> "الأيام" غرفة الأخبار:

​حذر منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة توم فليتشر اليوم الخميس، في إحاطته لمجلس الأمن الدولي، من وضع النساء والفتيات في اليمن، وتأثير تخفيضات التمويل على حياتهن.

ووصف فليتشر الوضع بالصورة القاتمة، مشيرا إلى التأثير غير المتناسب والمدمر على النساء والفتيات اللواتي يعانين من التمييز والإقصاء المنهجيين لعقود.

وقال المسؤول الأممي إن 9.6 مليون امرأة وفتاة في حاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية منقذة للحياة، وهن يواجهن الجوع والعنف وانهيار نظام الرعاية الصحية. وتعاني 1.3 مليون امرأة حامل وأم جديدة من سوء التغذية، مما يعرض صحتهن للخطر، ويعرض أطفالهن للأمراض ومشاكل النمو طويلة الأجل.

معدل وفيات الأمهات في اليمن هو الأعلى في الشرق الأوسط، وفقا للمسؤول الأممي، حيث تواجه أكثر من 6 ملايين امرأة وفتاة مخاطر متزايدة من الإيذاء والاستغلال، وفقا للمسؤول الأممي.

وأشار توم فليتشر إلى أن 1.5 مليون فتاة في اليمن لا يزلن خارج المدرسة، مما يحرمهن من حقهن في التعليم ويمنعهن من كسر حلقات التمييز والعنف التي تواجههن. تتزوج ما يقرب من ثلث الفتيات في اليمن قبل سن 18 عاما، مما يسلبهن طفولتهن وتعليمهن ومستقبلهن.

وأضاف توم فليتشر قائلا: "مع تبخر تمويلكم لليمن، ستكون الأرقام في إحاطاتي القادمة أسوأ. ولكن ماذا يعني ذلك بالنسبة للنساء والفتيات اللواتي يعانين؟ سوف يموت المزيد منهن. وسوف يضطر المزيد منهن إلى اللجوء إلى آليات خطيرة للتكيف: ممارسة الجنس من أجل البقاء، والتسول، والدعارة القسرية، والاتجار بالبشر، وبيع أطفالهن".

وقال توم فليتشر إن الاستجابة الإنسانية في اليمن تواجه تخفيضات حادة في التمويل، الأمر الذي يعرض الخدمات المقدمة للنساء الفتيات في جميع أنحاء البلاد للخطر. لقد أجبر تعليق التمويل بالفعل 22 مكانا آمنا على الإغلاق، مما أدى إلى حرمان أكثر من 11 ألف امرأة وفتاة في المناطق المعرضة للخطر من الخدمات والدعم.

وأضاف فليتشر قائلا: "لم يعد بإمكان الناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي الوصول إلى الرعاية الصحية المنقذة للحياة والدعم النفسي والاجتماعي والمساعدة القانونية. كما توقفت برامج حماية الطفل، مما أدى إلى ارتفاع مخاطر عمالة الأطفال والتجنيد في الجماعات المسلحة وزواج الأطفال".

واستمع مجلس الأمن أيضا إلى إحاطة من السيدة نسمة علي منصور ممثلة مبادرة مسار السلام وشبكة التضامن النسوي، والتي سلطت الضوء على التهديدات التي تواجه النساء اليمنيات من جراء الصراع طويل الأمد وتغير المناخ وتدهور حقوق الإنسان في اليمن.

وقالت إن الصراع المسلح منذ أكثر من عقد من الزمان أدى إلى التدهور البيئي وتفاقم الأزمات المناخية، مشيرة إلى أن هذه التحديات أضعفت مؤسسات الدولة وأدت إلى انهيار أنظمة الحماية الاجتماعية، الأمر الذي خلق انعدام أمن متعدد الأبعاد، تاركا الفئات الضعيفة وخاصة النساء في المناطق الريفية والمهمشة على حافة البقاء على قيد الحياة.

وأوضحت نسمة منصور أن النساء وخاصة اللواتي يرأسن الأسر يتأثرن بشكل مضاعف بتغير المناخ، مشيرة إلى استطلاع خلص إلى أن 88 في المائة من النساء في عدن وحضرموت والمهرة أبلغن عن تراجع سبل العيش بسبب تغير المناخ الذي أضر بأنشطتهن المدرة للدخل مثل استخراج الملح وتجفيف الأسماك والحرف اليدوية.

وأضافت نسمة إن الأعراف الثقافية التي تمنع النساء من تعلم السياحة تقلل من فرص نجاتهن مما يجعلهن أكثر عرضة للخطر أثناء الفيضانات والأعاصير.

وقالت إنها سمعت قصصا مؤلمة من نساء من مختلف أنحاء اليمن عن كيف قلب التقاطع بين تغير المناخ والصراع المسلح حياتهن رأسا على عقب. ونقلت عن صيادة يمنية تدعى عائشة قولها: "الأسماك تختفي ونحن مضطرون إلى للخروج إلى مياه أكثر خطورة من أجل البقاء على قيد الحياة".

ودعت الناشطة اليمنية مجلس الأمن إلى التصدي للأزمات المترابطة المتمثلة في الصراع وتغير المناخ والتدهور البيئي في اليمن قبل أن تفاقم هذه التحديات معاناة السكان إلى نقطة اللا عودة، حسبما قالت.