> عدن «الأيام» العين الإخبارية:

تغلبت على المستحيل.."رنا" تستعين بالفن للتغلب على إعاقتها
> لم تستسلم "رنا أحمد" لفقدان بصرها، بل نجحت في صناعة هوية فنية وموسيقية خاصة بها جعلتها محل تقدير في مدينة عدن وحائزة على جوائز دولية من الخارج.

رنا تجاوز صيتها المستوى المحلي، لتنال جائزة التميز في الإبداع والأداء بمهرجان منتدى مصر الدولي الذي تم تنظيمه في شهر أكتوبر، وشاركت فيه كممثلة عن اليمن.

وهي المشاركة التي نالتها بناءً على نجاحاتها في تأسيس وإدارة قناة "توتي كيدز" للأطفال على منصتي "اليوتيوب" و "الفيسبوك"، وهي قناة تقدم محتوى تعليميا وتثقيفيا وترفيهيا للنشء والأطفال، ليس في اليمن فقط، وإنما على مستوى الوطن العربي أيضًا.


وتقدم رنا في قناتها على منصات السوشيال ميديا، محتوى من الأناشيد التي تؤلفها وتلحنها هي شخصيا، وتغنيها بصوتها الطفولي الشجي، بالإضافة إلى مسلسلات مدبلجة بصوتها تهدف لتربية الأطفال وتعليمهم وتوعيتهم.
إن مواهبها متعددة، تبدأ بالإنشاد، والعزف على الآلات الموسيقية، "الأورج" تحديدا، ولا تقف عند التلحين وكتابة كلمات الأغاني، والقيام بدوبلاج المسلسلات الهادفة الموجهة للصغار.

تتحدث رنا عن بداية تشكل وتكوين موهبتها، وتقول إنها بدأت في الإنشاد وعمرها سبعة أعوام، من خلال الأناشيد الدينية والوطنية، بالإضافة إلى أغاني الأطفال.

تعلمت العزف على آلة "الأورج" قبل ذلك، وعمرها أربعة أعوام، وهي آلة تشعر بأنها قريبة منها، وبدأت تعزف مقطوعات لكبار المطربين العرب مثل أم كلثوم وفيروز، وأغاني قناة "سبيس تون" للأطفال، بالإضافة لمقطوعات الموسيقار العالمي "بيتهوفن".

أما بالنسبة لموهبة الدوبلاج فبدأت بها وعمرها تسعة أعوام، حيث لم تدرس الدوبلاج ولكنها تعلمته بنفسها عن طريق الاستماع لبرامج الأطفال في القنوات التلفزيونية وعلى منصات التواصل، فكانت تتقمص أدوار الشخصيات حتى تمكنت منها.

تضيف رنا: "كما اقتحمتُ عالم التلحين والتأليف الموسيقي وأغاني الأطفال وعمري 19 عامًا، وعملتُ على كتابة أغاني عن القيم والأخلاق، وما ساعدني على التلحين أني تعلمت المقامات في معهد جميل غانم للفنون الجميلة بمدينة عدن".


أكملت رنا مرحلة الثانوية، لكنها لم تلتحق بالجامعة لأن ظروفها لم تكن تسمح، بسبب عدم وجود شخص يعتني ويهتم بمذاكرتها أثناء الامتحانات، وهذا ما دفعها للالتحاق بدار القرآن الكريم لتحفظ كتاب الله كاملا.
وتواصل: "بعدها تفرغت للعمل في قناتي توتي كيدز على اليوتيوب، التي حققتُ فيها نجاحات بفضل الله أولا، ثم بمساندة أهلي، وتحديدًا أمي وخالي، اللذان كانا بجانبي باستمرار".

وتؤكد رنا أن تلك التحديات لم تثنيها عن تأسيس قناتها "توتي كيدز" عام 2020 خلال جائحة كوفيد 19، وقدمت فيها برامج موجهة للأطفال تعليميا وترفيهيا عبر نشر أناشيد وعرض أفلام ومسرحيات ذات هدف تربوي وأخلاقي.
في أكتوبر الماضي شاركت رنا بمهرجان ومنتدى مصر الدولي لكنوز الإبداع في شرم الشيخ، وتواصلت شخصيا مع رئيس المهرجان في مصر وليد الحسيني الذي هيأ لها أسباب المشاركة.

وشاركت الكفيفة اليمنية في مسابقتين، الأولى كانت في الأغنية الخاصة، بأغنية من كلماتها وألحانها وتوزيع موسيقي لأحد المختصين الموسيقيين من لبنان، وكانت بعنوان: "صلاتي أنا لا أنساها".

أما المسابقة الثانية التي شاركت فيها، فكانت مسابقة "أحسن صوت"، وتقديم المشاركين أغانٍ من أعمال الشاعر المصري الراحل مرسي جميل عزيز، الذي كتب لكبار المطربين المصريين والعرب، واختارت رنا قصيدة "بلدي أحببتك يا بلدي" لتأديها في المسابقة.

تقول رنا: "رغم الصعوبات التي واجهتني في المشاركة وحضور المهرجان بسبب عدم قدرتي على توفير تذاكر السفر، لولا دعم رئيس الوزراء اليمني دكتور أحمد عوض بن مبارك، إلا أنني حققت إنجازا وشرفت اسم اليمن وحصلت على جائزة التميز والإبداع والمركز الأول في هذا المجال، واحتفل بي أهل مصر وفرحوا بي".

نجحت رنا في إدارة قناتها الخاصة، عبر تقديم وصلات من الأناشيد والعروض المسرحية والمسلسلات الهادفة، غير أن هذا النجاح لم يأتِ بسهولة.
حيث تشير إلى أنها واجهت صعوبة في وجود مختصين يمنيين يساعدونها في تحقيق أهداف القناة، خاصة في مجال إنتاج المواد الكرتونية، والتوزيع الموسيقي، ورسم الشخصيات والمونتاج المتخصص.

وتستدرك: "لكني تعرفت على مختصين من دول عربية عديدة ساعدوني في إنجاح العمل في القناة، وساعدوني في الدوبلاج والتعليق الصوتي وإنتاج مسلسلات الكرتون".