​لا نصر كامل ونهائي حتى هزيمة المشروع المعادي للجنوب وقضيته

>
انتصار عدن التاريخي الذي كان عظيمًا وبكل المقاييس؛ والذي تحقق يوم 27 رمضان من عام 2015م؛ لم يكن بحد ذاته نصرًا كاملًا ونهائيًا على مشروع إيران في المنطقة؛ بل كان نصرًا حاسمًا ومفصليًا لجهة كسر هذا المشروع وإلحاق الهزيمة التي لم يكن يتوقعها أصحابه ورعاته؛ ولا في حسابات أدواته من قوات المليشيا الحوثية وجيش عفاش العائلي- القبلي -؛ ومن معهما من قوى الإسلام السياسي التكفيري وعصابات الإرهاب المتعددة الصفات والأسماء.

إن الحياة بتجاربها الغنية والمتعددة وعلى مر الأزمنة واختلاف العصور؛ تثبت لنا يقينًا بأن الحروب المتعددة الأطراف والمتناقضة الأهداف؛ حتى وإن تحالف بعضها ضد البعض الآخر؛ فإن أي نصر يحقق لهذا الطرف أو ذاك في سياق الحرب؛ ومهما كان حجمه وأهميته؛ يظل ناقصًا وغير مكتمل الأركان؛ حتى يتم انتهاء الحرب والفوز بالنصر المحقق للأهداف التي كانت باعثًا على خوض الحرب من قبل هذا الطرف أو ذاك.

وهذا هو حال شعبنا الجنوبي العظيم الذي مازال يقاوم كل أشكال الاعتداءات والتآمر عليه؛ ويخوض الحرب ببسالة ويقدم التضحيات الغالية في سبيل تحقيق أهدافه المعلنة؛ وحينها فقط سيعلن عن نصره الكامل والنهائي.

وهو الذي يبتهج اليوم كثيرًا بتحرير عدن عاصمته السياسية ومركز قراره التاريخي، فأنه مازال مصممًا على مواصلة مسيرته المظفرة؛ وسيبقى ذلك النصر محفزًا له دومًا؛ ووسامًا يتوج شموخ عدن  وعلى صدر كل الوطنيين الأحرار الذين هبوا للدفاع عن عدن وقدموا كل التضحيات السخية وبشجاعة وكبرياء وصمود.

لقد عوقبت عدن كثيرًا من قبل تلك القوى والأطراف التي لحقت بها الهزيمة؛ وشعرت بخيبة أمل كبرى حين أذلها أبناء عدن وكل سكان العاصمة من أبناء الجنوب الأحرار - عسكريين ومدنيين - وحرمت من جني ثمار تضحياتها، وجعلوا منها نموذجا للبؤس والحرمان وانعدام فرص العيش الكريمة التي تليق بها وبمكانتها وتاريخ كفاحها وتضحياتها.

ومن المثير للاستغراب أن هذه القوى لم تتعلم الدرس؛ وتعتقد وبوهم وغباء بأن عدن قد غادرت ساحة الفعل والتاريخ والتألق الذي لا يشبه مدينة غيرها؛ فعدن أيها القتلة والمجرمون والجهلة بالتاريخ؛ مازالت هي عدن قلب الجنوب النابض وحاملة مشروعه الوطني الذي لن ينكسر ولن يهزم؛ وستبقى مدينة للنور والتنوير والازدهار؛ وفرس الرهان الأكبر الذي سيخوض السباق الوطني المجيد في ميدان الكفاح حتى استعادة الدولة الوطنية الجنوبية كاملة السيادة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى