> زنجبار «الأيام» خاص:
شهدت محافظة أبين، أمس الأول السبت، تظاهرة حاشدة شارك فيها مئات المواطنين، إلى جانب شخصيات اجتماعية وأمنية وعسكرية وممثلي منظمات المجتمع المدني، ضمن ما أُطلق عليه "الهبة الأبينية". وهدفت المسيرة الجماهيرية والمهرجان الخطابي الذي أعقبها إلى تصحيح مسار المحافظة، وإيقاف الجبايات غير القانونية، ومحاسبة المسؤولين المتهمين بالفساد.

ورفع المحتجون لافتات حملت السلطة المحلية في أبين، بقيادة المحافظ أبو بكر حسين سالم، مسؤولية تدهور الخدمات وتعطيل عمل المؤسسات، مطالبين بتشكيل لجنة لضبط الإيرادات وتحديد أولويات المشاريع الخدمية، إضافةً إلى تفعيل دور جهاز الرقابة والمحاسبة وفق معايير قانونية شفافة بعيدًا عن تدخلات الفاسدين، ودعوا إلى الإقالة الفورية للمحافظ لعدم استجابته لمطالبهم وتحميله مسؤولية تفاقم الأزمة.

طاف المتظاهرون شوارع مدينة زنجبار مرددين هتافات تندد بتردي الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار وانهيار العملة المحلية، وطالبوا برحيل المحافظ، معتبرين أن الجبايات المفروضة على المواطنين هي السبب الرئيسي في معاناتهم، حيث تذهب لصالح الفاسدين بدلًا من تحسين الخدمات.

وانتهت المسيرة أمام مبنى السلطة المحلية في زنجبار، حيث أُقيم مهرجان خطابي شارك فيه عدد من الشخصيات الأمنية والاجتماعية، بينهم نائب قائد الحزام الأمني في زنجبار ناصر وارد، وقائد الحزام الأمني في الساحل الرائد علي مسهرج، وأعضاء المجلس الاستشاري الجنوبي.

وأكد القيادي ناصر وارد أن "الهبة الأبينية جاءت للقضاء على الفساد ورفع المعاناة عن المواطنين الذين يرزحون تحت وطأة الفقر والجوع"، مشددًا على ضرورة محاكمة الفاسدين الذين يتقاسمون الجبايات بينما يعاني الشعب.

من جانبه، قال عضو المجلس الاستشاري صالح سالم أبو الشباب، إن الفساد استشرى في المؤسسات الحكومية، محملًا المحافظ أبو بكر حسين سالم المسؤولية عن ذلك، فيما أكد الرائد علي مسهرج أن الاحتجاجات لن تتوقف حتى يتم "اقتلاع الفاسدين ورفع نقاط الجبايات المنتشرة في مديريات المحافظة".

وشهدت الفعالية تصريحات غاضبة ضد التحالف العربي، حيث طالب المتحدثون برحيله، محملين إياه مسؤولية تدهور الأوضاع المعيشية وانهيار العملة، وقال الناشط السياسي عمار علي محمد فضل إن "المواطنين يعيشون ظروفًا صعبة بينما يواصل الفاسدون نهب الموارد"، داعيًا إلى تغيير المحافظ دون قيد أو شرط.

وأكد المشاركون في المسيرة أن تحركهم يهدف إلى تصحيح مسار أبين وإنهاء الفساد، مشيرين إلى أن الوضع لم يعد يُحتمل في ظل استمرار الأزمات الاقتصادية والمعيشية. كما طالبوا بمحاسبة المسؤولين المتورطين في الفساد، مؤكدين أن مطالبهم لن تتوقف حتى تحقيق تغيير حقيقي في إدارة المحافظة.
