> تبن «الأيام» هشام عطيري:
- تقاعد عسكري: حالتي المادية لا تسمح لإنقاذ فلذة كبدي
- ضحية جديدة للمعاش التقاعدي الهزيل
محمد، أب لثمانية من الأولاد والبنات، يواجه تحديات يومية في توفير حياة كريمة لهم، ومع ذلك، فإن أكثر ما يثقل كاهله هو حالة ابنته ذكرى، البالغة من العمر سبع سنوات، التي تعاني منذ ولادتها من الشلل الدماغي وضعف النمو في الدماغ. هذه الحالة الفريدة من نوعها بين أشقائها جعلت من حياتها وحياة والدها تحديًا مستمرا.

منذ ولادة ذكرى، ومحمد يتنقل بها بين المستشفيات في محاولة للعثور على علاج أو تحسن لحالتها. العلاج الطبيعي الذي أوصى به الأطباء لها يعد ضروريا، لكنه يتطلب تكاليف باهظة فاقت قدرته المالية. ومع مرور الوقت، وجد محمد نفسه عاجزًا عن مواصلة تقديم العلاج اللازم لابنته، حتى أنه بات يجد صعوبة في إيصالها إلى المستشفى.
بين توفير لقمة العيش لأسرته أو علاج ابنته المريضة، يشعر محمد بالعجز والمرارة، فالفقر والراتب التقاعدي الذي لا يتجاوز 42 ألف ريال، جعلاه يعيش في حيرة دائمة.
اليوم يقف محمد بين خيارين مؤلمين: إما أن يقصر في رعاية أفراد أسرته، أو أن يتوقف عن علاج ذكرى التي تعتمد عليه بشكل كامل.
يرفع محمد نداءً للعون والمساعدة على أمل أن يجد من يقف إلى جانبه في محنته ويساعده في توفير العلاج الضروري لابنته، وفي نفس الوقت يمكنه من تأمين حياة كريمة لأسرته.
يعيش والد الطفلة ذكرى في قرية نائية تابعة لمديرية تبن، تبعد حوالي 30 كيلومترا عن مدينة الحوطة. للأسف اضطر إلى التوقف عن متابعة علاج ابنته بسبب عدم توفر الإمكانيات المالية اللازمة لنقلها بشكل يومي إلى المستشفى في لحج أو عدن لتلقي العلاج الطبيعي أو توفير الأدوية التي تحتاجها كل عشرة أيام، والتي تكلف 45 ألف ريال، وهو مبلغ يتجاوز راتبه التقاعدي بألف ريال.

يقول والد الطفلة إن خلال فترة علاج طبيعي استمرت قرابة ستة أشهر، لاحظ المختصون تحسنًا بسيطًا في حالة ذكرى، مما يعني أن الاستمرار في العلاج والتمارين أمر ضروري. إلا أن الظروف المالية الصعبة حالت دون استمرار العلاج. أشار والد الطفلة إلى أن نقلها من القرية إلى مستشفى في الحوطة لإجراء تمارين العلاج الطبيعي يتطلب تكاليف كبيرة يوميًا، وهو أمر يعجز عن تحمله، ما دفعه لمحاولة إجراء التمارين في المنزل، لكنه يخشى أن يعرضها للإصابة أو الكسر لأنه غير مختص.
ذكرى تحتاج إلى جلسات علاج طبيعي منتظمة وأدوية حتى تستعيد حالتها الطبيعية وتتمكن من ممارسة حياتها كأي طفلة أخرى. إلا أن والدها غير قادر على تحمل تكاليف العلاج والتنقل أو حتى توفير مسكن إيجار بالقرب من المستشفى لمتابعة علاجها، وهذا ما أدى إلى توقف العلاج، رغم تأكيد الأطباء على أهمية الاستمرار في التمارين والعلاج.
فمن سيعيد البسمة إلى وجه الطفلة ذكرى ذات السبع سنوات؟