> الحوطة «الأيام» هشام عطيري:

في محافظة لحج، يمتهن العديد من الشباب العمل في سياقة الدراجات النارية لنقل المواطنين من منطقة إلى أخرى مقابل أجر مالي محدد. ولكن ما يلفت الانتباه حقًا هو وجود رجل مسن لا يزال يعمل في هذا المجال.

هذا الرجل هو الحاج صالح محمود، الذي يبلغ من العمر 75 عامًا، ولا يزال يعمل على متن دراجته النارية في سوق لحج، ليصبح رمزًا نادرًا للإصرار والعمل في شوارع مدينة الحوطة.

الحاج صالح
الحاج صالح

الحاج صالح محمود من أهالي قرية جول اليماني في مديرية تبن، حيث يخرج من منزله منذ الصباح الباكر ليعود في المساء منهكًا بعد يوم كامل من العمل المتواصل على دراجته النارية. عند عودته، يستقبله أحفاده بفرح وسرور، وهم يعلمون مدى الجهد الذي بذله خلال اليوم.

يقول الحاج صالح محمود إنه يعمل في سياقة الدراجات النارية منذ أيام السلطنة العبدلية، وكان أحد أعضاء جمعية الدراجات النارية التي تأسست في تلك الفترة. استمر في عمله حتى اليوم، ولم تسجل له أي مخالفة مرورية، كما أنه لا يزال يحتفظ برخصة السياقة التي استخرجها منذ زمن أيام الجنوب.

يحظى الحاج صالح بتقدير واحترام المواطنين والمتعاملين معه لصدقه وأمانته، وما يقدمه من خدمات على متن دراجته النارية للكثير من الناس، كما يعتبر مرجعًا للكثير من الشباب حديثي السياقة للدراجات النارية، حيث يقدم لهم النصح والمشورة بين الحين والآخر.

تصريح رخصة سياقة الحاج صالح منذ أيام الجنوب
تصريح رخصة سياقة الحاج صالح منذ أيام الجنوب

وعن شعوره تجاه عمله، يقول الحاج صالح محمود إنه لا يزال يستمتع بعمله على متن الدراجة النارية رغم كبر سنه، فهو لا يشعر بالتعب ويسعد عندما يخدم المواطنين ويوفر طلباتهم. يعد الحاج صالح مثالًا حيًا للعزم والتفاني، حيث لم يمنعه كبر سنه من الاستمرار في العمل وكسب لقمة العيش، إذ تعتبر الدراجة النارية مصدر رزقه الوحيد.


الأوضاع المعيشية الصعبة في اليمن دفعت الكثير من المواطنين إلى ممارسة أعمال ومهن شاقة ومكلفة رغم تقدم العمر. يجد الكثيرون أنفسهم مضطرين للعمل في ظروف صعبة للحفاظ على سبل عيشهم وتأمين احتياجات أسرهم. هذا الواقع المعيشي القاسي يتطلب من الجهات المعنية اتخاذ إجراءات جدية لدعم هؤلاء المواطنين وتقديم المساعدة اللازمة لهم.

هناك عدد قليل من كبار السن الذين لا يزالون يعملون على متن الدراجات النارية، مثل الحاج صالح. ومع ذلك، يثير هذا الأمر تساؤلات حول مدى توفر الدعم والإجراءات التي يمكن أن تساعد هؤلاء الأشخاص في الاستمتاع بفترة من الراحة في هذا العمر. فمن الضروري أن تعمل الجهات المعنية على توفير سبل العيش الكريم والاستقرار لكبار السن، وتأمين حياة كريمة لهم، تقديرًا لجهودهم وتفانيهم طوال سنوات عملهم.

في الختام، يمثل الحاج صالح محمود صورة مشرقة للإرادة والإصرار في محافظة لحج. قصته تلهم الشباب وتذكرهم بأهمية العمل الجاد والصدق في خدمة المجتمع. ومع ذلك، يجب أن نتذكر أهمية دعم كبار السن وتقديم المساعدة اللازمة لهم، ليتمكنوا من العيش بكرامة وراحة في سنواتهم الذهبية.