​خَرَجَ ثوّار تعز.. هم يرون أن يوم الجمعة مناسبة للحشد، يعكفون لوضع عناوين تناسب جديد الأخبار.

كما أسلفنا أن عدن قريبة من الحالمة، وقد قيل إن في تعز منطقة اسمها "عُدينة"، كما كتب محمود الحاج وغنّى أيوب طارش: "اسمك تعز وشهرتك عُدينة".
بدأ أن شُهرة المدينة مستمدة من اسم "عدن" الجنوبية، لكن "أيش قَدُه" غير "مَوْ قُه"!

التعزّيون يختصروا المفردات بلهجتهم الجَبَلية لدرجة يلبِّسوا على السامع، في عدن"ليش" وعندهم "لمو" وهي كلمات محببة عند أصحابها، وإذا اعترض المتكلم على شيء قال "لمو أكّه"، وفي عدن "ليش كدا"!
لكن في الخروج الأسبوعي لثوّار تعز يوم الجمعة نريدهم مرّة واحدة يقولوا للرئيس العليمي"لمو أكّه"؟!

وحين كان أحمد بن مبارك يجلس إلى جانب "العرادة" يحتفي بـ26 سبتمبر، كان المواطن في عدن يشتري الكيلو الطماطم بـ2500 ريال.." ليش كدا"؟!
قِيل البائع " لمو أكّه" والمشتري "ليش كدا"؟! وقعت السلعة بين "الوأْوأة" و"الشّأشأة"!

تسارعت الأخبار.. لدينا الغلاء الجائر والمواطن الحائر، وزِدْ على ذلك غموض المشهد، وانعكاسات حرب الضاحية ومعارك غزّة.

لا ندري أين ذهب العليمي وماذا يصنع؟ وكيف طار بن مبارك من جوار عرش بلقيس إلى الرياض؟
يقول بعض المراقبين إن لدى العليمي ابتسامة محببة، فهو يبشُّ بلطافة في وجوه من يصافحهم، وهو يبتسم أيضًا حين يصغي وحين يتكلم، لكن المواطن يحكي: ابتسامة لا تُسهم في خفض التصعيد لسعر الطماطم لا تنفع!

هذا البلد الأخضر" السعيد" الذي فيه ما لذّ وطاب من الفاكهة والخضروات، لِمَ يُظْلَم الناس فيه، فلا يجدون حاجتهم من الغذاء بيسر وسهولة.."لمو أكّه" "ليش كدا"؟! الوقت يمضي يا مجلس الحُكم. من ينام إلى الشروق، أو إلى بعده، سوف يعجز عن الخدمة.

كان أجدادنا الأوائل حين يذهبون إلى الحقول، يخرجون باكرًا، فيعملون بهمّة ونشاط، وينتجون ويثمر جهدهم.

وكانوا يقولون لِمَن يأتي متأخرًا: "شرَّق"، يعني أتى بعد شروق الشمس، حيث تضعف الهمّة، ويتراخى العامل.

يا ثوّار تعز، أمامكم مديريات كثيرة غير محررة، قولوا لابن الأعلوم "مَوْ قُهْ"، الدنيا شَرَاق، متى ستكون الخدمة؟!

حتى الأُمم المتحدة عَجَزَت، لمّا اجتهدت في خفض التصعيد بين الحوثي والشرعية بخصوص المسألة الاقتصادية، لم ينفع هذا الجهد المواطن المستهلِك ذو الدخل المحدود.. أين خفض التصعيد لسعر الطماطم مثلًا من خفض التصعيد بين اللاعبين الكبار الذين دوّخوا الشعب، وتفرقوا واختلفوا وذهبت ريحهم..

تـعِبَ المواطن من السعر الجنوني للخضار، ذُهِلَ وشَرَدَ عقله، هاجسهُ هذه الأيام، ودبيب خاطرهُ " طماطم، بطاطس، بصل، بسباس"، هذا عدا " الثوم، والكوسة، والبامية" وهلمَّ جرّا..

يا مجلس القيادة ويا حكومة‘‘.. "مَو قُهْ" الدُّنيا شَرَاق؟!
إما اعملوا وإما انسحبوا.. وللمعاركِ أبطالٌ لها خُلِقوا وللدَّواوين حُسَّابٌ وكُتَّابُ.