> صالح لجوري:
يشهد خط يافع البيضاء ازدحاما مستمرا لحركة شاحنات النقل الثقيل، حيث يعتبر خط يافع لحج البيضاء منذ نحو سبعة أعوام خطا دوليا يربط المناطق الجنوبية والشمالية والخليج مثل السعودية.

- خراب طريق حبهات ومنعطفاتها الخطرة
ففي منعطف حبهة من الجهة الجنوبية رأس نقيل ذبوب انتهى الإسفلت بشكل نهائي مما يصعب طلوع الشاحنات بشكل طبيعي وهناك العديد من الشاحنات تتعرض للانقلاب وخسارة الشاحنة وحمولتها وفي نفس الوقت يتوقف الخط حتى يتم رفع الشاحنة وقد يصل التوقف للخط إلى يوما كاملا ناهيك عن تعرض السيارات الصغيرة للأعطال والأعطاب بسبب الحفر الترابية الكبيرة التي أحدثتها الشاحنات وكثير من السيارات الصغيرة تنعدم مكانها في حال نجت من الانقلاب ولا يختلف هذا المنحنى الخطير عن المنحنيات الأخرى في جبل حبهة من الجهة الشرقية اتجاه مرفد فهي الأخرى أشد خطورة، حيث يوجد أربعة منحنيات أروان في عقبة مقوسة أفقيا جنباتها تشرف على شفى هاوية فضاء سحيق ومرتفعات شاهقة ليس فيها مكان للوقوف الجانبي وكثير من الحوادث التي تعرضت لها السيارات الصغيرة لم يجد المنقذون والمسعفون أثرا مكتملا للمركبات، حيث تتقطع إلى وصل أو أجزاء صغيرة في هوايات الجبال الشاهقة ناهيك عن عدم وجود جثث الضحايا إلا ما ندر بشكل أشلاء ممزقة في بطون الشعاب العميقة.

- عقبات مرفد طريق الموت المحقق ودمار الممتلكات
وفي حال نجاة الشاحنات وكذا المارة بالسيارات الصغيرة من أروان ومنعطفات مناطق حبهات فهناك عقبتان ارتكازيتان يفصل بينهما وادي مرفد الأولى تبدأ من قرية آل مديد جنوبا والأخرى ملتصقة بمنطقة مرفد من جهة شمال شرق الوادي وهي الأخطر من كل العقبات، حيث تتكون من عدة أروان منعطفات ارتكازية شاهقة ولا يوجد مكان للوقوف الاحترازي أو بديل في حال انقلاب شاحنة أو مركبة أخرى وكل جنباتها مشرفة على فضاء هاوية شديد الخطورة، هذه العقبة انعدمت فيها طبقة الإسفلت ثم الطبقة الترابية القديمة ما قبل الإسفلت وأصبحت طريقا مجوفة كثيرة الحفر ممتلئة بالأحجار والأتربة الرخوة التي تتسبب بتزلج السيارات وانقلابها ولا يمضي يوم دون حدوث حوادث وخسائر مادية وبشرية، فقد حصدت الكثير من الأرواح وتسببت بإعاقات دائمة لكثير من مرتاديها إضافة إلى الخسائر المادية والمعنوية وتدمير المركبات ومازال الحال مستمرا كما هو والطريق تزداد سواء وخطورة دون تدخل للسلطات المحلية والدولة بشكل عام والجبايات والرسوم الجمركية مستمرة والعذاب والموت مستمر ولا حياة لمن تنادي وكأنها لا توجد دولة في هذه البلدة «يافع» التي أقحمت في خط دولي للشاحنات وهو في الأساس لا يستوعب كل هذا الكم الهائل من الحركة المرورية والأحمال بل مخصص منذ البداية لاستيعاب حركة سير السكان المرورية المحدودة فقط وبالكاد يقوى على استيعاب الحركة المرورية لسكان يافع فقد خسرت يافع المئات من الأرواح والمعدات ومئات المليارات جراء تدمير هذا الخط ابتداء من منطقة العسكرية وحتى نقطة امسر في الحد بينما استفادت شلة محددة أو مجموعة من المسؤولين والنافذين والمتحكمين بحركة الشاحنات في هذا الخط الدولي الإجباري وأثرت واتخمت على حساب أرواح وممتلكات الأبرياء من أبناء يافع وغيرها.

- انقلاب الشاحنات عرقلة لجهود إسعافات المرضى والجرحى
تجدر الإشارة إلى أن هذه الطرقات وغيرها الرابطة بين لحج يافع البيضاء تتسبب كل يوم بوفيات أوساط المرضى والجرحى بسبب توقف حركة السير أثناء انقلاب الشاحنات في طريق مرفد وحبهات ونقيل الخلاء لأكثر من 24 ساعة، فقد روى العديد من المواطنين قصصا لا حصر لها هنا أو إيجازها في قصة واحدة عن حالات وفيات في هذا الخط منها أنه يؤتى بالمريض على متن سيارة من الحد أو مناطق جنوب البيضاء بهدف إسعافه بمستشفيات لبعوس فيتفاجأ المسعفون بتوقف حركة السير في مرفد أو حبهات ويتوفى المريض قبل أن يصل إلى المستشفى وكثير من الحالات من النساء والأطفال بحسب شهادات المواطنين وهناك حالات أخرى لجرحى الحرب المشتعلة على حدود يافع، حيث نزفت العديد من الحالات وهي متوقفة في الخط بسبب الازدحام وتوقف الخط وكل ما سبق حول عرقلة جهود الإسعافات لا يقتصر على مديرية الحد وجنوب البيضاء فقط فهناك حالات أخرى تعرضت للوفاة وهي في طريقها من مستشفيات لبعوس إلى لحج وعدن وحال دون إسعافها بسبب انقلاب الشاحنات في نقيلي الخلاء والشعبين وخط لبعوس العسكرية.

إن المعاناة والعذاب والموت والخسائر شملت جميع مديريات يافع وتتفاوت خطورة وحجم الأضرار من منطقة إلى أخرى، ولسان حال السكان ومرتادي الطرقات تقول هل من منقذ؟ وهل تتحرك ضمائر المسؤولين في يافع والحكومة لترميم طريق مرفد وحبهات وإيجاد حلول عملية لازدحام الشاحنات وانقلابها في الطرقات التي تحصد الأرواح وتدمر الممتلكات كل يوم؟

