نعم يجب أن نتغير

> فشمس الحقيقة قد بزغت، وجادة الصواب اتضحت، والعالم قد تغير، وأصبح قرية كونية صغيرة، ووصلنا لمرحلة البلوغ الجماعي، وإن العقل قد نضج، والعمر تقدم، ونظرتنا للأمور اختلفت، واستيعابنا اتسعت، والأيادي قد تشابكت، والمواقف تبينت وكشفت لنا ما هو المطلوب منا اليوم..

فقل لي: هل بإمكاننا أن نقيّم أمور اليوم بعقلية الأمس؟

هل بإمكاننا أن نعيش في قرن الأنوار بأفكار وعادات قد انتهت صلاحيتها؟

هل يصح أن نعيش في جحر الضب ونحن بأمس الحاجة للانفتاح وقبول الآخر؟

هل نحن نحتاج للقتال من أجل بقائنا أم من خلال الخدمة والعمل معًا لإصلاح العالم وتهذيب الأمم؟

لقد تغير كل شيء..!! تفكر في الانعطافات التاريخية في حياة الناس في الأزمنة السابقة كيف تم تشبيه الفئة المؤمنة بالشجرة الطيبة، وعلى نقيضها الشجرة الخبيثة كانت مثالًا للمنكرين والمعرضين..

أما اليوم وفي قرن الأنوار علينا أن نرى الجميع أوراقًا وأغصانًا وثمار شجرة واحدة. ونمحو كل أثر للتجانب والتباغض.

ولكن..!! في شجرة الوجود هذه، هناك مختلف ألوان الأوراق وأحجام الثمار وكما أن هناك أشكالا متنوعة للأغصان.. يجب أن تكون نظرتنا لشجرة الحياة نظرة التسامح والتقبل والتفهم.. فهناك الغصن الجاف من الجهل والتعصب، نعرف فورًا أنه لم يحصل على ما يكفيه من ماء المحبة والتربية السليمة، فنسعى في تزويده بما يلزم. وهناك الأوراق الصفراء المصابة بمختلف الآفات يجب أن تحصل على الدواء والنور اللازم.. هذه هي رؤيتنا للحياة من حولنا، أنها شجرة مباركة واحدة والناس جميعهم، دون تمييز، أوراقها وأغصانها وثمارها..

لنمحو كل أثر للتقسيم والمقاضاة والتباعد ولنقضي على آفة "أنا والغريب " من جذور عالمنا الإنساني..

نعم يجب أن نتغير..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى