ليست لي أي معرفة بوالد عروس الجنة حنين البكري ولا ببن هرهرة لكن واقعة قتلها آلمت مشاعر كل من قرأ عنها ورحلت إلى ربها تحفها ملايين الدعوات لها والدعاء لوالديها بأن يعصم الله تعالى على قلوبهم ويجعل الشهيدة حنين شفيعة لهم يوم الحشد العظيم حين تبلغ القلوب الحناجر، ذلكم المقام العظيم الذي تنسينا ملذات الدنيا ولهوها.

لا أحد ينكر على والد ووالدة وأهل عروس الجنة حنين البكري حقهم الشرعي والقانوني في طلب القصاص، فهذا شرع الله لكن المفاضلة بين القصاص والعفو تجعلنا ندعو أبويها إلى قياس المكانة العظيمة التي وضعها الخالق جل شأنه بين أيديهما حين يشار لهما بالبنان (أولئك ممن أحيوا الناس جميعًا) ويحظون بالرضى في الدنيا والأجر العظيم في الآخرة يوم ينالوا العفو من العفو العظيم.

لست مفتيًا ولا واعظًا لكن دعني أصدقك القول أخي البكري، ولي أصدقاء كثر من آل البكري، دعني أصدقك القول إنني لو كنت وزوجتي مكانكما أنت ووالدة عروس الجنة حنين، فلا أدري كيف ستكون قناعتي، لكن أقسم لك بالله أن رحيل الطفلة حنين آلمني كما آلم كثيرًا من الناس.

ربما لو قدر لنا أن نكون مكانكما لوضعنا مفاضلة بين العفو والقصاص، فالقصاص حق شرعي وستغيب شمس يوم تنفيذه ونتلذذ بالانتقام أيامًا، وهو لن يعيد فقيدتنا.

لكن ثمن العفو سيكون عظيمًا، فهو يرفع فقيدتنا عند ربها الذي وعدنا بالأجر عند العفو، وهو الذي منحنا رفعة أننا ممن أحيوا الناس جميعًا، وهو سيمنحنا احترامًا وتقديرًا بين الناس أكثر بكثير مما لو طلبنا تنفيذ القصاص.

أحسبها يا صديقي الذي لم أتشرف بمعرفته وأحتسب حنين عروس من عرائس الجنة وأكسب الثواب العظيم من الله فهذا فيه رضى دائم لنفسك ولأسرتك أفضل بكثير من أن تتسببون بمأساة لأسرة أخرى تفقد عائلها وسيؤنبك ضميرك يومًا عندما ترى أثر ذلك على أسرة لا ذنب لها بما فعله عائلها، ونسأل الله تعالى أن يعصم قلوبكم وألا يحرمكم أجر العفو.

اللهم آمين.