> هشام عطيري:
وادي تبن يمر عبر نحو 150 قرية في المسيمير ويلتقي مع أودية إب وتعز
وفي سياق متصل، أوضح حاميم محمد سعيد، مدير عام مديرية المسيمير، أن السلطة المحلية قدمت مقترحات لإنشاء مشاريع سياحية في جول مدرم وعقان، بالإضافة إلى تطوير العديد من المواقع السياحية الأخرى في المديرية.
وتبقى منطقتا عقان وجول مدرم مثالًا حيًا على كيفية تأثير الحرب والإهمال على المواقع السياحية في اليمن. رغم جمالها الطبيعي والتاريخي، فإنها بحاجة ماسة إلى الدعم والاهتمام من الجهات المختصة والمنظمات الدولية. إن توفير الدعم المالي والتقني لهذه المناطق سيكون له تأثير إيجابي كبير على الحياة الاقتصادية للسكان المحليين، وسيسهم في استعادة مكانة هذه المناطق كوجهات سياحية متميزة.
> تعتبر محافظة لحج من المناطق اليمنية التي تمتلك العديد من المواقع السياحية والأثرية التي تتميز بمقومات طبيعية وتاريخية تجعلها وجهة سياحية واعدة. لكن هذه المناطق تعاني من الإهمال الكبير بسبب تأثيرات الحرب التي عصفت بالبلاد منذ عام 2015.
من بين تلك المناطق التي كانت تشهد حركة سياحية نشطة، تبرز منطقتا عقان وجول مدرم في مديرية المسيمير، اللتان تتمتعان بموقع استراتيجي وجمال طبيعي خاص جعلهما قبلة للزوار من مختلف الأماكن.
تقع هاتان المنطقتان على ضفاف وادي تبن، الذي يعد من أجمل الأودية في اليمن. وكان جسر عقان، الذي يربط عدن بمحافظة لحج والعديد من المحافظات الشمالية، يشكل شريان حياة لهذه المنطقة، حيث يربطها بتعز ومن ثم بالحدود مع دول الجوار، مما أسهم في تحفيز الحركة التجارية والسياحية.
لكن مع اندلاع الحرب وتدمير الجسر، توقفت الحركة السياحية بشكل كبير، وأصبح الوصول إلى هذه المناطق صعبًا للغاية. تدمير الجسر ألحق ضررًا بالغًا بالاقتصاد المحلي الذي كان يعتمد بشكل جزئي على السياحة، مما حول هاتين المنطقتين إلى مناطق شبه مهجورة، لولا بعض الأسر التي لا تزال تزور المنطقة للاستمتاع بالطبيعة الخلابة التي حافظت على جزء من جمالها رغم الظروف الصعبة.
يقول علي حسين، أحد الشخصيات الاجتماعية البارزة في المنطقة، إن وادي تبن يمر عبر نحو 150 قرية في مديرية المسيمير، ويشكل مركزًا أساسيًا للزراعة والحياة اليومية للسكان المحليين. يلتقي هذا الوادي مع أودية قادمة من محافظتي إب وتعز، ويشكل نقطة جذب طبيعية للزوار.
وأشار حسين إلى أن منطقتي جول مدرم وعقان تتمتعان بجمال طبيعي وأثري استثنائي، حيث تشتهران بالمناظر الجبلية والآثار القديمة التي تحتاج إلى اهتمام خاص من الجهات المختصة.
وقال إن هذه المناطق كانت منذ عقود وجهة سياحية شهيرة، وكان الزوار يتوافدون إليها من مختلف المناطق الجغرافية في اليمن، لكن تدهور الوضع بسبب الحرب والإهمال أديا إلى تراجع السياحة في تلك المناطق بشكل ملحوظ.
من جانبه، أكد لطفي صالح، مدير صندوق النظافة في المديرية، أن وادي تبن كان يشكل منذ القدم نقطة جذب للزوار، حيث يوفر المناظر الطبيعية التي كانت مصدر إلهام للعديد من الزوار والمصطافين.
وأوضح صالح أن السلطة المحلية تبذل جهودًا لتحسين الخدمات في المنطقة، لكنها تعاني من قلة الإمكانيات، ما يجعلها عاجزة عن إحداث تحسن ملحوظ. لذلك، دعا الجهات المعنية والمنظمات الدولية إلى التدخل لدعم المنطقة في مجالات مختلفة، من بينها تطوير البنية التحتية وتحسين الخدمات السياحية.
وأشار إلى أن السلطة المحلية لا تمتلك القدرة المالية اللازمة لتنفيذ هذه المشاريع بمفردها، لذلك فهي تسعى للحصول على الدعم من الجهات المانحة والمنظمات الدولية.
وأضاف حاميم أن المديرية لا تقتصر على المواقع السياحية فقط، بل تحتوي أيضًا على مواقع أثرية هامة تزداد أهميتها مع مرور الوقت، وهي بحاجة إلى تدخلات سريعة لإعادة تأهيلها وجعلها وجهات سياحية متميزة.
محمود عوض، مدير عام مكتب السياحة في لحج، أكد بدوره أن السياحة تشكل أهمية كبيرة على المستوى الاقتصادي في أي بلد، مشيرًا إلى أن لحج تمتلك العديد من المقومات السياحية التي تجعلها واحدة من أهم الوجهات السياحية في اليمن.
وأوضح أن مكتب السياحة في لحج قام بإجراء حصر للمواقع السياحية والأثرية في المحافظة، ورفع العديد من المقترحات للمنظمات المانحة بشأن تلك المواقع التي تحتاج إلى الاهتمام والترميم.
وأشار عوض إلى أن جول مدرم وعقان، إضافة إلى مواقع أخرى في لحج، تعتبر من أفضل المناطق السياحية التي تجذب الزوار، لكنها بحاجة إلى دعم كبير من أجل إعادة تأهيلها وتطويرها لتكون على مستوى عالمي.
وأكد أن مكتب السياحة في لحج يواصل الترويج لهذه المناطق، داعيًا المستثمرين إلى استثمار هذه المواقع وتحقيق الاستفادة القصوى منها في المستقبل.