> عدن "الأيام" محمد رائد محمد:

"تريند" شائق لفت الأنظار لقيام طلاب وطالبات عدد من الجامعات والكليات والمعاهد الخاصة بتقديم هدايا "شوكولاتة" للمعلمين والمعلمات، والتي انتشرت بشكل كبير رغم البساطة التي اتسمت بها.

بدورها، "الأيام" كانت قد رصدت تلك اللحظات الممتلئة بمشاعر الحب والعرفان من الطلاب لأساتذتهم في عدد من كليات جامعة عدن.

الكثيرون رأوها وسيلة مبتكرة للتعبير عن الوفاء تجاه المعلمين، إذ إنهم اعتقدوا أن تلك الهدايا الصغيرة هي رسالة كبيرة فيها تقدير واحترام واعترافًا بجميل معلميهم.


أما المدرسون فكانت ردود أفعالهم كافية لشرح شعورهم بالسعادة تجاه هذه اللفتة الإنسانية الرائعة، فشعروا بأن تعبهم وجهدهم لم يذهب سدى، وهو محل تقدير واحترام من جهة الطلاب، وأن مثل هذه اللفتات الصغيرة تقوي العلاقات الاجتماعية بينهم وبين الطلاب ومفعمة بالإيجابية وتعطي إحساس بأن الدارسون ملتفون حول معلميهم.

وفي جامعة عدن تحديدًا اتخذت تلك الهدايا مغزًى اجتماعيًا فاق التصورات في كليات الهندسة والعلوم الإدارية والإعلام، ليتعدى الداخل المحلي وينتقل إلى المستوى الإقليمي من خلال التفاعل مع البادرة الطلابية الأولى من نوعها في البلاد.


مدرسة مساق مهارات الحاسوب في تخصص الـ (IT) بجامعة الريادة سارة حسين بازرعة أفادت أنها شعرت بالارتياح جراء تكريمها بمختلف أنواع الشوكولاتة أثناء إلقائها لدرسها على طلابها عندما انهالت عليها الهدايا وسط شعور بالفرحة الغامرة.

من جهةٍ أخرى، أكد أكاديميون لـ "الأيام" أن هذه اللفتة جاءت لتعزيز التعاون المشترك ولتساهم في تحسين مستوى التعليم وصنع بيئة جامعية مفعمة بالإيجابية والطموح.

وقلن عدد من المعلمات "إن هذه الأعمال محمودة وَمُثَمَّنة، فهي تخفف من حدة التوتر الحاصل في العلاقة داخل الوسط التربوي والأكاديمي تجاه الطلاب خاصًة في النموذج التربوي التقليدي الذي لم يتطوَّر منذ سنوات طويلة".


وحول نوعية الهدايا طالب الشاب راكان رشاد بأن يُكَرِّم الطلاب المدرسين بسلال غذائية خصوصًا وأنهم بدون رواتب لمدة شهرين متتاليين وهو ما سيعود عليهم بالنفع وعائلاتهم، لكن الطالبة سمية محمد كان لها رأيًا آخرًا شارحًة بأن المقصد هنا ليست الشوكولاتة بحد ذاتها، حيث إن الترند في الأساس كان غايته إظهار الاحترام والتقدير لـ "الدكاترة" ممن يستحقوا إدخال السعادة إلى قلوبهم حتى بشيءٍ رمزي.

وأضافت سمية أن في حال تم إعطاء المعلمين مواد غذائية أو مبالغ نقدية، فلا ينبغي للطلاب القيام بالتصوير ونشره في مواقع التواصل الاجتماعي لأن المساعدات تمنح بالسر وليس بالعلن، مشيرًة إلى أن هذا تكريم الشكولاتة تم وضعه في التريند فلا بأس بالتقاط الصور ومقاطع الفيديو لإرسال رسالة مفادها أن الطلاب الجامعيين يحترمون ويقدرون أساتذتهم و"يجبروا بخواطرهم"، وكذلك للفت نظر الناس تجاه هذا الإنسان الطيب الذي تم تكريمه.


من جهته، قال علي صالح وهو أحد المتابعين للتريند: "استطيع أن أؤكد أن كل طالب قام بتكريم معلمه فإنه زرع في قلبه محبة ورأفة لا تُنسى، فالكرم والعطاء الحقيقي لا ينتظر مقابلًا، وهو ما يُميِّز الأشخاص الذين يضفون نورًا على حياة الآخرين، وهم مثال حي للتضحية والإنسانية ويستحقون كل التقدير والاحترام".