حديث يرويه أول سكرتير لتحرير "الأيام".. محمد علي باشراحيل في ذكرى ميلاده

> عدن "الأيام" خاص:

> هذا اليوم الرابع من أبريل ذكرى ولادة عميد "الأيام" المغفور له بإذن الله، محمد علي باشراحيل، (1919 – 1993م) نستذكر عند تصفحنا عبر أرشيف "الأيام" أحد أبرز أعمدة الصحافة اليمنية في النصف الثاني من القرن العشرين، والذي يعد رمزًا من رموز الإصلاح والفكر التنويري والسياسة والتشريع والصحافة في الجنوب العربي بصفة عامة وفي عدن بصفة خاصة، ومساهمته في أنشطته المتنوعة وعمله في سبيل حرية واستقلال ووحدة الجنوب العربي منذ خمسينيات القرن العشرين. 
عميد "الأيام" محمد علي باشراحيل
عميد "الأيام" محمد علي باشراحيل


نقتطف إحدى شهادات ممن عاصروه وعرفوه عن قرب، وتحدث عن شخصية ومواقف وسلوك الفقيد ومراحل مشواره في عالم الصحافة والعمل السياسي والاجتماعي، حيث تحدث عنه الراحل أحمد عوض باوزير في ذكرى وفاته، ارتباطه وزمالته بالفقيد محمد علي باشراحيل، والتي قال عنها بأنها تعود إلى 1957م حين عمل معه سكرتير تحرير لصحيفته "الرقيب" عام 1957م ثم سكرتير تحرير لصحيفته "الأيام" عام 1958م التي استمرت في الصدور حتى عشية الاستقلال.

يقول باوزير "رغم قصر المدة التي عملت فيها مع الفقيد محمد علي باشراحيل، إلا أنني قد تعلمت منه الكثير، سواء أكان ذلك من خلال تمرسي بالعمل الصحفي معه أم من خلال العلاقة الحميمة المتميزة التي كانت تربطني به والتي امتدت سنوات دون انقطاع، رغم البعد وتفرق السبل بنا في دروب الحياة، كان يلقاني دائمًا هاشًا باشًا، وعلى شفتيه ابتسامته الرقيقة التي تسع الدنيا كلها، والتي كانت لا تفارقه وهو في أحلك الظروف وأشد الأزمات، وكان كثيرًا ما يشكو لي ظلم الآخرين وتعديهم عليه، لكني أشهد أنه لم يكن يعاملهم بالمثل، بل كان يقابل الإساءة بالإحسان، وكثيرًا ما يلتمس لهم العذر فيما يصدر عنهم من جحود حسدًا على ما أنعم الله به عليه من تفوق وشهرة.


وكان الفقيد قد عانى في فترة لاحقة من ظلم الآخرين ولم يشفع له نضاله الصحفي، ولا وطنيته ولا كبر سنه من الحكم عليه بالنفي إلى الشطر الآخر من اليمن في ظروف بالغة السوء، لكنه- رحمه الله- رغم الشعور بالمرارة لم يضع قلمه أو فكره في خدمة الأعداء الذين كانوا يتربصون بالوطن اليمني للإضرار به، بل فضل أن ينأى بنفسه بعيدًا عن كل الصراعات".


ويضيف "عندما زرته في صنعاء، في إحدى زياراتي الخاطفة لها شكا لي كعادته ما لقيه في عدن من جحود ونكران للجميل، مستعيدًا ذكرياته فيها عندما كان يتربع عرش (صاحبة الجلالة) التي عشقها وأحبها وأفنى شبابه في خدمتها، واستطاع أن يورث عشقه وتعلقه بالصحافة إلى ابنيه هشام وتمام الذين جددا بشبابهما وخبرتهما التي اكتسباها من والدهما شباب "الأيام" التي صارت بصدورها بعد الاحتجاب الطويل إلى صورة فاقت كل تصور.. ولقد أثلج صدري كثيرًا ذلك النجاح الصحفي الذي حققاه في فترة قصيرة، وأحسب أن والدهما قد فارق الحياة وهو قرير العين بهما، لأن الشجرة التي غرسها بكده وسهره قد صارت إلى أيد أمينة تحرسها وترعاها، وكان ذلك بلا شك غاية أمانيه ومبعث سعادته واعتزازه".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى