> «الأيام» غرفة الأخبار:

في تصعيد جديد يعكس طبيعة استخدام مليشيا الحوثي لمزاعم محاربة الإرهاب كذريعة لقمع القبائل اليمنية، شنت المليشيا حملة عسكرية واسعة على قبائل قيفة في مديرية القريشية بمحافظة البيضاء، وتسببت الحملة التي انطلقت مطلع الأسبوع الجاري بحصار خانق واشتباكات دموية، أسفرت عن سقوط ضحايا وتدمير منازل ومساجد باستخدام الأسلحة الثقيلة والطائرات المسيَّرة.

بدأت المواجهات بعد استهداف طقم عسكري تابع للمليشيا من قبل شبان غاضبين من ممارسات مشرفي الحوثي، مما دفع المليشيا لإطلاق اتهامات معتادة بتبعية المنطقة لتنظيم داعش.

ورغم وساطات قادها شيوخ محليون لتهدئة الأوضاع والتحقيق في الحادثة، صعَّدت المليشيا من حملتها ودفعت بتعزيزات عسكرية لمحاصرة قرى "الخشعة" و "الحنكة"، حيث دارت اشتباكات محدودة سرعان ما تحولت إلى معركة عنيفة.

في الساعات الأولى من يوم الخميس الماضي شنَّت المليشيا هجومًا واسعًا على قرية الخشعة، تلاه قصف مكثف على قرية الحنكة المكتظة بالسكان، وأفادت مصادر محلية بمقتل مواطن واحد وإصابة 12 آخرين، بينهم ثلاث نساء، نتيجة القصف الذي استهدف منازل ومساجد، واستخدمت المليشيا الطائرات المسيَّرة في ضرب الأهداف المدنية، في مشاهد وثَّقتها مقاطع مصورة تُظهر الدخان وألسنة اللهب المتصاعدة من المنازل.

وأكدت مصادر طبية وصول قتلى وجرحى من عناصر الحوثيين إلى مستشفى ذمار العام، في وقت يعاني فيه المصابون المدنيون من ظروف صحية خطيرة بسبب الحصار الذي يمنع إدخال المواد الغذائية والطبية إلى المنطقة.

تأتي هذه الحملة في سياق تاريخ طويل من توظيف مليشيا الحوثي مزاعم محاربة الإرهاب لقمع القبائل اليمنية منذ سيطرتها على صنعاء في عام 2014م، وعلى مدار السنوات الماضية استغلت الجماعة شعار مكافحة الإرهاب لقمع الأصوات المناهضة وفرض هيمنتها على المناطق القبلية، مستخدمة الاتهامات بالارتباط بتنظيمات متطرفة كذريعة لتنفيذ انتهاكاتها.

ورغم إعلان المليشيا في عام 2020 تطهير محافظة البيضاء من عناصر داعش والقاعدة، تواصل الجماعة تكرار نفس الادعاءات لتبرير حملاتها العسكرية الجديدة، ففي بيان رسمي نشرته إدارة أمن البيضاء التابعة للحوثيين زعمت الجماعة أن الحملة تستهدف عناصر تكفيرية متورطة في الاعتداء على دورية أمنية، وجدد البيان التهديد بمواصلة العمليات حتى تحقيق أهدافها، متهمًا القبائل بالتستر على المطلوبين.

الاعتداء الأخير على قيفة يسلط الضوء مجددًا على استخدام المليشيا للقوة المفرطة والحصار في نزاعات ذات دوافع سياسية وطائفية، وهو ما يستدعي اهتمامًا متزايدًا من المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي للضغط من أجل إنهاء معاناة السكان المدنيين وإيقاف التصعيد العسكري الذي يفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن.