيشية صعبة ومتردية. ومع انعكاسات الأزمة الاقتصادية والأوضاع السياسية الصعبة، يزداد الفقر والعوز يومًا بعد يوم، مما يجعل العيد فرصة لتجسيد معاناة الناس بشكل أكبر، حيث تظل الأمنيات بسيطة والأحلام بعيدة المنال.

ومن هنا، يتوجب على المسؤولين العمل على تخفيف معاناة الأسر الفقيرة وتوفير الدعم اللازم لهم، ليتمكنوا من الاحتفال بالعيد بكرامة وفرحة، وأن يكون العيد فرصة للتلاقي والترابط ونسيان هموم الحياة اليومية المريرة.  
ناصر جريري
ناصر جريري


تعكس القصص الشخصية للمواطنين في مديرية لودر ومدينة زنجبار ومناطق أخرى في أبين حجم الصعوبات التي يواجهها الكثيرون في شراء كسوة العيد لأطفالهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.

يروي محمد صالح عبدالله، مواطن من مديرية لودر، قصته حيث قام ببيع الحمار الذي يمتلكه بمبلغ 50 ألف لشراء كسوة العيد لأبنائه، لكن قيمة الحمار لم تكفِ لتلبية احتياجات جميع الأطفال، ولم يتبقَ لبعضهم سوى الأمل في شراء ملابس العيد في مناسبة أخرى.

وأضاف: "الأوضاع المعيشية التي نمر بها لم تمكنا من شراء كسوة العيد لأطفالنا لأني عاطل عن العمل وأعمل في بيع الحطب لتوفير لقمة العيش".


من جانبها، تشير زينب حمود، سيدة من حارة الطميسي بمدينة زنجبار، إلى أن الأوضاع المعيشية الصعبة لم تترك فرصة لها ولزوجها لشراء كسوة العيد لأبنائهم الخمسة، حيث يعاني زوجها من البطالة وتزداد الصعوبات مع ارتفاع الأسعار.

وقالت لـ"الأيام" إن زوجها عاطل عن العمل وكل مايوفره مصروف للبيت والغلاء لأسعار الملابس هذا العام جنوني ولم يتوقعه أحد الأمر الذي أحرم العديد من الأسر.

ومع تواصل هذه القصص الحزينة، يشير الأستاذ التربوي غسان جوهر إلى أن المرتبات الضئيلة لا تفي بالاحتياجات الأساسية للأسر في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع الأسعار. وهذه القصص ليست فقط محزنة، بل تجسد حالة من اليأس والاحتياج في الوقت نفسه.

وقال: "الكثير من الأسر الأبينية قد عجزت عن شراء ملابس العيد لأطفالها نتيجة للارتفاع الجنوني للأسعار، فمبالك نحن التربويين لم نتمكن من شراء ملابس العيد لأطفالنا".


في الوقت الذي تتواجد فيه العديد من المحال التجارية في أبين، يشير أحمد الشرماني صاحب محل لبيع الملابس إلى انخفاض ملحوظ في الطلب على الملابس هذا العام بسبب ارتفاع الأسعار، مما يظهر تأثير الأوضاع الاقتصادية على القدرة الشرائية للمواطنين.
عبدالله عيسى
عبدالله عيسى


واستطرد: "عندنا زبائن كثر لكن هذا العام تقلصوا كثيرا ويأتي ذلك نتيجة ارتفاع أسعار الملابس بسبب تدني العملة المحلية أمام العملات الأجنبية الأمر الذي ضاعف المعاناة وبرر: "أسعارنا مرتفعة لأن شراء الملابس حاليا بالريال السعودي كون الموردين يتعاملون بذلك".

وقال الإعلامي عبدالله عيسى، إن ارتفاع أسعار الملابس حرم الأطفال من فرحة العيد بعد أن عجزت الكثير من الأسر في شراء ملايس العيد لأطفالها.  


وأشار إلى أن بعض الأسر ستضطر إلى أن يلبس الأطفال ملابس العيد الماضي نتيجة الفقر والعوز بعد الارتفاع الجنوني للأسعار الاستهلاكية وغيرها وكله على حساب المواطن المغلوب على أمره.

وقال المناضل محمد عياش إنه عاطل عن العمل وبدون راتب وهذا العام لم يتمكن من شراء ملابس العيد لأطفاله.  
محمد عياش
محمد عياش


وأشار إلى أنه في عيد الأضحى الماضي قد باع نعجة كان يملكها من أجل شراء ملابس العيد أما هذا العام لا يملك أي شيء.


وتابع: "كنت ضمن قوات الردع للقوات المسلحة الجنوبية في لبنان عام 82م وبعد الوحدة تم حرمانه من راتبه".

وقال الإعلامي محمد الشحيري إلى أن ارتفاع أسعار الملابس أفسد فرحة المواطنين في استقبال عيد الفطر المبارك وشهدت الأسواق إقبالًا ضعيفًا بسبب الظروف المعيشية الصعبة.  
محمد الشحيري
محمد الشحيري
 
عبدالرقيب السنيدي
عبدالرقيب السنيدي


وقال عبدالرقيب السنيدي: "مع استمرار هذه الظروف الصعبة، يبدو أن الفرحة بالعيد قد تلاشت من حياة الكثيرين في أبين، ويجد الكثيرون أنفسهم يعانون من الفقر المدقع وينظرون إلى المحال التجارية بحسرة، حيث لا يستطيعون شراء ملابس العيد لأطفالهم".  



"خاص الأيام"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى