> «الأيام» غرفة الأخبار:

​وزير الخارجية د. شائع الزنداني في حوار المصارحة مع «الأخبار» المصرية:
علاقاتنا مع مصر متجذرة والرئيس السيسي أكبر الداعمين لليمن
أولوية أولى لحل القضية الجنوبية ولا مخاوف من التشطير
استهداف السفن «ركوب للموجة» وخلق بطولات وهمية
لا يمكن المزايدة على موقف الشعب اليمنى من دعم القضية الفلسطينية


> جاء تعيين د. شائع محسن الزنداني وزيرا للخارجية وشؤون المغتربين في اليمن والذى مر عليه عدة أشهر انحيازا للوزراء التكنوقراط فهو ابن الوزارة بعد أن تجاوزت سنوات عمله حوالى أربعين عاما كاملة، تولى خلالها العديد من المناصب في دول مختلفة وقد تعددت الأسباب التي دفعتنا إلى طلب لقائه والتحاور معه وفى مقدمتها التعرف على نتائج الحوار الاستراتيجي بين مصر واليمن الذى تم عقده على مستوى كبار المسؤولين في وزارتي الخارجية في البلدين واختتم بحضور الوزيرين سامح شكري ود. شائع الزنداني، بالإضافة إلى طبيعة المرحلة الدقيقة التي يمر بها اليمن الذى يعانى من حالة عدم استقرار منذ 13 عاما تبعاتها وتأثيراتها تجاوزت الداخل إلى تهديد حرية الملاحة والتأثير على مسارات التجارة العالمية بدخول جماعة الحوثي كطرف في أزمة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة واستهداف السفن التجارية المارة عبر خليج عدن والبحر الأحمر وبحر العرب. ناهيك عن أن الصراع الداخلي خلق حالة استقطاب دولي وإقليمي وتحول اليمن إلى ساحة حرب بالوكالة نتج عنها أحد أكبر المآسي الإنسانية في العالم ونشهد للوزير أنه أجاب بصراحة شديدة وبوضوح عن كل تساؤلاتنا والتي تناولت العديد من الملفات منها العلاقات المصرية اليمنية ودور القاهرة في دعم الاستقرار في المنطقة بصفة عامة وفى اليمن بصفة خاصة وكذلك تطورات الأزمة اليمنية في ضوء بقائها دون حل طوال السنوات العشر الماضية وتحولها إلى مواجهات عسكرية بين الأطراف إلى البعد الخارجي نتيجة الهجمات التي تقوم بها جماعة الحوثي على السفن التجارية، كما تناول الحوار أيضاً المخاوف من تقسيم اليمن وكذلك حقيقة المواقف الدولية من الأزمة وفى القلب منها الموقف الأمريكي وكذلك أسباب عدم تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة.
■ لقد كانت مفاجأة سارة بالنسبة للمتابعين لملف العلاقات المصرية اليمنية الإعلان عن عقد دورة جديدة للحوار الاستراتيجي بين مصر واليمن بعد توقف 14 عاماً، ما تفسيرك لعودته مرة أخرى وهل للظروف والتحديات التي تواجه المنطقة سبب في ذلك؟
نحن لم نأتِ بجديد، فالعلاقات بين مصر واليمن هي علاقات متجذرة، لدينا علاقات وثيقة وروابط قوية مع مصر. الحوار الاستراتيجي بدأ بين البلدين عام 1998، وكانت آخر جولة قد عُقدت في عام 2010، قبل أن يتوقف طوال السنوات الماضية، وربما أحد الأسباب الأساسية في توقفه تعود إلى الأوضاع السياسية التي مرت بها اليمن وحالة عدم الاستقرار، ثم مجيء بعدها الميليشيات الانقلابية إلى السلطة، وربما كان هناك نوع من الأولويات فيما يتعلق بالسياسة الخارجية لليمن في ذلك الحين، وخلال القمة العربية الأخيرة والتي شهدتها مملكة البحرين قبل شهر ونصف الشهر تقريباً، تحدثت مع وزير الخارجية سامح شكري حول إعادة إحياء الحوار الاستراتيجي بين البلدين، ورحب جداً به، وبالنسبة لي فقد توليت مهمة وزير خارجية اليمن قبل ثلاثة أشهر، وزيارتي لمصر هي أولوية، في محيط تحركنا، وأعتقد أنه شيء طبيعي أن يكون هناك حوار استراتيجي مع الشقيقة مصر. واتفقنا على انتظام انعقاده بشكل سنوي.

تنسيق عالي المستوى
■ هذا يدفعنا لسؤالك حول رؤيتك. تقييمك لنتائج الحوار الاستراتيجي
كانت نتائج الحوار الاستراتيجي ممتازة جداً، نحن تقريباً تطرقنا لكل الموضوعات، ليس في إطار العلاقات الثنائية فقط في الجانب السياسي، ولكن أيضاً استعرضنا معاً مختلف الملفات الموجودة وتطورات المنطقة العربية ومناطق الأزمات بشكل عام، سواء في ليبيا أو السودان، وأيضاً القضية الفلسطينية والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وبالتالي تقريباً كان هناك اتفاق كامل مع الأشقاء في مصر برؤى موحدة، ونحن نؤكد على أهمية التنسيق بين البلدين في مختلف المحافل الإقليمية والدولية.
■ دعم مصر لوحدة وسلامة واستقرار اليمن تاريخي ليس وليد اليوم أو تلك الأزمة.. ما رؤيتك لجهود مصر تجاه الأزمة اليمنية سواء على المستوى السياسي أو الإنساني؟
موقف مصر منذ البداية واضح وراسخ، فمنذ الانقلاب في صنعاء كانت مصر إحدى الدول التي انضمت إلى تحالف دعم الشرعية، وأيضاً كان لمصر مواقف قوية على مستوى مجلس الأمن عندما اتخذت القرارات المتعلقة بدعم الشرعية في اليمن، وأيضاً في كل المحافل الدولية، وبالتأكيد نحن نعتبر دور مصر هو دور حيوي بالنسبة لنا، حتى بالنظر إلى التطورات الموجودة في اليمن والتصعيد في البحر الأحمر قد أثر على مصر بصورة مباشرة ، وربما أكثر دولة تضررت من هذا التصعيد، إلى جانب اليمن، ولهذا أعتقد أن مصر دائماً تقف إلى جانب اليمن، وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي في كل المناسبات والقمم والزيارات يؤكد على موقف مصر الداعم لليمن.
■ وما رؤيتك للعلاقات المصرية اليمنية خاصة بعد تولى الرئيس السيسي مهام منصبه منذ عام 2014؟ وهل أنتم راضون عن التعاون المصري- اليمنى في كل المجالات خلال السنوات العشر الأخيرة؟
شيء طبيعي عندما يمر أي بلد بحالة حرب، لا يمكن للحكومة أن تعمل ضمن ظروف طبيعية وبالآلية المعتادة لأى سلطة دولة في أي مكان، فنحن نسمى حكومة حرب، وهذا الأمر ينعكس على أدائنا وعملنا وعلى علاقاتنا مع الآخرين، وبالعكس فالعلاقات جيدة مع الأشقاء في مصر، ربما ليست بالمستوى الذى نطمح إليه في الظروف الطبيعية، وقد طالبنا بتنشيط اللجنة العليا المشتركة بين مصر واليمن ووجدنا ترحيباً كبيراً بهذا الأمر، ونرى أيضا أهمية مجيء الشركات المصرية ورجال الأعمال المصريين للعمل في اليمن خاصة بعد تحقيق الاستقرار في عدن، ولابد أن يكون لنا شراكة حقيقية مع الأشقاء في مصر خاصة في المجال الاقتصادي، أما بالنسبة للتنسيق السياسي مع مصر فأعتقد أنه يسير بخطى ممتازة. ففي فترة الستينيات ومن تبقى من جيلي، قد تشبعت ثقافتنا منذ مراحل الطفولة وكانت وجهتنا مصر في الأساس، كما تعلمنا أيضاً الروابط القومية والعمل القومي من مصر، فمصر بالنسبة لنا نعتبرها قلب العروبة النابض دائماً.

■ الفترة الماضية شهدت كثيراً من الزيارات لكبار المسئولين اليمنيين للقاهرة، وعلى رأسهم رئيس المجلس الرئاسي الذى زار القاهرة أكثر من مرة، ماذا لو تطلعنا على مغزى تلك الزيارات للقاهرة ودور الجامعة العربية؟
طبيعي هذه الزيارات من جانب المسئولين اليمنيين لمصر، تعكس مدى عمق ومثابة الروابط الأخوية بين البلدين بشكل تام، وبالتالي فهذا شيء طبيعي أن تكون هناك زيارات متكررة، وأن تكون هناك اتصالات على مختلف المستويات، وفى هذا الإطار أيضاً تأتى زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي ووزراء آخرين الى مصر هي محاولة لفتح الأبواب التي من شأنها أن تؤدى الى تنمية وتطوير هذه العلاقات.

الحوثي هو المسئول
■ في ظل مرور 10 سنوات على الانقلاب في صنعاء، كان هناك تعدد للوساطات للأزمة اليمنية دون إحراز شيء على الأرض.. برأيك، إلى ماذا يرجع فشل الوساطات لحلحلة الأزمة؟
تعنت ميليشيا الحوثي تعد المشكلة التي تعيق تحقيق أي تقدم في الجانب السياسي، فنحن كحكومة وسلطة شرعية حريصون على مصلحة الشعب اليمنى وإنهاء الحرب وتحقيق السلام، وجماعة الحوثي تبحث عن سلطة ذات طابع أيديولوجي وتكون وحدها في الحكم، إضافة إلى ذلك أنها تشكل امتداداً لمشروع إقليمي يستهدف لتوسع المنطقة.

■ وإلى أين وصل مسار خارطة الطريق التي تم بذل جهد عربي كبير للاتفاق بشأنها؟
خارطة الطريق بُذل فيها جهد كبير جداً من قبل المملكة العربية السعودية التي كانت حريصة جداً لإنهاء الحرب وتحقيق السلام في اليمن، وأيضاً بمساعدة الأشقاء في سلطنة عمان. وفى الأساس خارطة الطريق كانت تمهد الطريق لإيجاد حلول لبعض القضايا المتعلقة بالجانب الإنساني وليس الجانب السياسي، وكانت تتضمن تمديداً للهدنة، وفتح الموانئ والمطارات وأيضاً دفع المرتبات لموظفي الدولة الموجودين في مناطق سيطرة الحوثيين، وأيضاً إعادة تصدير النفط في المناطق التي تقع تحت سيطرة الحكومة اليمنية. حيث اتفقنا على هذه الخطة وكانت جاهزة للتوقيع عليها، ولكن جماعة الحوثي قامت بالتصعيد في منطقة البحر الأحمر، وبالتالي تجمد التوقيع على خارطة الطريق.

■ التصعيد في البحر الأحمر هو أحد تداعيات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.. إلى أي مدى أثر هذا العدوان الغاشم في الوصول إلى تسوية شاملة للأزمة اليمنية وخلق حالة عدم استقرار تتجاوز الحدود اليمنية؟
الشعب اليمنى تقريباً من أكثر الشعوب العربية دعماً للقضية الفلسطينية، وبالتالي لا يمكن المزايدة على موقف الحكومة اليمنية أو أي قوة أخرى داخلية، والحوثيون حاولوا» ركوب الموجة» في هذا الموضوع، نتيجة لعزلتهم الداخلية، ومحاولة تسجيل بطولاتٍ وهمية، وبالتالي لم يحدث شيء لإسرائيل، بمعنى أنه لم تصل قذيفة واحدة للداخل الإسرائيلي. فيما تضرر اليمنيون من هذا التصعيد، حيث ارتفعت قيمة تأمين السفن وتأجيرها، وبالتالي زادت تكلفة السلع، مما شكل قضية أمن غذائي في اليمن. كما أثر هذا التصعيد في البحر الأحمر على الاقتصاد العالمي وحرية التجارة، والأمن والاستقرار في المنطقة، ولا شك أن مصر أيضاً تضررت فيما يتعلق بانخفاض عبور السفن التجارية عبر قناة السويس بنسبة 50 %. وعندما نسأل الآخرين عن المعادلة حول ما تحقق من هذا الأمر بالنسبة للأزمة في غزة، أعتقد أنه لم يتحقق شيء. كما تسبب التصعيد من قبل ميليشيا الحوثي، بالوجود العسكري في البحر الأحمر، والذى كان غير مبرر وجوده في المنطقة من قبل، واتُخذ هذا الأمر كذريعة للتواجد بكل تلك القوات الدولية في المنطقة.

بايدن وترامب
■ بعد وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن للبيت الأبيض ألغى قرار تصنيف جماعة الحوثيين كجماعة إرهابية، نكاية في الرئيس السابق ترامب الذى تم اتخاذ القرار في عهده، ثم عاد بايدن إلى التلويح بهذا القرار منذ عدة أشهر.. برأيك.. هل اكتشفت الولايات المتحدة متأخراً حقيقة جماعة الحوثي؟
هذه الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وغيرها، جميعنا نعلم أنها تبنى سياساتها ارتباطاً بمصالحها وبحسابات استراتيجية أحياناً غير مرئية بالنسبة لنا، ولهذا هم الاَن صنفوا الحوثيين ولكن ليس بنفس الدرجة في عهد ترامب. لكن مع هذا، هو قرار مؤقت، فإذا اثبت الحوثيون حسن السير والسلوك وتوقفوا عن الهجمات، فلن تخرج الولايات المتحدة بالقرار. وهنا الفارق، أنه كان قراراً آنياً لحظياً غير مرتبط بطبيعة الجماعة وتقييم الجماعة نفسها بفكرها وتوجهها الأيديولوجي الخطير، ليس في ظل التصعيد الأخير بالبحر الأحمر ولكن في كل أعمالها الماضية.

■ هل ترى أن هناك تقاعساً في الموقف الأمريكي عن التعامل مع الحوثيين بما يستدعيه الموقف بالمنطقة؟
بالنسبة لنا كحكومة ، فإن ما يجرى في البحر الأحمر هو تحصيل حاصل، كنا نحذر وننبه من البداية أن جماعة الحوثي لا حدود لأطماعها، وأنها يمكن أن تقوم بأي عمل، وكانت قد قامت بأعمالٍ ضد السفن التجارية قبل 7 سنوات بعيداً عن الوضع في غزة، ولكن بالنسبة لكثير من القوى الكبرى كالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لم تكن تستشعر بهذا الخطر الموجود، وفى عام 2018 كانت الحكومة الشرعية ستسيطر على ميناء الحديدة وكانت قواتنا على مشارف المطار والميناء، ولكن حدث ضغط على الحكومة اليمنية بعدم الدخول، وذهبنا إلى مفاوضات ستوكهولم، وتم توقيع اتفاقية لم ينفذ منها الحوثيون أي شيء.

■ هل أنتم راضون عن الجهد الدولي المبذول في اتجاه تقديم المساعدات والإغاثة للشعب اليمني؟ وكيف تتعامل الحكومة اليمنية مع الأوضاع الإنسانية في اليمن؟
المساعدات الدولية محدودة مقارنة بجحم الأزمة، بمعنى أنها لم ترتقِ الى مستوى الأزمة الموجود في اليمن، وأعتقد انه لولا الدعم الذى تقدمه المملكة العربية والسعودية والإمارات لكانت الأوضاع الإنسانية أسوأ بكثير مما هي عليه الاَن، ولهذا يهمنا كثيراً كحكومة التركيز على الجانب الإنساني والتنموي، والحصول على مزيدٍ من المساعدات الإنسانية وجلب المنظمات الدولية للعمل في المناطق التي تقع تحت سيطرة الحكومة.

■ وهل دور المبعوث الأممي الخاص باليمن التركيز على الجانب السياسي فقط أم أيضاً الجانب الإنساني؟
المبعوث الأممي يركز فقط على الجانب السياسي بشكل أساسي، حتى المنظمات التابعة للأمم المتحدة، منذ سنوات، والتي كان عليها العمل في العاصمة المؤقتة في عدن، لكن كانت تذهب الى المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين بحجة الجانب الإنساني، وبالتالي موقفنا كحكومة هو أنها مسؤولة عن كل المواطنين اليمنيين بغض النظر عن مناطق تواجدهم، لكن كان لابد من أن تكون هناك اَلية حتى لا تسمح للحوثيين باستغلال المساعدات التي كانوا يسيطرون عليها ويقومون ببيعها ويسخرونها لمجهودهم الحربي، وتلك هي المشكلة.

غياب التواصل
■ هل هناك قناة تحاور أو تواصل بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي خلال الفترة الماضية؟
لا يوجد أي قناة تواصل، لأنهم يرفضون فكرة الحوار من الأساس حتى الاَن، حتى إنهم رفضوا استقبال المبعوث الأممي.

■ هل الخيار العسكري مطروح للحكومة اليمنية في حال فشل الوصول الى تسوية سياسية للأزمة في اليمن؟
في كل الصراعات والحروب، إذا انقلبت مثل هذه الميليشيات على سلطة الدولة، وترفض منطق الحوار والحل السياسي، فبالتالي ليس هناك خيار سوى الخيار العسكري، وبالنسبة لنا لا نريد استمرار الحرب، والخيار العسكري ليس خيارنا الأول في الأساس، فنحن نبحث عن كل السُبل والوسائل الممكنة لكى نقلل الأضرار على الشعب اليمني، وتجنب إراقة الدماء، والوصول إلى حلولٍ مقبولة لإعادة سلطة الدولة، بحيث تكون جامعة لكل اليمنيين بغض النظر عن انتماءاتهم وخلفياتهم السياسية والاجتماعية، لكن إذا أجُبرنا في النهاية إلى الحل العسكري، فسوف نتبعه.

■ طالبت الحكومة اليمنية خلال جلسة بمجلس الأمن مؤخراً، بإعادة النظر في طريقة التعاطي مع ميليشيات الحوثي لإحياء مسار السلام في البلاد.. ما الذى تطالب به الحكومة اليمنية من المنظمة الأممية؟
هناك قرارات للشرعية الدولية وهذه القرارات تحت الفصل السابع بميثاق الأمم المتحدة، وهناك قرار 2216 والذى يُعتبر أهم هذه القرارات، حيث إنه يفرض التزاماتٍ على الميليشيات الانقلابية الحوثية، ولم ينفذوا أي بند منها من هذا القرار، وبالتالي هناك تراخٍ من قبل المجتمع الدولي، خاصة أن هذه القرارات قد اتُخذت لأن هناك تهديداً للسلم والأمن الدوليين، وللأسف هذا القرار تم اعتماده ولكن ليس هناك الرغبة في تطبيقه، فكان واضحاً أنه لم يتم دعم الحكومة الشرعية بما يجب أن يتم. صحيح هناك اعتراف دولي للحكومة، وجهود لتقديم المساعدات، لكن فيما يتعلق بالمسار الذى يؤدى إلى تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، لم يُبذل أي جهد حقيقي لتنفيذه.

■ على من تعول حكومة اليمن لكل الأزمة من الأساس؟
نحن نعول على الأمم المتحدة كونها لها دور، باعتبارها القناة الطبيعية لمتابعة تنفيذ القرارات، وأيضاً نعول على الجهود الإقليمية المبذولة من قبل المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، ومصر، وأي بلد يستطيع أن يساعد في حل الأزمة اليمنية، فنحن نرحب بذلك.

مشهد عربي مأساوي
■ هناك مخاوف حقيقية من اليوم التالي لوقف الحرب في اليمن، ومخاوف من التشطير، هل تتفق مع هذا الأمر؟
لا نعتقد أن إيقاف الحرب في اليمن سيؤدى الى التشطير، لأن الحكومة بالفعل متواجدة وتضم كل الأطراف اليمنية، كما يتكون الجيش الوطني من كل عناصر ومكونات الشعب اليمني، وتمثل الجانب الوطني لليمن. والحوثيون هم من يحاولون فرض فكرة الانفصال، لأنهم يسيطرون على أراضٍ يمنية، وغير قابلين للدخول في أي حل سياسي، وبالتالي يحاولون أن يتعامل معهم العالم كحكومة أمر واقع.
■ عدم التوصل الى توافق أو حل للقضية الجنوبية يظل أحد الهواجس والمخاوف من المراقبين والحريصين على وحدة اليمن؟
بالنسبة للقضية الجنوبية الكل يطالب بعدالة هذه القضية، ونحن متفقون على أن يُعطى للقضية أولوية في الحل في مسار قادم للمفاوضات، ولكن نعتقد أن الاعتراف بحق الجنوبيين وإعطاءها أولوية، لا يعترض مع مساعينا لمواجهة العدو المشترك وهو جماعة الحوثي. ففي ظل الحرب القائمة، لا يمكن أن نتحدث عن تقديم حلول الاَن، ولكن الحل لاحقاً.

■ هل أساس الحل لليوم التالي هو العودة إلى نتائج الحوار الوطني الذى تم عام 2013؟
هناك مرجعيات، وهناك اختلافات في الرؤى في هذه المرجعيات بالتأكيد، ولكننا في النهاية مهما كانت التباينات أو الاختلافات، في إطار للحكومة، لابد أن يكون هناك عمل مشترك من أجل مواجهة الخطر الأكبر بالنسبة لنا والمتمثل في وجود الحوثيين في صنعاء، لكن هذه الاختلافات والتباينات هي قابلة للتشاور، ولا يوجد فيها مبدأ المغالبة، أو تغليب الصراع والعنف لتحقيق مكاسب سياسية.

■ ما رؤيتك للمشهد العربي بشكل عام؟
للأسف تمر المنطقة العربية بحالة مأساوية، ولم نكن نتوقع أبداً مهما بلغ خيالنا السياسي في الماضي، أن نصل إلى هذا الحد من الاضطرابات والحروب المحلية وتفكك الدولة الوطنية في أكثر من بلد عربي. كانت طموحاتنا كبيرة جداً، وكنا نرغب في تعزيز التضامن العربي، وتحقيق الشراكة بين البلدان العربية، وللأسف هذا التراجع الكبير الذى حدث أعتقد أن الشعوب العربية دفعت ثمناً كبيراً جداً، وربما سيستمر لعقودٍ نتيجة لهذه الاختلالات التي لحقت بالمنطقة.