> «الأيام» غرفة الأخبار:
كشفت جماعة الحوثي عن غواصة مسيّرة محلية الصنع، تحمل اسم "القارعة"، وذلك خلال مناورات عسكرية على ساحل البحر الأحمر.
وأعلنت الجماعة عن تنفيذ قواتها البحرية والبرية مناورات عسكرية تكتيكية في الساحل الغربي، تحاكي ما أسمته "حرب المدن" والتصدي لعمليات برية مفترضة في محافظة الحديدة.
وأوضحت الجماعة أن المناورة التي أطلقتها تحت شعار "ليسوءوا وُجُوهَكُمْ" حاكت تصدي قواتها لعمليات هجومية واسعة تشنها قوات معادية عبر أربع موجات هجومية افتراضية على الأراضي اليمنية، بمشاركة متكاملة من سفن وقطع حربية بحرية معادية تمهيدًا لإبرار معادٍ يتسلل عبر الساحل.
وأفادت القناة بأن قواتها تصدت في المناورة لـ"قوات معادية تحاول السيطرة على إحدى القرى عبر إنزال جوي لقوات العدو المفترض"، فيما أسمتها "حرب المدن".
وأكدت القناة أن المناورة تحمل دلالات على الصعيدين المحلي والدولي، وتبعث برسائل للأعداء بأنها ليست في غفلة عن ما وصفته "تحركاتهم ومؤامراتهم لاحتلال أجزاء من البلاد"، وأشارت إلى أن المناورة تأتي ضمن استعداد المليشيا لمواجهة "أي مخاطر وتحديات تتطلبها المرحلة، ومن بينها لجوء الأمريكيين وعملائهم في الداخل إلى تنفيذ عملية إنزال لاحتلال أجزاء من الأراضي اليمنية".
وجاءت مناورات الحوثيين في ظل توقف تام للعمليات الجوية الأمريكية التي تنفذها القوات الأمريكية والبريطانية بهدف الحد من هجمات الحوثيين على السفن التجارية وخطوط الملاحة البحرية.
وقال الصحفي المتخصص في الشأن العسكري كامل المعمري"قبل سنوات، تمكنت القوات اليمنية من ضبط غواصة أمريكية متطورة من نوع "ريموس 600" في البحر الأحمر. هذه الغواصة التجسسية ذاتية التحكم، التي تعتبر من أحدث الابتكارات التكنولوجية في مجال التجسس البحري، كانت مجهزة بتقنيات متقدمة تشمل المسح الجانبي والتصوير الصوتي والفيديو وغيرها من التقنيات المتقدمة.. اليوم، وبعد سنوات من العمل في الظل، تمكنت القوات اليمنية من استنساخ هذه الغواصة بل وتطويرها، ليصبح السلاح الجديد جزءا من ترسانتها البحرية".
وأضاف، "ظهور هذا السلاح خلال المناورة البحرية التي أجرتها القوات المسلحة في البحر الأحمر كان بمثابة رسالة قوية على الصعيدين العسكري والسياسي، فقد تم استخدام الغواصة الجديدة في تدمير هدف بحري، ما أحدث انفجاراً هائلاً، وأظهر فعالية هذا السلاح الجديد في العمليات القتالية. هذا التحول النوعي في القدرات العسكرية يعكس مدى التطور التكنولوجي الذي تمكنت القوات اليمنية من تحقيقه في ظل العدوان والحصار، وهو ما يعزز من قدرة اليمن على ردع التهديدات البحرية وحماية مياهها الإقليمية والاستمرار في فرض المعادلات البحرية، والكشف عن هذا السلاح في هذا التوقيت ليس مجرد إنجاز عسكري، بل هو أيضا رسالة سياسية واضحة موجهة إلى القوى المعادية، لا سيما الولايات المتحدة وبريطانيا فالقوات اليمنية، التي ظلت لسنوات تواجه هذه القوى وداعميها الإقليميين، باتت اليوم تمتلك أدوات متطورة تمكنها من تغيير قواعد اللعبة في البحر الأحمر والمحيط الإقليمي".
وتابع، "كما أن دخول هذه التكنولوجيا المتقدمة إلى ساحة المعركة يمكن أن يغير موازين القوى، ويعزز من قدرة اليمن على الاستمرار في مواجهة العدو ومنع كل السفن المرتبطة به وبإسرائيل.. إن استنساخ وتطوير الغواصة "ريموس 600" يُعد هذا الإنجاز بمثابة تحول نوعي في القدرة على مواجهة التحديات، خاصة وأنه يمنح القوات اليمنية سلاحاً استراتيجياً قد يكون له تأثير كبير في مسار العمليات العسكرية البحرية، وأن امتلاك اليمن لهذه التكنولوجيا المتقدمة بمثابة خطوة لتعزيز نفوذها الإقليمي، وتحدي القوى التي تسعى للهيمنة على البحر الأحمر والعربي، إضافة لذلك فإن استخدام هذا السلاح بشكل فعال خلال المناورة يظهر أن اليمن باتت تملك القدرة على توجيه ضربات دقيقة لأي أهداف بحرية معادية، ما يعزز من موقعها في أي مفاوضات مستقبلية حول الأمن الإقليمي".
وأردف، "في إطار الحرب غير المتكافئة يمثل هذا التطور خطوة حاسمة لليمن في مواجهة تفوق القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، فالغواصة الجديدة تُمكن القوات اليمنية من تنفيذ عمليات بحرية هجومية دقيقة بعيدًا عن الاشتباك المباشر، وهو ما يعزز من قدرتها على تعطيل تحركات الأساطيل المعادية دون الحاجة إلى الدخول في مواجهة عسكرية تقليدية. مثل هذه القدرة على شن هجمات سرية ودقيقة تمنح اليمن مرونة أكبر في تحركاتها البحرية وتُعقد من خطط التحالف البحري. الأهمية الاستراتيجية لهذه الغواصة تمتد إلى قدرتها على تعزيز الحصار البحري الذي تفرضه اليمن على الكيان المحتل، فالغواصة قادرة على تهديد سفن الإمداد واللوجستيات البحرية، مما يجعل من الصعب على الكيان المحتل أو أي حلفاء إقليميين التحرك بحرية عبر البحر الأحمر وخليج عدن.
اليمن، بفضل هذا السلاح الجديد، باتت تمتلك القدرة على التأثير في توازنات القوى البحرية الإقليمية، ما يعزز من موقفها في أي مفاوضات مستقبلية حول الأمن البحري. هذا التحول يُرسل رسالة واضحة بأن اليمن لم تعد مجرد لاعب محدود الإمكانيات في الصراع البحري، بل أصبحت قوة قادرة على تهديد وتحدي أي قوى معادية في المنطقة".