> ماجد أحمد مهدي:
- أوساخ الأعبار تهدد صحة سكان خنفر
في مديرية خنفر، تحولت مجاري الأعبار إلى قنوات لمياه الصرف الصحي، مما أدى إلى تكدس القمامة وانتشار روائح كريهة تسبب إزعاجًا شديدًا للسكان. هذا الوضع البيئي المتدهور ساهم في انتشار مختلف الأمراض مثل الحميات والملاريا، وأخيرًا مرض الكوليرا الذي أودى بحياة العديد من المواطنين في المديرية وأدى إلى وفاة البعض منهم. للأسف، لا تتوفر إحصائيات مؤكدة من الجهات الصحية والمحاجر الصحية في مديريتي خنفر وزنجبار.
على سلطة مديرية خنفر أن تدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها في تنظيف تلك الأعبار والحد من انتشار الأمراض. لا ينبغي الاعتماد على المنظمات للقيام بهذا العمل، فقد تركت السلطة المحلية السابقة الأمور دون تنظيم حتى تدخلت منظمة العمل لمكافحة الجوع وأتمت المهمة.

أوساخ الأعبار تهدد صحة سكان خنفر
نأمل ألّا تتكرر مثل هذه الأعمال الاتكالية مع السلطة الحالية، وأن تقوم بواجباتها تجاه تحسين الوضع البيئي والصحي في المديرية.
صرّح المواطن منصور يسلم باسلهف بأن الأعبار في مدينة جعار أصبحت مليئة بالأوساخ والقاذورات ومخلفات الكداديف، مما أدى إلى انسداد مجاري مياه الصرف الصحي.
هذا التلوث الشديد أسفر عن نقل وانتشار مختلف الأمراض، مثل الملاريا، ولكن الأخطر والأكثر انتشارًا في الوقت الحالي هو مرض الكوليرا. هذا المرض القاتل انتشر بسرعة كبيرة في مديرية خنفر، التي تعد أكبر مديريات المحافظة، مما جعلها بؤرة لتفشي الأمراض والأوبئة.
نتيجة لهذا الوضع المتدهور، تعرضت المحاجر الصحية في مدينة الكود ومديرية زنجبار لضغوط هائلة، حيث تستقبل أعدادًا كبيرة من الحالات القادمة من خنفر. يعود هذا الوضع الكارثي إلى غياب الاهتمام بالنظافة العامة وتراخي السلطة المحلية في اتخاذ الإجراءات الضرورية للحفاظ على صحة المواطنين.
لقد وصلت الحالة الصحية في المديرية إلى مستوى متدنٍ جدًا، حيث أصبح المواطنون يعانون بشكل يومي من تردي الخدمات الصحية الأساسية.

صورة لبحيرة مياه الصرف الصحي
المواطن منصور يسلم باسلهف أشار إلى أن السلطة المحلية تبدو غير مبالية بالوضع الصحي المتردي، والذي يعد جزءًا من حقوق المواطن الأساسية التي يجب أن تكون مضمونة. الحالة المزرية للخدمات الصحية زادت من معاناة السكان، الذين أصبحوا غير قادرين على تحمل الوضع الحالي. العديد من العائلات فقدت أحباءها بسبب انتشار الكوليرا والأمراض الأخرى، مما زاد من الاستياء والغضب بين السكان.
الوضع يتطلب تدخلًا فوريًا من الجهات المختصة لإعادة تأهيل مجاري المياه وتنظيف الأعبار من المخلفات والقاذورات. كذلك، يجب تنفيذ حملات توعية صحية شاملة لتعزيز الوعي بأهمية النظافة الشخصية والعامة للحد من انتشار الأمراض. من الضروري أيضًا توفير الدعم اللازم للمحاجر الصحية والمراكز الطبية في المنطقة لتتمكن من التعامل مع الأعداد الكبيرة من المرضى وتقديم الرعاية الصحية المناسبة.
- روائح كريهة ونظافة غائبة
صرح الباحث الموسيقي وسيم صالح أن الأعبار في مدينتي جعار والحصن كانت في الماضي تتبع إدارة الري، حيث قامت أيادي العمال الكادحة ببنائها خلال أيام الزمن الجميل. ومع مرور الوقت، تم إهمال هذه الأعبار حتى تحولت إلى مجاري لمياه الصرف الصحي. هذا الوضع الحالي يتطلب من السلطة المحلية في مديرية خنفر استشعار حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها وتنظيف تلك الأنهار ورفع أكوام القمامة من داخلها، لكي لا تكون مصدرًا لنقل الأمراض التي أودت بحياة الكثيرين، خصوصًا مع موجة مرض الكوليرا والإسهالات المائية التي انتشرت بسرعة.

تكدس للمخلفات ومياه المجاري
وأضاف وسيم صالح أن السلطة المحلية في خنفر علقت صيانة تلك الأعبار بانتظار ظهور المنظمات الدولية والإقليمية لتقوم بعملها في إصلاح الأعبار وتنظيفها من الأوساخ والقاذورات. هذه الأوساخ تخلف روائح كريهة تتضرر منها المواطنين أثناء مرورهم بجانبها بشكل متواصل.
وأصبح الوضع البيئي والصحي في مدينتي جعار والحصن مصدر قلق كبير للسكان. التدهور المستمر في نظافة الأعبار وتحولها إلى مجاري للصرف الصحي أدى إلى انتشار الروائح الكريهة والأمراض. إن تأخر السلطات المحلية في اتخاذ الإجراءات اللازمة وتنظيف الأنهار يعرض حياة السكان للخطر ويزيد من معاناتهم اليومية.
على السلطة المحلية في مديرية خنفر أن تأخذ زمام المبادرة وتبدأ فورًا في تنظيف الأعبار ورفع القمامة، بالإضافة إلى إجراء صيانة دورية لمنع تكرار هذه المشكلات. كما ينبغي تعزيز الوعي بأهمية النظافة والصحة العامة من خلال حملات توعية للمجتمع.

يجب أن تتكاتف جهود المجتمع مع السلطات المحلية لضمان بيئة صحية وآمنة للجميع. توفير موارد كافية ودعم من المنظمات الدولية يمكن أن يساعد في تحسين الوضع، ولكن يجب ألا يكون بديلاً عن مسؤولية السلطة المحلية في الحفاظ على النظافة والصحة العامة.
وأعرب الباحث الموسيقي وسيم صالح عن أمله في أن تستجيب السلطة المحلية لمطالب المواطنين وتقوم بواجبها في تحسين الوضع البيئي والصحي في مدينتي جعار والحصن. إن الاهتمام بصحة البيئة يعكس اهتمام السلطة بصحة سكانها ورفاهيتهم، ويجب أن يكون هذا الأمر في مقدمة أولوياتها.
- خدش المظهر الجمالي للمدينة
أشار فهمي طلوبه إلى أن القنوات التي بناها عمال الري في مدينة جعار، على مداخلها ومخارجها وفي جميع الاتجاهات، أصبحت مليئة بالأوساخ. نتيجة لهذا الإهمال، أصيبت الأنهار بعملية انسداد بسبب رمي المواطنين للقمامة باستمرار، وكأن المدينة لا تحتوي على أماكن مخصصة للتخلص من النفايات. عند مرورك عبر القسمة، ستلاحظ ذلك بوضوح. المثير للدهشة هو عدم قيام الجهات المختصة برفع القمامة من تلك الأماكن التي أصبحت مصدرًا لانتقال الأمراض بين المواطنين. يتمنى فهمي أن يتحرك الجميع بجدية أكبر لمحاربة هذه الظواهر السيئة التي تخدش المظهر الجمالي للمدينة.

- إعادة الوظيفة السابقة للآبار
وفي سياق متصل، أفاد المواطن ناصر العولقي من أبناء قرية عبر عثمان في خنفر، بأن إهمال الأعبار وعدم الاهتمام بها من الجهات ذات الاختصاص دفع المواطنين إلى استخدام الأعبار كمكبات للنفايات، غير مبالين بالأهمية التي أنشئت الأعبار من أجلها في ثمانينات القرن الماضي.
يعبر العولقي عن أمله في أن تهتم السلطة المحلية بتنظيف هذه الأعبار وإعادتها إلى سابق عهدها في ري الأراضي الزراعية، بدلًا من الإهمال الذي تتعرض له حاليًا. يؤكد العولقي على أهمية هذه الأعبار، مشيرًا إلى أن إنشاء قنوات الري في المستقبل سيكون مهمة صعبة ومكلفة.
- الإجراءات المطلوبة لتحسين الوضع
الوضع البيئي والصحي المتدهور في مدينة جعار يستدعي اتخاذ إجراءات فورية من قبل السلطات المحلية. يجب أن يتم تنظيف القنوات والأعبار بشكل دوري لمنع تراكم الأوساخ والقمامة، بالإضافة إلى توفير أماكن مخصصة للتخلص من النفايات وتوعية المواطنين بأهمية الحفاظ على نظافة المدينة.

على السلطة المحلية أن تقوم بحملات توعية للمجتمع، تشجع على السلوكيات الإيجابية وتوضح مخاطر رمي النفايات في الأماكن العامة، كما يجب تعزيز الرقابة على النظافة وتطبيق قوانين صارمة ضد المخالفين.