> زنجبار «الأيام» خاص:

تدفقت السيول الجارفة التي شهدتها منطقة دلتا أبين من وادي بنا بعد أن ارتفع منسوب مياه السيول في سد باتيس التحويلي وجسر الصين والأعبار والعقم والسدود. لم تكن هذه السيول الوحيدة، لكنها كانت الأقوى، حيث وصل منسوب المياه إلى خمسة أمتار، وجرفت التربة والأراضي الزراعية وأخرجت منظومة الري عن الخدمة نتيجة قوتها، بعدما اتجهت إلى البحر دون أن يستفيد منها المزارعون في ري أراضيهم.

وجه مدير وحدة الري م. عبدالله طبيق، نداء استغاثة لوزارة الزراعة والري ممثلة بالوزير أحمد السقطري والسلطة المحلية ممثلة بالمحافظ أبوبكر حسين سالم، وقال: "نستغيث بالجميع ونعلن أن السيول لهذا الموسم فاقت التوقعات في ظل إمكانيات شحيحة، وإن وجدت فهي ترقيعية ولا تفي بمواجهة الأضرار الكبيرة في إعادة العقم والدفاعات المنهارة".


وأشار طبيق إلى أن استمرارية السيول غير المعهودة في هذا الموسم أعاقت عملية إعادة الدفاعات والعقم، وتسببت في خروج الوادي عن مجراه الرئيسي باتجاه مناطق سكان اللحوج وأبراج الكهرباء ومنطقة الجول والرواء والجرايب والمسيمير وبعض المناطق القريبة من الوادي، مما أدى إلى جرف الأراضي الزراعية والتربة والآبار الارتوازية لبعض المزارعين، بالإضافة إلى تهديد الثروة الحيوانية.

وأكد طبيق أن إدارة الري تواجه كارثة كبيرة تهدد مناطق الدلتا ومنظومة الري بالانهيار التام في حال عدم اتخاذ إجراءات طارئة، ودعا السلطة المحلية بشكل عاجل إلى ضرورة التكاتف من قبل جميع الإدارات العامة ذات الإمكانيات والآليات، وتسخير كل الإمكانيات لمواجهة ما يمكن مواجهته من أضرار السيول.


وقال: "رغم الجهود التي تبذلها السلطة المحلية والمجلس الانتقالي الجنوبي ممثلاً بالأستاذ حسن غيثان الكازمي والجهات الأمنية، إلا أنها لا تفي بمواجهة الأضرار الكبيرة في هذا الوضع الطارئ والاستثنائي".

من جانب آخر، عبر الشيخ منصور البلعيد عن قلقه خلال نزوله مع مدير الري بعد تلقي مكتب الري والحزام الأمني بلاغات تهديد السيول لأبراج الكهرباء العامة في عدن وأبين والمحاذية للوادي. وأفاد البلعيد: "نحن أمام كارثة طبيعية تهدد خطوط الكهرباء العامة وبعض المناطق والأراضي الزراعية من الانجراف وتضرر الساكنين".


وأشار إلى أن استمرار تدفق المياه باتجاه البحر ومرور القواطر فوق جسر الصين كبديل يعرضه للانهيار، مما يهدد بقطع المناطق والمحافظات الشرقية.

وأكد على ضرورة إيصال استغاثتهم إلى الحكومة ممثلة برئيس مجلس الوزراء أحمد بن مبارك والمجلس الرئاسي، بضرورة التحرك وتقديم الدعم والإمكانيات الطارئة لإدارة الزراعة والري، لمواجهة الأضرار التي تعرضت لها منظومة الري وخروجها عن الخدمة وتدفق المياه إلى البحر.

وقال مزارعون في دلتا أبين إن السيول الجارفة المتدفقة من وادي بنا والتي تدفقت أمس اتجهت إلى البحر بعد أن جرفت الأراضي والسدود والأعبار، وألحقت أضرارًا كبيرة بقنوات الري. ويأتي ذلك في إطار تنفيذ المشاريع الزراعية الترقيعية من قبل السلطة المحلية، التي لم يستفد منها المزارعون بسبب الأعمال العشوائية.


وأشاروا إلى أن أراضي شاسعة حُرمت من الري بعد أن تدفقت السيول إلى البحر، ولو كانت هناك مشاريع صحيحة في تأهيل قنوات الري والسدود والأعبار والعقم لما ذهبت المياه العذبة هدرًا ولروت الأراضي الزراعية الخصبة في دلتا أبين.

ولفتوا إلى أن العشوائية لا تزال تسيطر على الوضع، وقد حان الوقت لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من خلال تأهيل كل القنوات لتحويل وتصريف مياه السيول التي تتدفق من وادي بنا الموسمية، لكي يستفيد منها المزارعون.

وأضافوا أن أبين ابتليت بمسؤولين لا يهتمون بسلة الجنوب الغذائية، حيث ينفذون مشاريع زراعية بهدف الكسب غير المشروع ويتركون المزارعين يعانون الأمرّين.

وناشدوا وزير الزراعة والري مد يد العون والمساعدة لتأهيل القنوات والسدود بعد أن عجزت السلطة المحلية عن إيجاد الحلول المناسبة.