> فردوس العلمي:

  • مؤسسة مكافحة السرطان في عدن: نطمح لإنشاء مركز تشخيصي مجاني بنسبة 100 %
  • حملة أكتوبر الوردي في لحج: "لا ينبغي لأحد مواجهة سرطان الثدي وحده"
> يعد السرطان من الأمراض الخبيثة التي تأكل الجسد دون رحمة، وتعلن عن نفسها بصرخات ألم موجعة، ويهمس للمريض: "أنا رفيقك في الحياة حتى الممات". هناك قرابة 100 نوع من السرطان، ويُعد السرطان سببًا رئيسيًا للوفاة في جميع أنحاء العالم. في عام 2020، قضى السرطان على حوالي عشرة ملايين شخص، ويعد سرطان الثدي وسرطان الرئة وسرطان القولون والمستقيم وسرطان البروستاتا من أكثر أنواع السرطان شيوعًا.

صحيفة "الأيام" تلتقي د. جمال حسين مشرع القائم بأعمال المدير التنفيذي للمؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان في عدن، لتسلط الضوء على ما تقدمه المؤسسة من خدمات وأنشطة لمرضى السرطان.

د. جمال مشرع
د. جمال مشرع
يتحدث د. جمال عن نشأة المؤسسة وأهدافها والأنشطة والخدمات المقدمة، وقال: "أُنشئت المؤسسة عام 2006، وتجاوز عدد المرضى المترددين على المؤسسة 7000 مريض"، وأضاف: "في عام 2023 بلغ عدد المرضى المتقدمين 1157 مريضًا، وبلغ إجمالي المبالغ المصروفة لهم حدود 139 مليون ريال".
  • خدمات نسبها متغيرة
وعن الخدمات المقدمة، قال: "الخدمات نوعان، خدمات مجانية وخدمات مساهمة. تشمل الخدمات المجانية فحوصات الدم وحالات الأورام والعمليات الخارجية التي تُجرى في مستشفى الجمهورية، وتتحمل المؤسسة تكاليف ذلك". وعن الخدمات المساهمة، قال: "فيما يتعلق بالخدمات المساهمة، يدفع المريض نسبة تصل إلى 30-40 % من قيمة الفحص، وهذه الخدمات هي الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي، ويتم ذلك بالتعاون والتنسيق مع المراكز الصحية التي يتم التعاقد معها، وهذه النسب تتغير حسب المبالغ المتوفرة لدينا من رجال المال والأعمال".

وأضاف: "نسعى دائمًا إلى توفير دعم من رجال المال والأعمال لتخفيض النسبة بشكل كبير، وحتى لا يدفع المريض أي مبالغ خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية التي يعاني منها المواطن، حيث لا يستطيع مريض السرطان أحيانًا دفع النسبة المحددة له".


يتحدث د. جمال عن أقسام المؤسسة، وقال: "لدى المؤسسة أقسام أخرى، مثل مركز الحياة للكشف المبكر لفحص سرطان عنق الرحم والثدي، وعيادة تخصصية لأمراض النساء والولادة، حيث يتم فيها معاينة المريضة بالأمراض المتعلقة بالنساء، وإذا احتاجت المريضة أخذ مسحة، تُرسل إلى المراكز التي تم التنسيق معها مسبقًا للفحص". وقال: "بعض المراكز تصل قيمة الفحص فيها إلى سبعة آلاف ريال، يدفع المريض ألفين أو ألفين وخمسمائة ريال، وفي بعض المراكز يدفع المريض ألف ريال فقط من قيمة العلاج البالغة ألفين وخمسمائة ريال".
  • أجهزة متوفرة
ويتحدث د. جمال عن أجهزة الفحص المتوفرة في المؤسسة، وقال: "لدينا جهاز الموجات فوق الصوتية ((Ultrasound)) لفحص الحوض والبطن وعنق الرحم والثدي للكشف عن بعض الشكاوى النسائية التي تعاني منها النساء"، مشيرًا إلى أن سعر الفحص في المراكز الخاصة يتراوح من خمسة إلى عشرة آلاف، وفي المؤسسة يتراوح من ألف إلى ألف وخمسمائة ريال فقط.

وأضاف: "لدينا أيضًا جهاز أشعة الماموجرام، وفحص هذا الجهاز في المراكز الخاصة يصل إلى سعر يتراوح بين عشرين إلى ستين ألف ريال، بينما في المؤسسة يصل إلى خمسة آلاف ريال فقط، ولدينا جهاز الكي الباردة والحارة، وجهاز منظار عنق الرحم".
  • تكثيف الجهود لمحاربة سرطان الثدي
يقول د. جمال مشرع: "حاليًا نركز على مشاكل عنق الرحم وسرطان الثدي الذي بدأ ينتشر بشكل كبير بين النساء، ويشكل عبئًا كبيرًا عليهن"، مشيرًا إلى أن مستوى الإصابات بالسرطان بين النساء على مستوى اليمن والدول المجاورة والخليج والعالم يبلغ 33 % من المصابات بسرطان الثدي من بين كل 100 امرأة مصابة بالسرطان، ولهذا نكثف جهودنا لمحاربة سرطان عنق الرحم وسرطان الثدي".
  • دعم مقدم من هيومان أبيل
وأشار د. جمال إلى أن منظمة هيومان أبيل دعمت المؤسسة من سبتمبر 2024 حتى يناير 2025 ببعض أجهزة الكمبيوتر واللابتوب والطابعات، وبعض المواد القرطاسية والطبية، ومنذ شهر سبتمبر كانت جميع الفحوصات النسائية مجانية". وعن البرامج المنفذة، قال: "لدينا برنامج الطبيب الداخلي الزائر، حيث يتم النزول مع فريق متكامل إلى المركز في محافظة عدن، وتُجرى الفحوصات المجانية لجهاز الموجات الصوتية، إضافة إلى توعية النساء بآلية الفحص الذاتي، ويتم توزيع كافة وسائل التوعية، وخلال شهر سبتمبر زار الفريق الطبي كل المراكز في كريتر والتواهي والمعلا وبعض المراكز الأخرى، الخاصة والعامة، وتم فحص 900 حالة".


وعن أكتوبر الوردي، قال: "هذا العام كانت محافظة لحج وردية، حيث تم تدشين الفعاليات في محافظة لحج، وكل الفعاليات والفحوصات والتوعية كانت تحت شعار 'لا ينبغي لأحد مواجهة سرطان الثدي وحده' في محافظة لحج".
  • تزايد حالات السرطان
يؤكد د. جمال بأن حالات السرطان تتزايد بشكل كبير وسريع، فقال: "من بداية يناير 2024 حتى مارس، تم الوصول إلى 1757 حالة، مما يتطلب تكاتف كل الجهود، فكلما زادت الحالات زادت التكلفة العلاجية".
  • صعوبات تعيق العمل
وعن الصعوبات، قال: "قلة الدعم المقدم للمؤسسة وتزايد عدد الحالات المصابة يؤثر كثيرًا على عملنا، حيث نعجز عن توفير الاحتياجات في بعض الأحيان لقلة الدعم. نصادف الكثير من القصص والمآسي التي يعاني منها المرضى، فهناك مرضى غير قادرين حتى على دفع النسبة المحددة لهم، والمؤسسة إمكانياتها محدودة، ونعفي المرضى حسب التبرعات الواردة للمؤسسة. فإذا كان هناك دعم كافٍ، من الممكن أن نقدم كافة الخدمات والعلاج بسهولة وبصورة مجانية لكافة المرضى".

وعن أسباب سفر بعض المرضى للخارج، قال: "عدم توفر أجهزة متطورة لدينا يدفع مريض السرطان للسفر للخارج لمواكبة أحدث الأجهزة الطبية لمعاينة مرضى السرطان، فإذا توفرت هذه الأجهزة لن يضطر المريض للسفر لتلقي العلاج".
  • خدمات إنسانية وترفيهية
يقول د. جمال: "المؤسسة لا تكتفي فقط بتقديم العلاج والفحوصات والعمليات الجراحية، ولكنها تقدم أيضًا رحلات ترفيهية بحرية للناجين من المرض، وكذلك السلة الغذائية ومبالغ مالية لكافة مرضى السرطان المسجلين في المؤسسة".
  • طموحات مستقبلية
يقول د. جمال: "لدينا طموحات مستقبلية، حيث نسعى مع بعض الجهات لإنشاء مركز تشخيصي طبي، للوصول إلى الخدمة المجانية 100 % لمرضى السرطان، ويكون أيضًا استثمارًا لغير مرضى السرطان، حتى نستطيع توفير الميزانية التشغيلية بشكل دائم".

وفي ختام اللقاء، دعا د. جمال مشرع النساء لزيارة مركز الحياة للفحص المبكر، وقال: "ندعو النساء لزيارتنا في المركز، فلدينا إمكانيات لإجراء كل الفحوصات بصورة مجانية، إلى جانب تفعيل مسحة عنق الرحم على مستوى المديريات، واختيار مركز صحي في كل مديرية بالتنسيق مع الصحة الإنجابية في مكتب الصحة العامة في محافظة عدن لتفعيل مسحة عنق الرحم التي كانت متوقفة لأكثر من 15 عامًا".